يبدو أن تصريحات الرئيس الأمريكي تقودنا إلى حقيقة مهمة تتمثل في أن خيارات أمريكا مع إيران لم تعد بينها خيارات الحرب المباشرة
قال عنها الرئيس الأمريكي "إنها تلعب بالنار"، وهو يعني بالتأكيد إيران التي تضع الاتفاق النووي على المحك حيث تفكر إيران جديا في ذلك، وانتظرت من أجله 6 أسابيع حتى تتمكن من التقاط الشق القانوني في الاتفاق الذي يسمح لها بتجاوزه كون أمريكا المهندس الأساسي لهذا الاتفاق قد انسحبت عندما اتخذ ترامب قرار الانسحاب في مايو الماضي.
لا أعتقد أن هناك نارا يمكن اللعب بها لأن الواضح أن الجميع متفق في المنطقة على أن خيار الحرب يجب أن يعاد إلى الأدراج لأن آثاره السلبية أكبر بكثير من تجربة خيارات سياسية واقتصادية جديدة.
أعلنت إيران أنها تجاوزت الحد المسموح لاحتياطاتها من اليورانيوم المخصب ومقداره 300 كيلوجرام، وهذا جزء من إجراءاتها المتعلقة بخفض التزاماتها في إطار الاتفاق النووي، وكل ذلك يحدث كرد متوقع على ما أقدم عليه الرئيس الأمريكي عندما انسحب من الاتفاق النووي بالإضافة إلى ما قامت به أمريكا من فرض عقوبات مؤلمة على إيران.
يبدو أن تصريحات الرئيس الأمريكي تقودنا إلى حقيقة مهمة تتمثل في أن خيارات أمريكا مع إيران لم تعد بينها خيارات الحرب المباشرة، ومن الطبيعي أن تكون إيران قد فهمت وبطرق دبلوماسية أن خيارات الضغط الاقتصادي هي الأداة الوحيدة التي يمكن لأمريكا الاستمرار فيها مع إيمان مطلق لدى إدارة الرئيس ترامب بأن الضغط الاقتصادي سوف يترك أثرا مهما في رضوخ إيران.
السؤال الأول: هل تلعب إيران بالنار كما قال الرئيس ترامب؟، لا أعتقد أن هناك نارا يمكن اللعب بها لأن الواضح أن الجميع متفق في المنطقة على أن خيار الحرب يجب أن يعاد إلى الأدراج لأن آثاره السلبية أكبر بكثير من تجربة خيارات سياسية واقتصادية جديدة.
السؤال الآخر: هل يمكن لأمريكا أن تذهب إلى الحرب في حال فشلت العقوبات الاقتصادية؟ التجربة التاريخية تقول إن أمريكا ليس أمامها سوى أن تبنى حلفا دوليا إذا ما أرادت عقابا عسكريا لإيران وإيران تدرك ذلك، لأنه لا يمكن أن يقدم الرئيس ترامب على هذه الخطوة، وإذا ما أقدمت أمريكا على ضربة عسكرية فسوف تكون قاسية ومميته لأن الطبيعية الشخصية للرئيس ترامب لن تتوقف دون سحق كامل للمعوقات التي تقف في طريقه.
في اعتقادي إن الحاجة الملحة للحرب لم تولد بعد ولكن الحاجة إلى الحلول السياسية هي الأكثر إلحاحا اليوم، فأمريكا والرئيس ترامب بحاجة فعلية إلى منقذ سياسي جديد لا يقل أهمية عن الدور الذي لعبه كيسنجر في حروب أمريكا وخاصة في فيتنام، متطلبات أمريكا اليوم هي إنتاج كيسنجر جديد يخرج أمريكا والمنطقة من اللعب بالنار أو التلاعب بها بحرب عسكرية أو حرب اقتصادية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة