شيرين عبادي صاحبة "نوبل": سقوط النظام الإيراني حتميا
المحامية الحقوقية اعتبرت أن ما يحدث في إيران ضد الشعب قمع عنيف جدا غير مسبوق منذ أكثر من 40 عاما
قالت شرين عبادي، المحامية الحقوقية الإيرانية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام عام 2003، إن النظام في إيران وصل إلى مرحلة لا يمكن فيها إجراء أية إصلاحات، لدرجة أن أمر سقوطه بات لا مفر منه.
وأوضحت عبادي، وهي أول مسلمة شرقية تحصل على هذه الجائزة، خلال مقابلة مع قناة "فرانس 24"، أن ما يحدث في إيران ضد الشعب قمع عنيف جداً غير مسبوق منذ أكثر من 40 عاماً.
ودعت الدول الغربية إلى البقاء إلى جانب الإيرانيين، مطالبة فرنسا بالإعراب رسمياً عن غضبها تجاه سلوك هذا النظام، وسحب سفيرها لدى طهران.
وأشارت إلى أن السلطات الإيرانية قطعت الإنترنت لمدة 5 أيام، وخلال هذه الفترة قام النظام بقمع المتظاهرين، حيث قتل ما لا يقل عن 300 متظاهر، وأصيب الآلاف واعتقل المئات، وهي حصيلة مرعبة للغاية خلال 5 أيام فقط.
- باحثة بريطانية: القمع الإيراني للمتظاهرين تجاوز الخطوط الحمراء
- مجلة فرنسية: "مجزرة معشور" نموذج لإجرام النظام الإيراني
وضربت الاحتجاجات في 15 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عدة مدن إيرانية، بعدما أعلنت الحكومة رفع أسعار الوقود بنسبة 300%، وامتدت إلى 100 مدينة في 25 محافظة بجميع أنحاء البلاد.
ووفقا لمنظمه العفو الدولية، قتل ما لا يقل عن 208 متظاهرين في الحملة القمعية التي شنها النظام الإيراني، وهو أعلى عدد من القتلى منذ الثورة الإيرانية عام 1979.
وأكدت عبادي أن النظام الإيراني كلما شعر بالضعف كلما أصبح أكثر قمعاً، وأن تلك الاحتجاجات بمثابة بداية سقوطه، منوهة بأن الشعب غاضب عليه منذ سنوات نتيجة الفساد والمحسوبية لدائرة المرشد والنظام.
وأشارت عبادي إلى أن إسقاط النظام الإيراني مسألة وقت، ربما بعد أشهر أو سنوات، ولكن سقوطه بات حتمياً نتيجة الفساد وليس بسبب الضغوط الأمريكية كما يزعم.
ورأت أن هذه الاحتجاجات بداية نهاية النظام الإيراني، موضحة أن النظام الحالي مثل جميع الديكتاتوريات التي تسقط نتيجة لغضب شعبها وغياب الديمقراطية.
وحول التصريحات الفرنسية بإمكانية اتخاذ إجراءات اقتصادية عقابية ضد طهران على خطى الولايات المتحدة نتيجة إخلالها بالتزاماتها في الاتفاق النووي، قالت عبادي:" أنا ضد العقوبات الاقتصادية لأنها تمس الشعب مباشرة، ولكن بإمكان الدول الأوروبية اتخاذ خطوات مختلفة مثل سحب سفرائهم من إيران وقطع العلاقات الدبلوماسية".
ورأت المحامية الحقوقية أن الإيرانيين مزدوجي الجنسية هم ضحية النظام الإيراني الذي يتخذهم كورقة ضغط ضد الدول الأوروبية، مدللة على ذلك بقضية الباحثة الإيرانية الفرنسية فريبا عادل خواه، موضحة أن "فريبا بريئة ولكنها مجرد رهينة للنظام".
واعتقلت استخبارات مليشيا الحرس الثوري مطلع يونيو/حزيران الماضي، الباحثة المقيمة في فرنسا فريبا عادل خواه، خلال إحدى رحلاتها المتكررة إلى مسقط رأسها في إيران.
وفيما يتعلق بتدخل طهران في شؤون الدول المجاورة، قالت عبادي إن النظام العراقي على سبيل المثال مثل الدمية في يد النظام الإيراني، وهو سبب غضب الشعب العراقي.
ويشهد العراق منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول في بغداد وعدد من المدن مظاهرات تطالب بإصلاح النظام السياسي وتغيير كامل لطبقتهم الحاكمة التي يعدونها فاسدة، ووقف النفوذ الإيراني ببلادهم.