تقرير بريطاني: إيران وروسيا تتحركان لملء فراغ أفغانستان
تحركت دول عدة أبرزها إيران وروسيا لملء الفراغ العسكري والدبلوماسي في أفغانستان بعد انسحاب القوات الأمريكية وتقدم طالبان.
وفي طهران، التقى وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف مع مفاوضين من حركة طالبان التي تسيطر على مساحات واسعة من أفغانستان، لمناقشة نواياهم تجاه البلاد.
وبعد اللقاء، حصل ظريف على بيان مشترك يقول إن طالبان لا تدعم الهجمات على المدنيين والمدارس والمساجد والمستشفيات، وتريد تسوية تفاوضية حول مستقبل أفغانستان، بحسب صحيفة "جارديان" البريطانية.
وقاد وفد طالبان عباس ستانيكزاي، كبير المفاوضين ورئيس المكتب السياسي للحركة في قطر، بينما قاد وفد الحكومة الأفغانية نائب الرئيس السابق يونس قانوني.
كما كان هناك ثلاثة وفود أفغانية أخرى بطهران في الوقت نفسه.
وأشارت "جارديان" إلى أن قيمة البيان المشترك الذي يعد بمزيد من المحادثات جدلية، لكن النشاط الدبلوماسي لطهران أكد المخاوف الموجودة لديها بشأن امتداد الحرب الأهلية الدائمة على حدودها، إلى الأراضي الإيرانية.
وترجح تقديرات أن نحو مليون أفغاني سيتدفقون على الحدود لتجنب القتال أو حكم طالبان.
وأظهرت شبكات التواصل الاجتماعي الإيرانية، القوات الأفغانية تتخلى عن اثنين من مكاتب الجمارك الثلاثة على طول الحدود بين البلدين في معبري إسلام-قلعة وفرح، وفق الصحيفة البريطانية.
ومع سقوط ما يقدر بـ700 كيلومتر من حدود إيران مع أفغانستان في أيدي طالبان، لا توجد كثير من الخيارات أمام طهران سوى الاهتمام بشكل أكبر بهذا الملف.
وتشير تقديرات إلى أن إيران تأوي بالفعل 780 ألف لاجئ أفغاني مسجل، بينما يعيش ما بين 2.1 إلى 2.5 مليون أفغاني بدون وثائق هناك.
ومن جانبها، سعت روسيا للحصول على طمأنة بأن طالبان لن تسمح باستخدام الحدود الشمالية لأفغانستان كقاعدة للهجمات الإرهابية على الجمهوريات السوفيتية السابقة.
وفي خطوة تهدف جزئياً لإرضاء الولايات المتحدة وتعزيز مصلحة أنقرة الخاصة، عرضت تركيا أيضا، بشكل مشروط دخول القوات التركية في مشروع يشرف عليه حلف شمال الأطلسي (الناتو) لحماية مطار كابول الدولي.
وعرض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إرسال القوات التركية ضمن تحالف مقترح، لكن غير مرجح مع المجر.
وكان وزير الخارجية الإيراني أبلغ وفد طالبان، الذي زار إيران يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، بدعوة من طهران، إلى جانب ثلاثة وفود أفغانية أخرى، أنه قد يتعين عليهم اتخاذ قرارات صعبة.
وقال ظريف إن الشجاعة في السلام أهم من الشجاعة في الحرب، لافتا إلى أن الشجاعة تكمن في التضحية بالمطالب المتطرفة والاستماع إلى الجانب الآخر، وأن استمرار النزاع بين الحكومة وطالبان ستكون له عواقب "غير مواتية" لأفغانستان، والعودة للمفاوضات بين الأطراف الأفغانية هي "أفضل حل".
aXA6IDMuMTQ1LjEwLjY4IA== جزيرة ام اند امز