مصارف إيران.. كيف تسهم في تعزيز فساد الملالي؟
النظم البنكية الفاسدة في طهران أسهمت في إشعال الانتفاضة الإيرانية التي قامت في أواخر عام 2017 الماضي واستمرت لبضعة أسابيع.
أسهمت النظم البنكية الفاسدة في طهران في إشعال انتفاضة الإيرانيين التي اندلعت أواخر عام 2017 في عدة مدن، وفقا لصحيفة أمريكية، الأحد.
وخرجت تظاهرات في عدة مدن إيرانية احتجاجا على الوضع الاقتصادي المتهور وفساد الملالي، أحرق خلالها محتجون العديد من المصارف، كما تم اعتقال عشرات الأشخاص خلال تلك الاحتجاجات ولقي آخرون مصرعهم، وهو الأمر الذي أدى إلى إدانة دولية.
ورصدت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير لها أكثر من عملية "نصب" تعرض لها إيرانيون من أكثر من مؤسسة مصرفية عن طريق جذب العملاء مقابل فائدة عالية يعقبها توقف مفاجئ عن النشاط وغياب الملاحقة الحكومية.
وقالت الصحيفة: "أحد هذه الأمثلة التي تمثل واحدة من أبرز عمليات النصب التي شهدها النظام البنكي في إيران خلال العامين الماضيين، والتي تمت عن طريق مكتبين للمعاملات البنكية هما "كاسبيان فاينانس" و"كريدت إنستيتوشن" اللذان عرضا للعملاء منحهم 25% فائدة مستحقة الدفع مقابل الودائع التي توضع بهما" .
وتضيف: "في ديسمبر 2016 قام الإيراني "مهرداد أصغاري" وهو أحد عملاء المكاتب البنكية بوضع وديعة قيمتها 42 ألف دولار ليحصل على قيمة الفوائد الشهرية المذكورة من مكتب "كاسبن فاينانس"، ومع مرور الوقت توقف المكتب عن دفع الفوائد حتى أغلق أبوابه تماما في مايو 2017 مسببا الخسارة له ولآلاف العملاء".
وقالت "نيويورك تايمز": ما زاد من غضب الإيرانيين قبل اندلاع الانتفاضة هو تعليق الحكومة الإيرانية على هذه الحوادث المتكررة من عمليات النصب البنكية التي تعرضوا لها خلال العامين الماضيين؛ إذ لم يجد الإيرانيون من حكومتهم سوى التوبيخ لعدم توخي الحذر في تعاملاتهم تلك بدلا من محاكمة أصحاب هذه المكاتب وتتبعهم لاسترداد الأموال المنهوبة.
وتشير الصحيفة إلى أن ذلك ترك المزيد من الشكوك حول تواطؤ الحكومة مع أصحاب مكاتب الادخار في هذه العمليات المشبوهة.
وقالت "نيويورك تايمز" إن صلة هذه المكاتب بمؤسسات دينية تابعة لمسؤولين بالحرس الثوري الإيراني تزيد من إلصاق تهمة الفساد بالحكومة الإيرانية ودليل آخر على تواطئها مع عمليات السرقة الممنهجة التي مورست على الشعب الإيراني من هذه المكاتب البنكية.
ونقلت الصحيفة الأمريكية تصريحات للخبير الاقتصادي الإيراني بواشنطن "بورغان ناراجاباد" قال بها إن النظام البنكي الإيراني هش، وليس غريبا أن يشهد هذا القدر من الفساد لسهولة اختراقه والسيطرة عليه.
وحذر صندوق النقد الدولي، في تقرير له الشهر الماضي، من أن النظام البنكي الإيراني يحتاج بشكل عاجل إلى عملية إعادة هيكلة شاملة بسبب تغلل الفساد المالي به بشكل غير مسبوق.