لعبة عض الأصابع.. متشددو إيران حائرون بين رئيسي وجليلي
قبل أيام من الانتخابات الرئاسية بإيران، دب الخلاف في معسكر المتشددين بين مؤيدي المرشحين سعيد جليلي وإبراهيم رئيسي.
الصحفي المتشدد عبد الرضا داوري غرد على حسابه بموقع "تويتر"، اليوم، قائلا: "أكدت مصادر نية المرشح إبراهيم رئيسي الانسحاب من سباق الانتخابات الرئاسية".
وفي حال انسحاب رئيسي، يرى متابعون أن الخطوة ستكون في صالح أمين المجلس الأعلى للأمن القومي السابق والمرشح المتشدد، سعيد جليلي الذي يتبنى مواقف متشددة تجاه الغرب والمفاوضات المتعلقة بالملف النووي، بل إنه من معارضي الاتفاق الموقع مع القوى الكبرى في 2015.
وقال مسعود نوري، الصحفي المخضرم الذي كان يعمل في الوكالة الرسمية الإيرانية "إيرنا"، في تغريدة على "تويتر": "انتظروا انسحاب إبراهيم رئيسي من الانتخابات الرئاسية في الأيام المقبلة ودعم سعيد جليلي بالكامل".
لكن أنصار رئيسي من النشطاء والإعلاميين العاملين في حملته الانتخابية، ينفون وجود نية لدى المرشح الأقوى للانسحاب من سباق الانتخابات، معتبرين إياه "رمزا للشفافية ومقاومة الاحتكار".
وفي الأيام الماضية، تعرضت حملة إبراهيم رئيسي لانتقادات بسبب تنظيم تجمع كبير في منطقة الأهواز في ظل تفشي فيروس "كورونا" المستجد، ما أدى إلى إلغاء زيارة المرشح المتشدد إلى محافظة فارس جنوبي البلاد، وبدأ جدل حول انسحابه في أوساط بعض منتقديه ومعارضيه.
"مخاوف الأصوليين"
من جانبه، أكد حميد رضا ترقي، عضو المجلس المركزي لحزب المؤتلفة الإسلامي (أحد الأحزاب المتشددة)، إن "تجزئة الأصوات من المخاوف الجدية للتيار الأصولي في هذه الانتخابات" بين رئيسي وجليلي في حال استمرارهما في السباق حتى النهاية.
وأضاف ترقي في حديث لموقع "نامه نيوز" المتشدد، السبت، "هناك عقلية مفادها أن الجميع يجب أن يظل "في السباق" حتى النهاية.. هذا مصدر قلق بالغ، ونأمل أن يتوصل المرشحون إلى نتيجة مناسبة في هذا الصدد في نهاية مناقشاتهم".
وبشأن انسحاب جيلي لصالح رئيسي، قال ترقي "لا يوجد حالياً أي مؤشر على انسحاب أي من المرشحين لصالح الآخر، لكن كثر يعتقدون أن خطاب إبراهيم رئيسي وسعيد جليلي متطابق".
ويتخوف التيار المتشدد من أن يتكرر سيناريو الانتخابات الرئاسية التي جرت في عام 2017، والتي شهدت تفتت أصوات التيار الأصولي على مرشحين متعددين، ما سهل الأمر على الإصلاحيين في الفوز بالرئاسة.
وفي سياق آخر، قالت وكالة أنباء "خبر أون لاين" المقربة من جليلي، إنه "إذا بقي المرشح المتشدد الجنرال محسن رضائي على الساحة حتى النهاية، ولم يخضع جليلي لضغوط الاستقالة، ستتعرض أصوات التيار المتشدد للتفتيت والضياع".
ورأت الوكالة في تقرير لها أن "الوضع السائد حالياً بين المرشحين المتشددين، يؤكد أنهم سيبقون في المنافسة والسباق الرئاسي حتى النهاية".
ويتنافس سبعة مرشحين في الانتخابات الرئاسية خمسة من التيار المتشدد، هم (إبراهيم رئيسي، وسعيد جليلي، ومحسن رضائي، وعلي رضا زاكاني، وأمير حسين قاضي زاده هاشمي"، فيما يوجد مرشح آخر ينتمي للتيار الإصلاحي "محسن مهر علي زاده، وآخر ينتمي للتيار الأصولي المعتدل عبد الناصر همتي".
aXA6IDE4LjIxOC45OS44MCA= جزيرة ام اند امز