مراقبون: عقوبات ترامب تدفع صوب انهيار داخلي لنظام خامنئي
مراقبون دوليون بارزون يجمعون على أن العقوبات الجديدة التي فرضتها واشنطن ضد مكتب المرشد الإيراني تكشف حجم الفساد الضخم.
أجمع مراقبون دوليون بارزون أن العقوبات الجديدة التي فرضتها واشنطن ضد مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي وعدد من قادة مليشيا الحرس الثوري تكشف حجم الفساد الضخم الذي يعيش فيه نظام ولاية الفقيه منذ ظهوره للعلن عام 1979.
واستطلعت إذاعة صوت أمريكا (ناطقة بالفارسية ومقرها الولايات المتحدة) آراء عدد من هؤلاء المراقبين المهتمين بالشؤون الإيرانية، حيث أوضح مارك دوبويتز الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الأمريكية أن العقوبات الجديدة تستهدف مباشرة الإمبراطورية المالية لخامنئي، وكذلك أذرعها التي تشمل قطاعات تجارية ومصرفية وصناعية مختلفة.
وأكد دوبويتز أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيزيد عزلة النظام الإيراني حيال الوصول إلى موارد مالية على مستوى الأسواق العالمية، في حين سيكون من الصعب على أي إدارة أمريكية قادمة رفع هذه العقوبات المفروضة على طهران في ظل عدم التوصل إلى اتفاق شامل يشمل جميع الأعمال الخبيثة لهذا النظام.
ولفت مدير مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (غير ربحية) إلى أن المرشد الإيراني يعد العائق الرئيسي أمام تحقيق رفاهية الإيرانيين، وذلك في ظل تعاظم فساد كيانات ومؤسسات وشركات يسيطر عليها خامنئي ومقربون له، ويصل إجمالي ثرواته نحو 200 مليار دولار أمريكي.
وأشار مايكل بريجيت، الخبير البارز في شؤون الشرق الأوسط بمعهد هدسون للدراسات الاستراتيجية في واشنطن، إلى أن وضع المرشد الإيراني تحت طائلة العقوبات من شأنه أن يمثل أداة ضغط أخرى على نظام طهران، مردفا أن أمريكا تستهدف تغيير سلوك النظام الإيراني العدائي.
وتطرق مايكل روبن الباحث في معهد إنتربرايز الأمريكي للأبحاث السياسية إلى أن المشكلة الرئيسية بالنسبة إلى الشعب الإيراني تتمثل في القيادة الحالية التي يتموضع على رأسها رجال الدين المتشددون طوال 40 عاما، لافتا إلى أن خطوة العقوبات الأمريكية كان ينبغي البدء بها منذ فترات مضت.
وتساءل روبن في لهجة استنكارية عن كيفية تحول خامنئي ومسؤولي النظام الإيراني المقربين إلى أثرياء على هذا النحو، رغم معاناة شريحة كبيرة من الإيرانيين في داخل البلاد إزاء تدبير قوت طعامهم اليومي في ظل غلاء الأسعار، فضلا عن زيادة نسب الفقر المدقع.
واعتبر الباحث الأمريكي أن زيادة العقوبات الاقتصادية دون اللجوء إلى شن ضربات عسكرية أو حتى الجلوس على طاولة مفاوضات مع نظام طهران ستؤدي في نهاية المطاف إلى انهيار هذا النظام من الداخل.
واختتم ديفيد إيبسن رئيس مؤسسة "الاتحاد ضد إيران نووية"، التي تتخذ من واشنطن مقرا لها، أن معاقبة خامنئي تزيد قوة العقوبات الأمريكية الحالية، فضلا عن كشف طبيعة شبكة الفساد الواسعة التي تدار من خلالها إيران، والتي تعد الأكثر تخريبا ونفوذا خلافا لسراب الاعتدال الذي تحاول الظهور به حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني.
وشدد إيبسن على أن أمد العقوبات المفروضة على نظام طهران سيطول إلى جانب الضغوط الدبلوماسية والمالية طالما ترفض التعامل على أساس أنها عضو مسؤول في المجتمع الدولي.
aXA6IDE4LjE5MC4xNTMuNzcg جزيرة ام اند امز