المخلافي: إيران تريد إطالة الحرب في اليمن
قال: أيدينا ستظل ممدودة للسلام وفقاً للمرجعيات الثلاث
عبدالملك المخلافي قال إن إيران ستستمر بتهريب السلاح للمليشيا ومدها بالخبرات والتكنولوجيا، وستستمر مليشيا الحوثي برفض أي مبادرات للسلام.
أكد وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي، اليوم الأحد، أن الهدف المرحلي لإيران والموكل للحوثيين تنفيذه هو إطالة أمد الحرب وتحويلها إلى حرب استنزاف للجيش الوطني والقوى الوطنية المناهضة للمشروع الإيراني.
ولفت وزير الخارجية اليمني إلى أن إيران ستستمر بتهريب السلاح لمليشيا الحوثي ومدها بالخبرات والتكنولوجيا، وستستمر مليشيا الحوثي برفض أي مبادرات للسلام تأخذ بعين الاعتبار الأسس الموضوعية لتحقيق سلام حقيقي.
وقال إن الانقلابيين وإن "قبلوا الحوار أو التفاوض في مرحلة ما من مراحل هذا الصراع، فسيكون ذلك نتيجة لتطورات عسكرية معينة وتقدم نوعي للجيش الوطني والمقاومة الشعبية على الأرض".
ولفت إلى أنه "حتى رضوخهم للمفاوضات سيكون لكسب الوقت فقط، وسيتم تحويلها إلى مفاوضات عبثية".
وقال المخلافي، خلال مداخلته التي قدمها على هامش "حوار المنامة" بمملكة البحرين، إن انكسار المشروع الإيراني في اليمن سيضمن إفشال المشروع الإيراني في المنطقة برمتها، والعكس صحيح؛ لأن نجاح المشروع الإيراني في اليمن سينقل ذلك المشروع إلى طور جديد ومرحلة جديدة ودائرة صراع جديدة.
وقال إن معركة اليمن هي معركة كل العرب، وعلى الأشقاء واجب قومي عربي لتقديم كل أشكال الدعم والمساندة لليمن في مقاومتها وتطلعها لاستعادة الأمن والاستقرار، وهو ما سينعكس إيجابا على أمن المنطقة والعالم.
وأكد المخلافي أنه "عقب اغتيال الرئيس السابق علي عبدالله صالح سيختلف المشهد في اليمن سياسيا وعسكريا".
وأوضح قائلاً: "على المستوى السياسي فرُفع الغطاء الذي كان يوفره حزب المؤتمر الشعبي العام للحوثيين، وبفرض الحوثيين سيطرتهم الكاملة على العاصمة صنعاء، وإنهاء أي دور فاعل لحزب المؤتمر الشعبي العام الذي سيحولونه إلى مجرد واجهة شكلية وسيصبح أمام الحكومة الشرعية والمجتمع الإقليمي والدولي التعامل فقط مع جماعة طائفية مرتبطة بإيران قرارها ليس له أي بُعد وطني".
أما على المستوى العسكري فأصبح القرار متمركزا بشكل مطلق بيد الحوثيين، وقد شرعت المليشيا بإعادة ترتيب وضع الوحدات العسكرية الموالية لصالح، وستزداد وتيرة التنكيل بالمعارضين والمقاومين في الداخل، وستصبح كل القدرات العسكرية التي بيدهم جزء لا يتجزأ من التشكيلات العسكرية الإيرانية والمليشيا الطائفية التابعة لها في المنطقة.
وأضاف: "بهذا المعنى فإن العمليات العسكرية التي تخوضها مليشيا الحوثي في اليمن بالنسبة لإيران تعتبر جزءا من نسق العمليات العسكرية التي تديرها إيران في الدول العربية الأخرى".
وأضاف: "لفهم سلوك هذه المليشيا سواء في السابق أو بشكل أكبر في الأيام المقبلة، فإن ذلك يتطلب فهماً واعياً للمشروع الإيراني في المنطقة، والذي يسعى للسيطرة الكاملة على منطقتنا العربية، ويجب إدراك أن الحوثيين ليسوا فقط شركاء أو حلفاء لإيران ومليشياتها الممتدة من العراق إلى اليمن مرورا بسوريا ولبنان، والتي أصبحت تشكل طوقا حول الجزيرة العربية، بل هم جسد واحد بعقلٍ واحدٍ وأذرعٍ متعددة.
وأكد وزير الخارجية اليمني أن طريق السلام أفضل من الحرب، ولذلك ستظل أيدينا ممدودة للسلام العادل وفقا للمرجعيات الثلاث، مضيفاً أن الحوثيين كانوا دائما هم الطرف المعرقل للوصول لاتفاق سلام، إلا أننا لن نقفل بابا ولن نسد طريقا يوصلنا لسلام حقيقي يضمن لشعبنا استعادة دولته وحريته وسيادته وقراره.
وأوضح المخلافي أن المجتمع الدولي لديه مصلحة مباشرة في إرساء الأمن والاستقرار في اليمن؛ لما يشكّله استمرار الصراع من تهديد للأمن والسلم الدوليين وأحد السيناريوهات المحتملة هو أن تعمل المليشيات الانقلابية المنفلتة واللا مسؤولة على تبني منظمات إرهابية وتسويق نفسها كمناهض لتلك المنظمات.
وطالب المخلافي المجتمع الدولي بالضغط الفعلي على إيران واتخاذ إجراءات تضمن انصياعها للقرارات الدولية ووقف دعمها للمليشيا الانقلابية.
وأشار وزير الخارجية اليمني إلى أن الحرب التي يخوضها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بدعم من التحالف العربي فرضتها مليشيا الحوثي الانقلابية على الشعب اليمني، ووجدت الحكومة اليمنية الشرعية نفسها مضطرة للدفاع عن شعبها، وطلبت دعم أشقائها وفقا لاتفاقية الدفاع العربي المشترك.
وقال إن الحرب بالنسبة للحكومة الشرعية والتحالف العربي لدعم الشرعية ليست غاية ولا هدفا، وإنما الهدف هو استعادة الأمن والسلم في اليمن، سواء عبر الحوار والمشاورات أو عبر المدافع والطلقات.