تنديدات دولية ودعوات للتهدئة بعد قصف إيران قاعدتين بالعراق
الدعوات جاءت عقب قصف إيران بصواريخ باليستية، فجرا، قاعدتين عسكريتين يتمركز فيهما جنود أمريكيون.
ما بين إدانات ودعوات للتهدئة توالت ردود الأفعال، على قصف إيران بصواريخ باليستية، فجرا، قاعدتين عسكريتين يتمركز فيهما جنود أمريكيون ردا على مقتل قاسم سليماني قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري المصنف إرهابيا.
وقال الحرس الثوري الإيراني، في بيان، فجر الأربعاء، إنه أطلق "عشرات الصواريخ أرض–أرض" على قاعدة "عين الأسد" الجوية غربي العراق، دون الإعلان عن أي خسائر بشرية، فيما أوضح الجانب الأمريكي أن الأضرار المادية ما زالت محدودة.
- سي إن إن: تحذيرات ساعدت على تحصين الجنود الأمريكيين من صواريخ إيران
- الجيش العراقي: 22 صاروخا استهدفت البلاد ولا خسائر بصفوفنا
فمن جهته أدان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرج، الأربعاء، إطلاق إيران صواريخ على قواعد عراقية تنتشر فيها القوات الأمريكية.
وكتب في تغريدة: "أدين الهجوم الإيراني بالصواريخ على القوات الأمريكية والتحالف في العراق. الحلف الأطلسي يدعو إيران إلى الامتناع عن تصعيد العنف أكثر".
في فرنسا قال وزير الخارجية جان إيف لودريان، في بيان: "تدين فرنسا الهجمات التي نفذتها هذه الليلة إيران في العراق ضد مواقع للتحالف الذي يحارب داعش.. الأولوية هي الآن أكثر من أي وقت مضى لخفض التصعيد. على دوامة العنف أن تتوقف".
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ندد بالهجمات الإيرانية وقال: يجب ألا تكرر إيران تلك الهجمات المتهورة والخطيرة"، مضيفا "نبذل كل ما بوسعنا لحماية المصالح البريطانية في منطقة الشرق الأوسط".
أما وزير خارجيته دومينك راب فدعا طهران إلى "عدم تكرار هجماتها المتهورة"، وأن تتبع مسار خفض التصعيد بدلا من ذلك.
ودعت وزارة الخارجية الصينية الطرفين الأمريكي والإيراني إلى التحلي بضبط النفس، موضحة أن تفاقم التوتر في الشرق الأوسط ليس في مصلحة أحد.
كما أكد الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أن "الحكمة والضرورة تقتضي تهدئة الأوضاع في المنطقة وخفض التصعيد الذي أصبح ضرورة ملحة".
أما رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير فقالت إنه "يجب وقف استخدام الأسلحة في الأزمة العراقية-الإيرانية الآن"، لافتة إلى أنها ستناقش هذا الملف بلندن في اجتماع مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.
فيما شدد خوسيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، من جهته على أن "الوضع الحالي في الشرق الأوسط يهدد جهود التحالف الدولي خلال السنوات الماضية لمناهضة داعش الإرهابي".
كذلك أعلن نائب رئيس الوزراء الإسباني أن مدريد ستنقل بعضا من قواتها العسكرية من العراق إلى الكويت.
ونصحت الحكومة الكندية رعاياها بتجنب السفر غير الضروري لإيران بسبب الوضع الأمني المضطرب والتهديد الإرهابي بالمنطقة.
من جانبه دعا الرئيس العراقي برهم صالح إلى ضبط النفس وتغليب لغة الحوار وعدم الانجرار إلى حرب مفتوحة، مدينا القصف الصاروخي الإيراني في بلاده.
وفي وقت سابق، الأربعاء، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" إطلاق 12 صاروخا باليستيا من داخل إيران تجاه قوات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش بالعراق.
وأضاف جوناثان هوفمان المتحدث باسم البنتاجون، في بيان، أن الصواريخ استهدفت قاعدتين عسكريتين عراقيتين؛ هما "عين الأسد" الجوية والأخرى في مدينة أربيل، مشيرا إلى أنه جارٍ إجراء تقييم أولي للأضرار الناجمة عن الهجوم.
فيما أعلن الجيش العراقي أن إجمالي عدد الصواريخ التي استهدفت مقرات التحالف الدولي بلغ 22 صاروخا، مؤكدا عدم تسجيل أي خسائر ضمن قواته.
وعقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اجتماعا بالبيت الأبيض مع وزيري الخارجية مايك بومبيو والدفاع مارك إسبر ومستشار الأمن القومي روبرت أوبراين؛ لبحث تداعيات الهجوم الصاروخي.
وعقب الاجتماع، أعلن ترامب أنه جارٍ تقييم الخسائر الناجمة عن القصف الصاروخي الإيراني على قاعدتين عسكريتين في العراق، مؤكدا أن بلاده تمتلك أقوى جيش في العالم.
وفجر الجمعة، أمر ترامب بتنفيذ ضربة استهدفت سليماني لردع خطط هجمات إيرانية على مصالح الولايات المتحدة، وسط معلومات عن تطوير فيلق القدس مخططات لمهاجمة الدبلوماسيين الأمريكيين في العراق والمنطقة.
واقتحمت عناصر من مليشيا كتائب حزب الله العراقي الموالية لإيران، الأسبوع الماضي، مقر السفارة الأمريكية في العاصمة بغداد، بعد مقتل عشرات المسلحين بينهم قياديون، في ضربات جوية استهدفت منشآت تابعة للمليشيا التابعة لإيران.
ويتصاعد القلق الدولي من الوضع الأمني في العراق والمنطقة بعد مقتل سليماني؛ ما دفع عدة دول غربية لتحذير رعاياها من السفر إلى العراق، كما سحبت شركات نفط موظفيها الأمريكيين من البلاد خشية ردود فعل انتقامية.