عام على "نووي إيران".. عزلة دولية و"كابوس" ترامب
هيمنة الحرس على الاقتصاد تخيف الشركات والبنوك الغربية
عباس ناجي، قال "منذ توقيع هذا الاتفاق لم تحصل إيران على أي شيء.. فالشركات والبنوك الغربية متوجسة لهيمنة الحرس الثوري على الاقتصاد"
بحلول الثلاثاء المقبل، يمر عام على دخول الاتفاق النووي الإيراني مع القوى الدولية حيز التنفيذ، وبجردة سريعة؛ حصلت إيران على طائرة "إيرباص- إيه321 "واحدة؛ مقابل خضوع برنامجها النووي لإشراف دولي، وعقوبات أمريكية لمدة 10 سنوات مقبلة، وتهديدات بوضع ميليشيا الحرس الثوري على قائمة التنظيمات الإرهابية، كما نالت عزلة إقليمية ودولية خانقة، وهو الأمر الذي بات مثار جدل داخلي حاد في طهران قبل نحو 5 أشهر من الانتخابات الرئاسية.
فقبل نحو عام واحد كان قادة إيران يزعمون أن الاتفاق النووي الإيراني مع القوى الدولية من شأنه إخراج إيران من هذه العزلة، وهو بمثابة محطة تاريخية للنظام الحكام، لكن مع استمرار هيمنة الحرس الثوري على اقتصاد البلاد واستمرار إيران في نهجها النووي، هدد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، نوفمبر الماضي، وبشكل متكرر، بإلغاء الاتفاق النووي مع طهران.
ويقول معارضو الاتفاق النووي، إن طائرات الركاب يمكن استخدامها لأغراض عسكرية مثل نقل المقاتلين لمحاربة القوات الأمريكية أو القوات الحليفة في سوريا.
وفى نوفمبر الماضي أيضاً أقر الكونجرس الأمريكي تمديد العقوبات على إيران لمدة 10 سنوات، كما أقر مجلس النواب الأمريكي مشروع قانون سيحظر بيع الطائرات التجارية لإيران خشية استخدامها في أغراض عسكرية.
وأنهى الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 14 يوليو/تموز عام 2015، بين إيران ومجموعة 5+1، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا، خلافاً استمر عقداً كاملاً بشأن ملف طهران النووي، لكن مع عدم التزام طهران بهذا الاتفاق أصبح مهدداً بالإلغاء.
والاثنين الماضي، أقر المشرعون الإيرانيون، خططاً لزيادة الإنفاق العسكري للميليشيا الإيرانية والجيش النظامي إلى نسبة 5% من الموازنة العامة على أن يشمل ذلك تطوير البرنامج الإيراني للصواريخ بعيدة المدى والذي تعهد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بوقفه.
ويمثل التصويت دفعة للميليشيات الإيرانية المتمثلة في الحرس الثوري الإيراني والجيش النظامي التي خصص لها نحو 2% فقط من موازنة عام 2015-2016.
ودخل الاتفاق النووي حيز التنفيذ في 17 يناير/كانون الثاني العام الماضي، ورغم إعلان الاتحاد الأوروبي القيام برفع المجتمع الدولي العقوبات الاقتصادية والمالية المرتبطة ببرنامج طهران النووي، هدد القادة الأمريكيون في إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب بمحو هذا الاتفاق والتراجع عنه، كما مدد الكونجرس العقوبات مرة أخرى.
وقال محمد عباس ناجي، الخبير في الملف الإيراني، رئيس تحرير مجلة مختارات إيرانية، إنه "منذ توقيع هذا الاتفاق لم تحصل إيران على أي شيء.. فالشركات والبنوك الغربية ما زالت متوجسة في الدخول إلى سوق هم يعرفون أن الحرس الثوري يهيمن عليه، وهو مهدد بوضعه على قائمة الإرهاب".
وأضاف ناجي أن المحاكم الأمريكية لا تزال تفرض تعويضات لضحايا عمليات إرهابية إيرانية تسدد من الأموال المجمدة في الولايات المتحدة، التي قد تمدد العقوبات الاقتصادية لعشر سنوات أخرى.
وتزعم إيران أنها تواصل برنامجها النووي السلمي بدرجة تخصِب 3.67٪، على أن يكون التخصيب بمنشأة نطنز الواقعة في شمال أصفهان، كما حولت منشأة فوردو من موقع لتخصيب اليورانيوم، إلى مركز لأبحاث النووية والتقنية، لكن القوى الغربية لا ترى تقدماً في هذا الملف وأن إيران مازالت تسعى لامتلاك برنامج نووي.
وكما تضمن الاتفاق الإبقاء على موقع "أراك" موقعاً للماء الثقيل مع إجراء تغيير في قلب المفاعل، بحيث لا ينتج بلوتونيوم لاستخدامه في التسلح على ألا يتم فيه إعادة المعالجة مع تصدير الوقود المستهلك فيه.
وفي مقابل وبزعم إيران التزامها بهذا الاتفاق، حصلت طهران، الأربعاء الماضي، على أول طائرة إيرباص ضمن طلبية من 100 طائرة ركاب مدنية، وعقود محتملة مع شركة بوينج، وعشرات الصور الفوتوغرافية لزيارات متبادلة بين مسؤولين إيرانيين وغربيين.
وبحسب "ناجي" فإن المحافظين استغلوا تهافت المكاسب الإيرانية لقلب الطاولة على المعتدلين الذين خسروا لتوهم أحد أبرز قادتهم برحيل علي أكبر هاشمي رفسنجاني، وثقة الداخل بعد أن روجوا للاتفاق كبداية لعصر جديد.
لكن كوارث أكبر تنتظر قادة طهران، فبعد أيام تنصب الولايات المتحدة دونالد ترامب كرئيس جديد للبلاد.
ولم يخف ترامب نواياه تجاه إيران؛ فقد كانت انتقاداته للاتفاق النووي فقرة رئيسية في خطاباته خلال حملته الانتخابية، وهو أمر انعكس بقوة على اختياراته لمساعديه.
ويشير ناجي إلى التحرشات الإيرانية بالسفن الحربية الأمريكية في الخليج العربي، ويقول إن "تلك التحرشات كانت محاولة لجس النبض واختبار نوايا.. والرد الأمريكي لم يتأخر.. وبعد فضيحة اعتلاء قوات إيرانية لسفينة حربية أمريكية في عهد الرئيس المنتهية ولايته بارك أوباما، ردت السفن الأمريكية بطلقات تحذيرية خلال الأيام الماضية على تحرشات مماثلة".
وفيما يحيط الغموض بمستقبل الاتفاق النووي نفسه مع دخول ترامب البيت الأبيض، من المرجح أن يتأثر الناخب الإيراني بالمكاسب الهزيلة لاتفاق ما قد ينعكس على التصويت لصالح مرشح المحافظين في الانتخابات الرئاسية، كما ستدخل إيران قوقعة العزلة مجدداً بعد انفراجة قصيرة لم تدم طويلاً بسبب تصرفات إيران الاستفزازية.
aXA6IDE4LjE4OC4xODMuMjEg جزيرة ام اند امز