والدة قتيل إيراني بالاحتجاجات: نرفض الدية ودماء أبنائنا ليست رخيصة
مؤسسات مدنية ونقابية في إيران تطلق دعوات للتضامن رمزيا مع قتلى الاحتجاجات الأخيرة
هاجمت والدة محتج إيراني، سقط قتيلا برصاص عناصر قوات الأمن خلال الاحتجاجات الأخيرة، مقترحا لمرشد نظام ولاية الفقيه علي خامنئي بدفع الدية (تعويض مالي) لبعض عائلات القتلى.
وقالت نرجس شيربيشة، والدة بويا بختياري (27 عاما) الذي قتل في ثاني أيام الاحتجاجات الإيرانية التي اندلعت 15 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إن قيمة دماء نجلها ليست رخيصة، كما أنها لن تتقبل عزاء المسؤولين الإيرانيين الذين يجب عليهم الخوف من غضبها وصراخها.
وأضافت شيربيشة بمقابلة مع إذاعة فردا الناطقة بالفارسية من التشيك، الخميس، إنها لن تقبل استرضاء أيضا نظير موت ابنها بختياري، الذي اخترقت رصاصة جمجمته أثناء مشاركته في مسيرة شعبية مناهضة لغلاء سعر البنزين محليا بنحو 300%.
وأعلنت وسائل إعلام محلية في إيران، أمس الأربعاء، أن المرشد علي خامنئي أعطى أوامر لمجلس الأمن القومي الإيراني بتعويض بعض عائلات قتلى احتجاجات نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، شريطة ألا يكون لهؤلاء القتلى دور في إشعال الاحتجاجات وفقدوا أرواحهم خلال مصادمات.
هذا الأمر ليس بالجديد في إيران، حيث سبق أن دفعت السلطات الحكومية تعويضات لعدد من أسر ضحايا احتجاجات واسعة النطاق اندلعت اعتراضا على نتائج الانتخابات الرئاسية عام 2009.
ووصف مراقبون دفع دية من جانب نظام طهران بمحاولة للتعتيم على قمع هذه الانتفاضة آنذاك.
وأعربت والدة بويا بختياري عن انزعاجها الشديد من مقترح دفع دية لبعض عائلات قتلى الاحتجاجات الأخيرة، مؤكدة أن قطرة واحدة من دماء نجلها لا تساوي قيمتها مليارات من النقود.
وشددت على مواصلتها التنديد عالميا بجريمة مقتل نجلها على أيدى قوات الأمن الإيرانية، فضلا عن عدم قبول التعازي من جانب المسؤولين الإيرانيين الذي أعطوا أوامر بإطلاق الرصاص على المحتجين.
واعتبرت أن طموحات نجلها القتيل بويا بختياري الذي نعتته بالبطل القومي، اصطدمت بظلم وكذب مسؤولي النظام الإيراني، رغم مناداته بالحرية والعدالة لصالح كافة أفراد الشعب داخل بلاده.
وعلى صعيد متصل، أطلقت مؤسسات مدنية ونقابية داخل إيران بينها نقابة عمال شركة "هفت تبه" لصناعة السكر جنوب البلاد، دعوات للتضامن رمزيا مع قتلى الاحتجاجات الأخيرة.
وتتلخص تلك الدعوات في إطفاء أنوار مصابيح المباني بحلول الساعة 9 مساء وفقا للتوقيت المحلي، وارتداء ملابس سوداء والوجود عند قبور القتلى، فضلا عن الصمت لمدة دقيقة حدادا داخل الجامعات والمدارس، السبت المقبل.
واعتبرت تجمعات نقابية غير رسمية، تضم متقاعدين ومعلمين وعمالا إيرانيين، أن هذا التضامن بمثابة عزاء شعبي على أرواح ضحايا الاحتجاجات الذين سقطوا بين قتلى ومصابين برصاص قوات الأمن الإيرانية الشهر الماضي.
aXA6IDE4LjE4OC4xMy4xMjcg
جزيرة ام اند امز