"أعوان خامنئي" يواصلون التحريض ضد "مواقع التواصل" في إيران
رئيس منظمة الدفاع السلبي الإيرانية يطالب بمزيد من السيطرة على شبكات التواصل الاجتماعي في بلاده.
طالب رئيس منظمة الدفاع السلبي الإيرانية غلام رضا جلالي، بمزيد من السيطرة على شبكات التواصل الاجتماعي في بلاده، زاعماً أن ذلك "أمر ضروري للغاية في أوقات الأزمات الداخلية".
وفي أعقاب انتقادات شعبية متواصلة بسبب عرقلة طهران دخول ملايين المستخدمين إلى شبكات اجتماعية عالمية (فيسبوك، تويتر، تيليجرام)، زعم "جلالي" وهو قائد سابق في مليشيا الحرس الثوري الإيراني أن هذه المنصات تحرض الناس ضد الحكومة في أوقات الأزمات.
- إيران تعتزم قطع الإنترنت خشية فرض عقوبات أمريكية جديدة
- "سرقة السحب".. فزاعة إيران لدرء الجرائم البيئية للحرس الثوري
وأضاف رئيس منظمة الدفاع السلبي، التي تلعب أدواراً عسكرية ومدنية بدعوى "تأمين الداخل الإيراني من أخطار خارجية"، أن أنظمة تشغيل الشبكات الاجتماعية المذكورة يجب أن توضع تحت ضغط، فضلاً عن التحكم بها، حسبما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا".
وجاءت تصريحات جلالي على هامش انطلاق مناورة (غير معلوم تفاصيلها) بزعم مواجهة تسرب إشعاعات نووية في نطاق محافظة بوشهر (جنوب) التي توجد بها محطة نووية، وكذلك تأمينها (بوشهر) 71% من حجم احتياجات الغاز الطبيعي بالبلاد.
وكشف حسين ناظر، المسؤول عن تغطية هذه المناورة إعلامياً، أن تدابير لازمة قد جرى اتخاذها بحضور جلالي، بهدف إدارة الرأي العام في إيران، في إشارة ضمنية إلى وجود إجراءات مرتقبة بمزيد من التشديد والرقابة على متابعي مواقع التواصل الاجتماعي.
وتنتقد منظمات دولية بشدة دائماً وجود قيود من قبيل الرقابة والحجب إلى جانب القمع على أنشطة تتعلق بالإنترنت ووسائل الإعلام في إيران، التي حلت في ذيل الترتيب العالمي لحرية الصحافة مؤخراً.
ويرى نشطاء إيرانيون أن هذه التحركات من قبل نظام المرشد الإيراني علي خامنئي لفرض مزيد من القيود على أنشطة الفضاء الافتراضي (أسرع وسيلة بديلة لنقل الأخبار في إيران) تتزامن مع انتقادات شعبية واسعة عبرها في الآونة الأخيرة، بسبب التقاعس عن إغاثة منكوبي كارثة الفيضانات التي دمرت عشرات القرى والمدن في نحو 26 محافظة إيرانية من إجمالي 31 محافظة.
وفيما تبدو حملة ممنهجة في هذا السياق، اعتبر المدعي العام الإيراني محمد جعفر منتظري أن عجز بلاده عن إدارة الفضاء الافتراضي سيحيل أوضاعها الداخلية إلى الأسوأ، بينما شن ناصر مكارم شيرازي، أحد رجال الدين الأصوليين، هجوماً متكرراً على شبكة الإنترنت برمتها؛ حيث نعتها بـ"مستنقع الفساد".
وزعم شيرازي في عدة خطب دينية له أن الشبكات الاجتماعية هي السبب المباشر في مشكلات اجتماعية كثيرة مثل ظاهرة الطلاق، إلى جانب انحرافات أخلاقية أخرى شائعة في بلاده.
ومن المحتمل أن تؤدي تصريحات أدلى بها خامنئي مؤخراً حول ما وصفه بـ"ضعف الأمان" في منصات التواصل الاجتماعي إلى تسريع وتيرة الإجراءات الرامية إلى وضع مزيد من العراقيل بوجه المستخدمين في داخل إيران.
يشار إلى أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات في مايو/أيار الماضي، ضد عدد من المسؤولين الإيرانيين المتورطين في حجب الوصول إلى تطبيقات التواصل الاجتماعي مثل "تيليجرام"، فضلاً عن تقييد ومراقبة المواقع الإلكترونية بغية ملاحقة المعارضين.
وأدرجت وزارة الخزانة الأمريكية على لائحة عقوباتها كلاً من أبوالحسن فيروز آبادي، سكرتير المجلس الأعلى الإيراني للفضاء السيبراني، وعبدالصمد خرم آبادي، أمين عام لجنة تحديد حالات المحتوى الجنائي.
وشملت عقوبات واشنطن عبدالعلي عسكري، رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، إضافة إلى مجموعة "هانيستا" للبرمجيات التي يعتقد أنها مرتبطة بمليشيات الحرس الثوري الإيراني.
وأشارت واشنطن إلى أن هؤلاء جميعاً متورطون في عمليات رصد وتعقب ساعدت في ارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان من جانب الحكومة الإيرانية أو بالنيابة عنها.
ويستخدم قرابة 79% من الإيرانيين تطبيق "تيليجرام" للتراسل الفوري حالياً بواسطة برامج لكسر الحجب الحكومي، في حين سرت أقاويل خلال الفترة الأخيرة عن نية نظام طهران حجب الوصول إلى أنستقرام أيضاً بعد إزالته صفحات لعسكريين إيرانيين، بسبب مخالفتها شروط سياسات التطبيق.
aXA6IDMuMTYuODIuMTgyIA== جزيرة ام اند امز