إيران تفخخ جهود التفاوض بحجة "استمرار العقوبات"
المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية وضع العراقيل أمام التفاوض بذريعة فرض واشنطن عقوبات جديدة على طهران
بينما تسعى الدبلوماسية الأمريكية لتخليص إيران من عواقب مغامرات مشروعها التوسعي في منطقة الشرق الأوسط عبر الجلوس على طاولة المفاوضات، تعمل الأخيرة بجد على تفخيخ جهود التفاوض عبر الدفع بالشروط المسبقة بتعليق العقوبات في تجاوز لأبجديات المحاصصات السياسية.
تأكيدات مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، الجمعة، على منح الرئيس دونالد ترامب طهران فرصة للخروج من مأزقها على الرغم من دعمها للإرهاب، وتواتر الأنباء عن زيارة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إلى إيران الأسبوع المقبل، في محاولة لتخفيف حدة التوتر، لم تفلح في تعديل بوصلة طهران التي لم تدخر جهدا في تفخيخ كل ماله علاقة بالمحادثات.
- محللون: إيران متورطة بتخريب ناقلات النفط وستحاسب دوليا
- بقرار أمريكي.. البتروكيماويات الإيرانية تدخل النفق المظلم
وتأبى طهران بدأب تخريبي اعتادت عليه إلا أن تفخخ جميع الطرق المؤدية إلى المفاوضات عبر رعونة "الشروط المسبقة"، وهو ما أكدته تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي.
فالرجل الذي تحدث في مؤتمر صحفي، السبت، يضع العراقيل أمام التفاوض بحجة أن العقوبات الأمريكية الجديدة على مجموعة كبرى للبتروكيماويات تثبت "زيف" موقف الولايات المتحدة التي أبدت استعدادا للتفاوض مع طهران، مع أن واشنطن لم تدفع بأي شروط مسبقة، بل أبدت استعدادها لبدء محادثات مفتوحة حول مختلف القضايا، في الوقت الذي لم يتوقف فيه نظام ولاية الفقيه عن تهديد الملاحة الدولية والسلم العالمي عبر تشكيلاته العصابية المنتشرة في الشرق الأوسط.
وكشفت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان، الجمعة، أن العقوبات الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة تستهدف قطاع البتروكيماويات الإيراني، بما في ذلك أضخم مجموعة في البلاد لدعمها المالي للحرس الثوري الإيراني.
وأكدت أن الإجراء "يستهدف الحد من تمويل أكبر شركة بتروكيماويات في إيران وأكثرها ربحا، ويشمل 39 فرعا ووكيلا لها في الخارج".
وتهدف العقوبات الأخيرة -بحسب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو- إلى منع إيران من زعزعة استقرار المنطقة.
ويرى مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون أن "إيران تنفق أموالها على دعم وممارسة الإرهاب، ما يؤدي إلى مشكلات اقتصادية خطيرة ستظل تتفاقم".
ولا تقتصر آثار تصريحات المتحدث باسم الخارجية الإيرانية الهدامة فقط على إرسال رسائل سلبية إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أبدى في تصريحات صحفية، الأربعاء الماضي، انفتاحه على الحوار، بل تتعداها لنسف جهود الوسيط الياباني الذي ينتظر أن يصل إلى طهران مطلع الأسبوع المقبل.
وتسعى طوكيو التي تتمتع بوضع متفرد بين حلفاء الولايات المتحدة لارتباطها بعلاقات وثيقة طويلة الأمد مع إيران لأن تكون وسيطاً مثالياً بين واشنطن وطهران.
وحصل رئيس الوزراء الياباني شينزوا آبي على الضوء الأخضر للمضي قدما في جهود الوساطة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال زيارته لليابان الشهر الماضي.
ورحب ترامب بمساعدة آبي في التعامل مع إيران، وهو ما يسلط الضوء على "العلاقات الطيبة جدا" بين طوكيو وطهران.
ويرى مراقبون أن أفضل ما يمكن أن يحققه آبي هو إقناع إيران والولايات المتحدة باستئناف المحادثات المباشرة ربما في دولة ثالثة.
وذكر مومويا كوندو الباحث في معهد الشرق الأوسط باليابان لـ"رويترز" أن آبي يمكن على سبيل المثال أن يدعو الرئيس الإيراني حسن روحاني لحضور قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها اليابان في نهاية يونيو/حزيران.
بينما يمضي مراقبون باتجاه التأكيد على أن مهمة آبي أضحت أكثر صعوبة عقب موقف الخارجية الإيرانية الأخير الذي يشترط رفع العقوبات وإلغاءها للدخول في المفاوضات، مشيرين إلى أن مجرد تلويح طهران بمثل هذه المطالب يؤكد عدم جدية نظام ولاية الفقيه في الجلوس لطاولة المحادثات.
ويرى خبراء أن طهران تدفع بمثل هذه الشروط التعجيزية لتدفع بالأمور في اتجاه التصعيد مايؤدي إلى انهيار فرص التفاوض، كونه سيجردها من أدوات مشروعها التوسعي في الشرق الأوسط.
aXA6IDE4LjE4OC4yMjcuNjQg جزيرة ام اند امز