إيران في أمريكا اللاتينية.. شبكة نفوذ لتفادي العقوبات
اعتقلت الأرجنتين 4 أشخاص بحوزتهم جوازات سفر فرنسية مزورة، ويجرى التحقيق معهم حول ما إذا كان لديهم ارتباط بالحرس الثوري الإيراني.
وكانت مذكرة التوقيف الصادرة بحق هؤلاء الأربعة صدرت عن القاضي "فيديريكو فيلينا" المسؤول عن إجراء التحقيق، وعن قضية الطائرة الفنزويلية الإيرانية المضبوطة في مطار "إيزيزا" قبل شهرين.
وجرى إيقاف طائرة شحن فنزويلية في نفس المطار بالأرجنتين منذ شهرين، وبحسب الحكم الصادر عن القاضي فيلينا الأسبوع الماضي، ولا يزال 4 من أفراد الطاقم الإيرانيين وطاقم الطائرة الفنزويلي ممنوعين من مغادرة الأرجنتين.
وفي هذا الشأن، حذر خبراء من أن إيران تسعى لتوسيع نطاق نفوذها في أمريكا اللاتينية بالأنشطة غير المشروعة، والمعلومات المضللة، وخطاب الكراهية، وربما حتى هجمات إرهابية جديدة.
ووقعت إشارة تحذيرية في يونيو/حزيران، عندما تم احتجاز طائرة الشحن "747" المسجلة لدى الخطوط الجوية الفنزويلية "إمتراسور" في مطار إيزيزا في بوينس آيريس.
وأثارت الطائرة كل أنواع الشكوك بسبب منعها من دخول أوروجواي، وطاقمها غير المعتاد، وعلاقاتها بالحرس الثوري الإيراني.
وقالت شارون نظريان، نائب رئيس رابطة مكافحة التشهير للشؤون الدولية، منظمة غير حكومية يهودية مقرها الولايات المتحدة، لمجلة "ديالوجو أمريكاز" الأمريكية في أوائل يوليو/تموز: "تضمن طاقم الطائرة الإيراني الفنزويلي المختلط مسؤولين بالحرس الثوري الإيراني".
وأضافت: "في الفترة السابقة للذكرى الـ28 لتفجير الجمعية اليهودية آميا (18 يوليو/تموز 1994) الذي أسفر عن مقتل 85، وقد تكون الرحلات الجوية المشبوهة لطائرة الشحن في أمريكا اللاتينية محاولات للتخطيط لهجوم إرهابي آخر".
وبالنسبة لنظريان، مهاجرة إيرانية أجبرت عائلتها على الهرب خلال الثورة الإسلامية، كانت طهران نشطة في أمريكا اللاتينية منذ أكثر من ثلاثة عقود وأفلتت من العدالة.
وأشارت مجلة "ذا ناشيونال إنترست" الأمريكية إلى أن النظام الإيراني وأعوانه تمتعوا بحصانة متنامية في أمريكا اللاتينية على مدار الثلاثة عقود الماضية، ولاسيما العام الماضي.
وقالت نظريان: "زيارة محسن رضائي [الذي كان قياديا بالحرس الثوري الإيراني وقت تفجيرات أميا] إلى نيكاراجوا في وقت سابق من هذا العام تظهر أن العقول المدبرة التي تخضع لنشرات الإنتربول الحمراء، لا يزال بإمكانها التنقل بحرية في أمريكا اللاتينية ويمكن حتى أن تحظى بمكانة الشخصيات الهامة".
وخلال الزيارة، أدانت الحكومة الأرجنتينية زيارة رضائي إلى نيكاراجوا. وقالت وزارة الخارجية في بيان صدر في 11 يناير/كانون الثاني: "تعرب جمهورية الأرجنتين عن أشد الإدانات لوجود محسن رضائي في حفل تنصيب" دانييل أورتيجا.
وأشارت نظريان إلى أن العلاقة الودية التي تربط الحكام المستبدين في "الدول التي تنتهك حقوق الإنسان: كوبا، ونيكاراجوا، وفنزويلا، هي إهانة لذكرى ضحايا الهجومين الإرهابيين [على السفارة الإسرائيلية وآميا]".
ووفقا لمحللين، تسعى إيران لممارسة نفوذ أكبر في أمريكا اللاتينية لتحقيق أهدافها الاستراتيجية.
وقالت نظريان: "ترى طهران بصمتها في أمريكا اللاتينية باعتبارها موردا للالتفاف على العقوبات الغربية، وتمويل وكلائها العنيفين من خلال تجارة المخدرات، والتهريب، وغسل الأموال، بالإضافة إلى تطوير شبكتها البديلة لتحدي الولايات المتحدة في الأمريكيتين".
وأضافت نظريان أن منطقة الحدود الثلاثية بين باراجواي والأرجنتين والبرازيل تعتبر مركزًا للنشاط الإجرامي و"الأسوأ فيما يتعلق بالاتجار في المخدرات والإرهاب" في المنطقة، لافتة إلى أن "حزب الله وغيره من عملاء إيران كانوا يستغلون هذه المنطقة من خلال استخدام أموال المخدرات في دعم الإرهاب، والعكس".
aXA6IDE4LjIyNy4yMDkuMjE0IA== جزيرة ام اند امز