عباس آبادي.. مدعي عام طهران يغادر منصبه بعد عقد من "القمع"
بعد 10 سنوات شهدت انتهاكات حقوقية ضد معارضين إيرانيين، أعلنت وسائل إعلام رسمية في طهران عن إعفاء المدعي العام عباس آبادي.
بعد عقد كامل في منصبه شهد انتهاكات حقوقية ضد معارضين إيرانيين، أعلنت وسائل إعلام رسمية في طهران عن إعفاء المدعي العام عباس جعفري دولت آبادي وتعيين علي القاصي مهر رئيس نيابة محافظة فارس (جنوب) سابقا خلفا له، والمعروف بنهجه المتشدد أيضا.
وأوردت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، الإثنين، نقلا عن الناطق باسم السلطة القضائية في البلاد غلام حسين إسماعيلي أن آبادي سيتولى منصبا جديدا كمستشار للمحكمة العليا الخاصة بمباشرة مخالفات السلك القضائي بعد خروجه من منصبه.
- مدعي عام طهران السابق متورط في مقتل مصورة كندية
- رجل خامنئي رئيسا لقضاء إيران.. قبضة قمعية في وجه المحتجين
وتولى عباس آبادي المدرج اسمه منذ 8 سنوات على قوائم العقوبات الغربية لضلوعه في جرائم حقوقية ضد سجناء سياسيين، منصب مدعي عام طهران عام 2009 في خضم موجة احتجاجات شعبية.
ولعب مدعي عام طهران المعفى من منصبه دورا بارزا في تلفيق اتهامات لمعارضين إيرانيين مناهضين لسياسات نظام ولاية الفقيه العدائية، حيث ركز على ملاحقة نشطاء ما عرفت بـ "الحركة الخضراء" التي قادها كل من المعارضين الإصلاحيين مير حسين موسوي ومهدي كروبي القابعين رهن الإقامة الجبرية بمنزلهما منذ سنوات.
وتأتي خطوة تغيير مدعي عام العاصمة الإيرانية ضمن مسعى لمزيد من القمع في الإجراءات القضائية لاسيما ضد منتقدي نظام المرشد علي خامنئي على إثر تنصيب رجل الدين المتشدد إبراهيم رئيسي على كرسي رئاسة القضاء، والذي يعد أحد أكثر المسؤولين الإيرانيين صلة به.
يشار إلى أن آبادي نال منصب مدعي عام طهران وفقا لقرار رئيس القضاء السابق صادق لاريجاني، حيث حل حينها خلفا لسعيد مرتضوي مدعي عام طهران الأسبق والمتورط في مقتل المصورة الصحفية الكندية من أصل إيراني زهرا كاظمي عام 2003، بعد اعتقالها أمام أسوار معتقل إيفين (سيئ السمعة) شمال طهران.
وكشفت منظمة العدالة لأجل إيران (غير ربحية وتضم نشطاء إيرانيين) أن المدعي العام الإيراني السابق عباس آبادي (62 عاما) تولى مهام قضائية سابقة بينها رئاسة نيابة إقليم (الأحواز) الذي تسكنه أغلبية عربية جنوب إيران بين أعوام 2006 إلى 2009.
وشهدت تلك الفترة قمعا واسع النطاق ضد السكان العرب في إقليم الأحواز على خلفية انتفاضة الأحوازيين في 2005، وهى إحدى مراحل النضال ضد سياسات نظام ولاية الفقيه القمعية.
وشارك مدعي عام طهران السابق أيضا في حملات اعتقالات تعسفية، فضلا عن التعذيب الممنهج لانتزاع اعترافات قسرية من سجناء وكذلك التصديق على إصدار أحكام قضائية ثقيلة بحق معتقلين آخرين.
وأقر جعفري آبادي في مقابلة إذاعية عام 2011 باعتقال مئات من أنصار الحركة الخضراء المنددين بتزوير نتائج الانتخابات الرئاسية التي انتهت حينها بفوز نجاد المقرب من مليشيا الحرس الثوري الإيراني.
وشارك عباس آبادي أيضا في أوامر اعتقال ومعاقبة ناشطين إيرانيين على خلفية احتجاجات اندلعت داخل قرابة 120 مدينة إيرانية في أواخر عام 2017 واستمرت حتى مطلع العام الماضي، إلى جانب تجاهله التحقيق في وفيات غامضة لمعتقلين داخل سجون البلاد.