صوت البقاء يغلب سوط الانتقام.. هروب زعيم ديني إيراني
كشف فضيحة قائد شرطة إيراني فوجد نفسه مضطرا للهروب من دائرة انتقام النظام وعبور الأسوار بحثا عن ملجأ آمن يقيه أسوأ السيناريوهات.
رجل الدين الإيراني البارز من أهل السنة مولوي عبد الغفار النقشبندي، وهو أيضا إمام صلاة الجمعة في مدينة راسك البلوشية، اضطر للهروب من بلاده للنجاة بنفسه.
وقالت وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية التابعة للحرس الثوري، إن "هروب أحد المطلوبين في محافظة سيستان بلوشستان عبد الغفار النقشبندي إلى إحدى دول الجوار بعد صدور مذكرة توقيف وخوفه من الكشف عن علاقته بأجهزة التجسس".
ولم تكشف الوكالة عن الدولة التي قصدها النقشبندي، فيما رجح موقع "مشرق نيوز" الأمني أن يكون توجه إلى باكستان.
ونقلت الوكالة عن مصادر أمنية قولها إن "النقشبندي لعب دورا في خدمات التجسس بهذه المحافظة لفترة طويلة، ولعب دورًا مهمًا في تخريب الأمن وخلق أعمال شغب في الآونة الأخيرة".
وتصف إيران الاحتجاجات التي اندلعت في إيران، لا سيما في محافظة سيستان وبلوشستان، بـ"أعمال شغب".
فتوى وجريمة
يعتبر النقشبندي اليد اليمنى لخطيب جمعة أهل السنة في محافظة سيستان وبلوشستان مولوي عبد الحميد.
وسبق أن حذر مكتب مولوي نقشبندي، الجمعة الماضية، من "فتوى تاريخية" في بيان قصير ردا على حصار القوات العسكرية لمسجد مكي في زاهدان وقمع المتظاهرين.
وجاء في النص الذي نشره مكتبه: "نحذر الحكومة !! إذا استمر حصار مسجد مكي (القلب النابض لسنة إيران) وقمع المواطنين والمصلين، فعليهم انتظار فتوى تاريخية".
والنقشبندي يعد أيضا أول شخص كشف عن قيام قائد شرطة مدينة "تشابهار" باغتصاب فتاة من البلوش بالمدينة في 27 سبتمبر/أيلول الماضي.
وانتقد النقشبندي "الصمت القاتل" للسلطات الإيرانية حيال "الاغتصاب"، وطالب القضاء بـ "معاقبة هذا المجرم الفاسد علانية".
وبعد نشر البيان، تم استدعاء النقشبندي إلى المحكمة الخاصة لرجال الدين في مشهد.
وتزامن نشر خبر اغتصاب فتاة بلوشية مع الأيام الأولى للحركة الاحتجاجية بإيران، ففي 27 سبتمبر/أيلول الماضي، بدأت احتجاجات واسعة النطاق في مختلف مدن سيستان وبلوشستان، بما في ذلك تشابهار.
وأسفرت الاحتجاجات بسبب عنف السلطات عن مقتل 100 من المصلين المتظاهرين في زاهدان، فيما أصيب نحو 300 بجروح، ما دفع زعيم السنة مولوي عبد الحميد لتصعيد خطابه ضد النظام.
طهران تتحرك
في بيان صدر قبل أيام، قالت "حملة النشطاء البلوش" في إيران إن السلطات الحكومية قامت بإلغاء بطاقات المحروقات والخدمات الحكومية لعائلة وأقارب النقشبندي.
ونقلت الحملة، وهي منظمة حقوقية، عن مصدر مطلع قوله إن "بطاقات الوقود لعائلة مولوي النقشبندي وأقاربهم في مدينة راسك قد ألغيت وانقطعت الخدمة عن أقاربه".
وبحسب هذا التقرير، فقد تم اتخاذ هذا الإجراء بعد أن "وجه حاكم مدينة راسك والحرس الثوري رسالة إلى جميع الجهات والدوائر الحكومية بعدم تقديم الخدمات لأسرة مولوي النقشبندي وأقاربه".
وتنقل النقشبندي إلى مدينة مشهد شمال شرقي إيران للمثول أمام المحكمة الدينية الخاصة في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ومنذ ذلك الحين، تم إغلاق هاتفه الخلوي ولا توجد معلومات حول مصيره.