باحثة بريطانية: القمع الإيراني للمتظاهرين تجاوز الخطوط الحمراء
الناشطة الحقوقية مسيح علي نجاد تقول إن الحركة المناهضة للنظام الاستبدادي في طهران يمكن أن تطيح به قريبا.
قالت الدكتور سنام فاكيل نائب رئيس برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في معهد "تشاتام هاوس" البريطاني، إن قمع نظام إيران للمتظاهرين تجاوز الخطوط الحمراء.
وتواجه إيران الاحتجاجات التي شهدتها مختلف أرجاء البلاد، احتجاجا على رفع أسعار الوقود 3 أضعاف، بقمع وحشي، وحملة دموية غير مسبوقة، خلفت مئات الضحايا، وآلاف المعتقلين.
- مجلة أمريكية: احتجاجات إيران وصلت لنقطة الغليان وسيناريو 1978 قريب
- التايمز: خطف وترويع للمتظاهرين العراقيين من قبل مليشيات إيرانية
تلك الاحتجاجات ضد ممارسات نظام خامنئي لم تكن الأولى، فقد سبقتها العديد من المظاهرات الرافضة للنظام الحاكم، وواجهتها إيران بمستوى معين من الوحشية، لكن هذا المستوى ارتفع حاليا، وتعد الخطوط الحمراء، بحسب خبراء.
وقالت فاكيل لشبكة "سي إن إن" الأمريكية : إن" الاحتجاجات جزء من الثقافة الإيرانية"، مضيفة أن "هذا النظام قمعي منذ وصوله لسدة الحكم قبل 4 عقود، لكن الجولة الأخيرة من القمع تبدو مختلفة، وتعدت الخط الأحمر، فيما يتعلق بالوحشية والانتقام السريع".
ووسط التعتيم على أرقام الضحايا والمعتقلين، رسمت روايات شهود عيان لوسائل إعلام أجنبية، وعلى صفحات التواصل الاجتماعي عن العنف الذي شهدته البلاد، ووصل الأمر لتحذير السلطات لعائلات الضحايا من التحدث مع وسائل الإعلام أو تشييع جنازات أحبائهم، بحسب منظمة العفو الدولية.
ونقلت شبكة "سي إن إن" لاأمريكية عن سامان، ناشط إيراني (33 عامًا) قوله: إن قطع الإنترنت عرقل مفاوضات مع الشركات بالخارج، ولم نرد إخبارهم بشأن المشكلات الموجودة في إيران؛ إذ ربما يشعرون بالخوف من التعامل معنا."
هذه المرة مختلفة
وتحدثت الصحفية والناشطة الحقوقية الإيرانية مسيح علي نجاد، عن الاحتجاجات التي تشهدها إيران والقمع الوحشي للمتظاهرين خلال برنامج "القصة مع مارثا ماكالوم"، موضحة أن الحركة المناهضة للنظام الاستبدادي في طهران قد تطيح بهذا النظام.
وأضافت "هذه المرة مختلفة تمامًا.. الناس أصبحوا قادة أنفسهم.. خرجوا للشوارع، خاطروا بأرواحهم، ولديهم رسالة، التي تسمعها من خلال مقاطع الفيديو، هذا في الواقع السبب الحقيقي وراء قطع الحكومة للإنترنت، لماذا؟ لأنهم لا يريدون أن يسمع العالم باقي العالم الرسالة."
وقال الصحفي الأمريكي ديفيد إجناتيوس :إن إيران تشن حملة قمعية عالمية ضد معارضيها ليس فقط الموجودين داخل أراضيها الذين تقتلهم، ولكن اللذين في الخارج أيضا.
وأشار إجناتيوس في مقال منشور بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى أن الهجمات الإيرانية على المعارضين بالخارج كانت سافرة؛ ففي الأشهر الأخيرة تعرض النشطاء المناهضون للنظام للاختطاف والقتل والمضايقة، حيث يراقب مكتب التحقيقات الفيدرالي والوكالات الأمنية في أوروبا تلك الاعتداءات.
وأوضح الصحفي الأمريكي أن الثورة مستمرة جزئيًا نتيجة دعم الإيرانيون الموجودون بالخارج، الذين يتناقلون مقاطع الفيديو الخاصة بالاحتجاجات والقمع الوحشي، مشيرًا إلى أن موجة الاحتجاجات الأخيرة ضد النظام الإيراني كانت قوية، ويرجع السبب جزئيًا في ذلك لأنها تجمع شتى التيارات المعارضة.
لكنه لفت أيضًا إلى التهديدات التي تلقاها المعارضون الإيرانيون في الولايات المتحدة من عملاء تابعين لإيران، وتضمنت تهديدات بالقتل، قائلًا :إن هؤلاء المعارضين الإيرانيين يروون نفس القصة؛ إيران تقمع الحراك الشعبي بوحشية، بينما يشاهد العالم."
وضربت الاحتجاجات في 15 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عدة مدن، بعدما أعلنت الحكومة رفع أسعار الوقود بنسبة 300%، وامتدت إلى 100 مدينة في 25 محافظة بجميع أنحاء البلاد، وخلفت مئات القتلى والجرحى.
وكشفت منظمة العفو الدولية، في مطلع ديسمبر/ كانون الأول الجاري عن ارتفاع حصيلة قمع نظام خامنئي للاحتجاجات إلى 208 قتلى.
وأكدت محطة إيران إنترناشونال الناطقة بالفارسية من لندن، أن السلطات اعتقلت أكثر من 500 شخص خلال الأيام ألأخيرة.
وأوضحت المحطة أن الاحتجاجات تركزت خلال يومي السبت الأحد الماضيين، في محافظات كردستان، وطهران، وجولستان، وأصفهان، وكرمانشاه.
وتتواصل الاعتقالات في حين رفض المدعي العام الإيراني محمد جعفر منتظري تأكيد ما توارد عن اعتقال أكثر من 7000 شخص منذ بداية الاحتجاجات.
aXA6IDE4LjExOC4xNjIuOCA= جزيرة ام اند امز