محللون: إيران متورطة بتخريب ناقلات النفط وستحاسب دوليا
إحاطة مهمة تقدمت بها الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والنرويج لمجلس الأمن الخميس حول حادث تخريب ناقلات النفط
إحاطة مهمة تقدمت بها كل من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والنرويج إلى مجلس الأمن الدولي الخميس حول حادث التخريب الذي تعرضت له 4 سفن تجارية مدنية من جنسيات عدة الشهر الماضي بالقرب من المياه الإقليمية للإمارات.
وخلال زيارته للإمارات نهاية الشهر الماضي، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، إنه سيتم تقديم أدلة على تورط إيران في هجوم الناقلات قبالة الإمارات إلى مجلس الأمن.
وقال خبراء سياسيون وقانونيون مصريون إن المعطيات تؤكد بالفعل تورط إيران في تخريب الناقلات عبر توجيه ضربات انتقامية لتفادي الحرب المباشرة.
فيما أشاروا إلى أن إثبات التهمة على إيران سيحتاج إلى مجهود كبير؛ لأنها تعتمد على الحرب بالوكالة عبر أذرعها وتتخفى وراء مليشيات في المنطقة.
- الإمارات والسعودية والنرويج: عملية استهداف السفن "معقدة" ودولة وراء الحادث
- قرقاش يطالب مجلس الأمن بمساءلة الجناة في استهداف ناقلات النفط
أذرع إيران
بشير عبدالفتاح، الخبير بالشأن الإيراني، قال إن التهم والشبهات تلاحق إيران وتحوم حولها من اللحظة الأولى لعمليات التخريب التي طالت السفن التجارية الأربع قرب المياه الإقليمية الإماراتية مايو/أيار الماضي.
وأشار عبدالفتاح في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إلى تصريحات المسؤولين الأمريكيين وبينهم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو وبولتون اللذان أكدا أن التحقيقات الأولوية تشير إلى تورط إيران في الحادث.
فيما اعتبر أن الأزمة تكمن في كون طهران تخوض معاركها عبر أذرع ومليشيات في المنطقة ويتطابق ذلك مع تصريحات المسؤولين الإيرانيين أنفسهم في أوقات سابقة بأنهم لن يخوضوا حروبًا مباشرة بأيديهم، وأن ردودهم وحروبهم ستكون بالوكالة.
وأشار إلى تحركات مريبة خلال الفترة الأخيرة لقائد مليشيا "فيلق القدس" التابعة للحرس الثوري الإيراني الإرهابي، قاسم سليماني، في العراق وسوريا وغيرها للإعداد إلى حرب بالوكالة في الخليج كان أهم مظاهرها الهجوم الذي تعرضت له ناقلات السعودية والإمارات والنرويج.
واعتبر أن إثبات التهمة على إيران سيحتاج إلى مجهود كبير؛ لأنها تتخفى وراء هذه المليشيات.
قبل أن يستدرك: "لكن يمكن أن نثبت أن هذه العناصر التي تقوم بالاعتداء هي أذرع إيران التي تعتمد عليها في التنفيذ وهي جزء منها".
من جانبه، قال محمد السعيد إدريس، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية (حكومي)، إن القناعة بأن إيران هي التي نفذت الهجوم قرب المياه الإقليمية لدولة الإمارات، إلّا أن مجلس الأمن سيحتاج إثبات التهمة بالدليل المادي، وذلك يتطلب مجهودا ضخما من الدول المعنية ومن الدول الصديقة.
وأضاف إدريس، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن المعطيات تؤكد بالفعل إن إيران وجهت ضربات انتقامية لتفادي الحرب المباشرة، لكنها ضربات إرهابية لا يمكن إثباتها حتى الآن.
حرب بالوكالة
نبيل حلمي، خبير وأستاذ القانون الدولي، قال إن الاعتداء على السفن التجارية الشهر الماضي فعل يهدد السلم والأمن الدوليين، وبالتالي فإن الفصل فيه لا بد أن يكون على منصة مجلس الأمن الدولي.
وأضاف حلمي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أنه لا بد أن يتم تقديم كل الأوراق والملفات ضد الدولة التي تحوم حولها الشكوك وهي إيران في هذه الحالة.
وحول إمكانية كونها حربا بالوكالة، أشار أستاذ القانون الدولي إلى أن هذه أحد أشكال حروب الجيل الرابع التي يدخل الفصل فيها ضمن اختصاصات مجلس الأمن الدولي، وفي هذه الحالة يجب السعي لتقديم ما يثبت أن الجماعات المنفذة للهجوم مدفوعة من قبل إيران لتهديد أمن المنطقة.
وتابع: "في هذه الحالة سيتم الحكم بلا شك ضد هذه الدولة التي مارست عدوانا على دول الخليج وبالتالي على المنطقة، ويجب أن يتم تقديم اتهام مباشر لها مرفق بكافة المستندات المذكورة".
أدلة تورط
تصريحات مهمة أدلى بها مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، خلال زيارته للإمارات نهاية الشهر الماضي أكدت على امتلاك واشنطن لأدلة تورط إيران في حادث تخريب السفن، ربما تفسر حسب مراقبين، ما قدمه المندوبون الدائمون لدولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومملكة النرويج لدى الأمم المتحدة في طلب الإحاطة إلى أعضاء مجلس الأمن.
وأكد مندوبو الدول الثلاث في طلب الإحاطة أن "الهجوم يحمل بصمات عملية متطورة ومنسقة تقف وراءها دولة على الأرجح".
وكشفت التحقيقات أن الطرق المنسقة والمعقدة التي استخدمتها الجهة المتورطة في تنفيذ هذه الاعتداءات تتطلب قدرات استخبارية للاختيار المتعمد لأربع ناقلات نفط من بين 200 سفينة من مختلف أنواع السفن التي كانت ترسو قبالة ميناء الفجيرة وقت وقوع الهجمات.
الأمر الذي يؤكد أن هذه الهجمات كانت متعمدة، وتم التخطيط لها، ولم تكن أهدافا تم اختيارها بشكل عشوائي.
كما تطلبت الهجمات الإرهابية الاستعانة بغواصين مدربين من أجل إلصاق الألغام بالناقلات المستهدفة بدقة عالية تحت سطح الماء لتجعلها عاجزة عن الحركة دون إغراقها أو تفجير حمولتها، مما يدل على المعرفة الدقيقة بتصاميم الناقلات المستهدفة.
وكشفت التحقيقات أيضا عن أن تلك الهجمات تطلبت درجة عالية من التنسيق بين عدة فرق لتفجير الألغام الأربعة بصورة متزامنة ومتتابعة خلال فترة تقل عن ساعة.
كما تطلبت العملية الخبرة الملاحية العالية في مجال استخدام القوارب السريعة بحيث تمكن الجناة من دخول المياه الإقليمية لدولة الإمارات، والتسلل بعد الانتهاء من عملية تفجير الألغام.
وأكدت الدول المتضررة أن هذه الهجمات عرّضت الملاحة التجارية الدولية وأمن إمدادات الطاقة العالمية للخطر، فضلاً عن تهديدها للسلم والأمن الدوليين.
كما وجهت الدول الثلاث الشكر إلى أعضاء مجلس الأمن الذين قدموا دعمهم بالفعل للتحقيق في هذه الهجمات الإرهابية، كما دعت جميع أعضاء المجلس للاطلاع على الأدلة التي حصلت عليها السلطات الإماراتية.
aXA6IDE4LjExOS4yNDguMjE0IA== جزيرة ام اند امز