صحف غربية: مقتل سليماني يسلب إيران مخلبها في الشرق الأوسط
صحف أمريكية وبريطانية أشارت لدور سليماني في تأسيس هلال من النفوذ الإيراني من لبنان في الغرب حتى اليمن في الجنوب
أبرزت الصحف الغربية الصادرة، الجمعة، العملية الأمريكية التي استهدفت الإرهابي قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني، في العاصمة العراقية بغداد، وعدتها ضربة قاسمة لطهران تسلبها مخلبها في الشرق الأوسط في وقت تتصاعد في الصراعات الجيوسياسية الشاملة بالمنطقة.
البداية من صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، التي أعدت تقريرًا عن سليماني قالت فيه إنه بالرغم من قصر قامته وسلوكه الهادئ، كان سليماني يعتبر واحدًا من أكثر القادة العسكريين سيئي السمعة في الشرق الأوسط؛ إذ تحمل مسؤولية العمليات السرية الإيرانية الخارجية، وتوسيع الانخراط العسكري للبلاد داخل الصراعات الإقليمية لدول الجوار والمنطقة.
ونقلت الصيفة عن محللين قولهم إن سليماني تمتع بنفوذ دبلوماسي أكثر من وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، متسائلين عما إن كان في النهاية سيسعى لمنصب سياسي بارز.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، الجمعة، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمر بتنفيذ الضربة التي استهدفت الإرهابي سليماني، في العاصمة العراقية بغداد.
وبحسب بيان البنتاجون، استهدفت غارة أمريكية سليماني وكبار قادة الحشد الشعبي لردع خطط الهجمات الإيرانية المستقبلية، لافتا إلى أن قائد فيلق القدس كان يطور خططا لمهاجمة الدبلوماسيين الأمريكيين في العراق والمنطقة.
صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أوضحت من جهتها، أن البعض كانوا يعتبرون القيادي العسكري المتشدد قائدا محتملا لإيران في المستقبل، مشيرة إلى أن مسؤول استخبارات عراقي رفيع المستوى أخبر مسؤولين أمريكيين في بغداد أن سليماني وصف نفسه بـ"السلطة الوحيدة للأعمال الإيرانية في العراق".
وأوضحت الصحيفة أن سليماني لم يكن فقط مسؤولًا عن جمع المعلومات الاستخباراتية الإيرانية والعمليات العسكرية السرية، واعتباره واحدًا من أكثر الشخصيات العسكرية الماكرة، بل كان أيضًا مقربًا من المرشد الإيراني علي خامنئي، وكان يُنظر له باعتباره قائدا محتملا لإيران في المستقبل.
وذكرت مجلة "أتلانتيك" الأمريكية أن مقتل قاسم سليماني يسلب النظام الإيراني من الشخصية المحورية لطموحاته في الشرق الأوسط.
وأوضح أندرو إكسوم، الكاتب المساهم بالمجلة، الذي كان يشغل منصب نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط من 2015 لـ2016، أنه يعلم مدى الأهمية التي كان يمثلها سليماني؛ لأنه أمضى وقتا أكثر في العالم الناطق بالعربية –في العمل على تعزيز حلفاء إيران من العراق إلى لبنان ومن سوريا إلى اليمن– أكثر من وقته في إيران.
وذكر موقع "ديلي واير" الأمريكي أن محللين يرون مقتل القياديين الإيرانيين البارزين المتورطين في الإرهاب خلال العملية الأمريكية في العراق، ليل الخميس، أمرا جللا يفوق مقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة وأبوبكر البغدادي زعيم تنظيم داعش.
أما صحيفة "الجارديان" البريطانية، التي أعدت تقريرا تحت عنوان "من هو قاسم سليماني؟ المزارع الإيراني الذي أصبح أكثر قوة من الرئيس، قالت إن سليماني قائد فيلق القدس تمكن من إعادة تشكيل المنطقة في أعقاب حرب العراق والأحداث التي شهدتها سوريا.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن سليماني استغل أوضاع العراق وسوريا واتجه لإرسال الرجال والأموال لتأسيس هلال من القوات الموالية لإيران عبر المنطقة، من لبنان في الغرب إلى اليمن بالجنوب، موضحة أن التصاعد المستمر لنجم حزب الله في لبنان والتدخل الإيراني في الحرب السورية وانقلاب الحوثيين المستمر في اليمن، وغيرها من التطورات يمكن إرجاعها إلى القيادي الإيراني الذي ولد لعائلة فقيرة في 1957.
وذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية تحت عنوان "مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني في غارة أمريكية بأوامر من ترامب"، أن الجنرال الإيراني البارز قتل في غارة أمريكية ببغداد، في تصعد خطير للعنف بين طهران وواشنطن.
"قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، اغتيل في غارة أمريكية على مطار بغداد"، هكذا سلطت صحيفة "تليجراف" الضوء على العملية التي أسفرت عن مقتل سليماني، مشيرة بدورها إلى أن الاغتيال يمثل تصعيدا كبيرا في التوترات بين الولايات المتحدة وإيران.
وأوضحت الصحيفة أن مقتل سليماني يمثل ضربة كبيرة لإيران، لافتة إلى أن سقوط أبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق، في الغارة نفسها، يمكن أن يمثل نقطة تحول محتملة في الشرق الأوسط، محذرة من رد انتقامي قاس من إيران والقوات التي تدعمهاضد المصالح الأمريكية وحلفائها.
aXA6IDE4LjIxNi4xMDQuMTA2IA== جزيرة ام اند امز