إيران بأسبوع.. إشادة بتسهيلات السعودية ومبادرة لخفض التوتر
الأسبوع الماضي في إيران شهد أحداثا عديدة أبرزها إشادة منظمة الحج الإيرانية بالتسهيلات التي تقدمها السلطات السعودية لحجاجها.
شهد الأسبوع الماضي عدة أحداث في إيران كان أبرزها إشادة منظمة الحج والزيارة الإيرانية بالتسهيلات التي تقدمها السلطات السعودية للحجاج الإيرانيين، المبادرة التي قدمتها طهران إلى باريس، بغية خفض حدة التوتر مع الولايات المتحدة.
وفي دلالة على التيسييرات التي قدمتها الرياض للحجاج الإيرانيين والتي اعتادت عليها دون تمييز، كشفت منظمة الحج الإيرانية، منتصف الشهر الجاري، أن السلطات السعودية وافقت على طلب إيران بزيادة حصتها من الحج لهذا الموسم، حيث من المقرر أن يبلغ إجمالي عدد الحجاج الإيرانيين لهذا العام نحو 88 ألفاً و550 حاجاً.
وأشادت منظمة الحج والزيارة الإيرانية بسهولة إجراءات وصول نحو 60% من إجمالي قوافل الحجاج الإيرانيين الوافدين إلى المملكة العربية السعودية، لأداء مناسك الحج لهذا العام.
وقال علي رضا رشيديان، رئيس المنظمة الإيرانية، إن 50 ألف حاج إيراني حتى الآن وصلوا بسلام إلى المملكة واستقروا بخير في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وفقاً لوكالة أنباء تسنيم (شبه رسمية).
ولفت رشيديان إلى أن قرابة 57% من الرحلات التي خصصتها ناقلات جوية إيرانية محلية لإيفاد حجاج بلاده وصلت دون تأخير في مواعيدها إلى مطارات المدينة المنورة وجدة، مشيداً في الوقت نفسه بسرعة إصدار التأشيرات من جانب السلطات السعودية.
وأضاف أن 92% من الحجاج الإيرانيين بواقع 81 ألفاً و732 حاجاً منحتهم الرياض تأشيرات دخول بالفعل لأداء مناسك الحج، مثنياً على هذا الأمر بقوله إن التعامل السعودي جيد للغاية.
وأعلنت منظمة الحج الإيرانية أن آخر رحلات حجاجها الوافدين من مدن طهران ومشهد وتبريز إلى المدينة المنورة ستكون بحلول 31 يوليو/تموز الجاري.
اجتماع أمني
وفي ما يبدو تخوف إيراني، ناقش أمين مجلس الأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، مع عدد من مسؤولي قاعدة ما يسمى "خاتم الأنبياء" التابعة للحرس الثوري الإيراني (تتولي إعداد وتنسيق العمليات العسكرية داخل البلاد) مدى جاهزية القوات المسلحة الإيرانية، والمخاطر المحتملة، فضلاً عن آخر المستجدات على الساحة في المنطقة.
وتعود أبرز الأسباب وراء الاجتماع الأمني الذي حضره شمخاني داخل قاعدة "خاتم الأنبياء"؛ حيث التقي قائدها غلام علي رشيد، بهدف بحث التطورات الأمنية الأخيرة في المنطقة، بحسب وكالة أنباء فارس الناطقة بلسان الحرس الثوري.
وجاء هذا الاجتماع الأمني المفاجئ بعد يومين من احتجاز ناقلة نفطية بريطانية بواسطة القوة البحرية التابعة لمليشيا الحرس الثوري الإيراني، واستجواب طاقمها بدعوى الرد على احتجاز البحرية البريطانية لسفينة إيرانية في جبل طارق، والمتهمة بخرق العقوبات الأوروبية المفروضة على نظام بشار الأسد في سوريا منذ عام 2011.
روايات متضاربة
وتضاربت روايات نظام إيران حول أسباب احتجاز ناقلة النفط "ستينا إمبيرو" البريطانية لدى عبورها مضيق هرمز، ما بين تصادمها مع قارب صيد إيران، والرد على احتجاز ناقلة النفط الإيرانية في مضيق جبل طارق، وأيضاً مخالفتها القوانين البحرية الدولية.
وقالت رسالة نظام طهران إلى مجلس الأمن الدولي، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا)، نقلاً عن ممثلية طهران في الأمم المتحدة: "إن الناقلة اصطدمت بقارب صيد محلي في 19 يوليو/تموز الجاري، ولم تستجب إلى تحذيرات من قوات البحرية الإيرانية؛ حيث حاولت الهرب ولذا تم توقيفها في أحد المرافئ".
وتأتي تلك التفاصيل التي قدمتها طهران حول ظروف احتجاز الناقلة النفطية "ستينا إمبيرو" من جانب بحرية مليشيا الحرس الثوري الإيراني، في أعقاب تصريحات لمسؤولين إيرانيين قالوا خلالها إن هذه الخطوة كانت رداً على توقيف بريطانيا ناقلة "جريس - 1" النفطية الإيرانية في جبل طارق.
ولم يشر بيان القوة البحرية للحرس الثوري الإرهابي صراحة إلى واقعة ارتطام ناقلة لندن التي تشغلها شركة "ستينا بالك" السويدية بقارب صيد إيراني، لافتاً إلى أنها تم توقيفها في مضيق هرمز، بسبب عدم امتثال طاقمها للقوانين البحرية الدولية.
تطرقت هيئة الإذاعة البريطانية إلى تلويح الرئيس الإيراني حسن روحاني، بإمكانية تبادل الناقلات النفطية، مشيرة إلى أنه أعرب عن نيته إزاء الإفراج عن ناقلة لندن المحتجزة لدى طهران منذ أسبوعين.
وأوضحت "بي بي سي" -في تقرير لها عبر نسختها الفارسية- أن روحاني تحدث في اجتماع حكومي عقد بالعاصمة طهران عن عدم سعي بلاده تجاه إثارة التوتر مع بعض الدول الأوروبية.
تصريحات روحاني تزامنت مع إعلان السويد دخولها على خط الوساطة فيما يتعلق بواقعة احتجاز إيران ناقلة "ستينا إمبيرو" النفطية التي ترفع علم بريطانيا.
مبادرة إيرانية
وكشف مصدر حكومي مطلع أن طهران قدمت مقترحاً بديلاً إلى باريس بغية خفض حدة التوتر القائم بين إيران والولايات المتحدة إقليمياً.
وأورد موقع "ألف"، المقرب من البرلماني الإيراني السابق أحمد توكلي، أن عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، قدم مبادرة بديلة في هذا الصدد إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على هامش زيارة (عراقجي) إلى فرنسا.
وكان ماكرون قد أعلن عن مبادرة، منتصف الشهر الماضي، بهدف التوصل إلى حل للخلافات بين طهران وواشنطن، فضلاً عن نزع فتيل التوتر الناجم عن الاتفاق النووي الإيراني، لكن لم تسفر عن جديد حتى الآن.
وذكر المصدر المقرب من حكومة رئيس البلاد حسن روحاني أن نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية عباس عراقجي، سلم رسالة من روحاني بصفته مبعوثاً عنه إلى نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.
ودون إيضاح مزيد من التفاصيل حول طبيعة الخطة الإيرانية، لفت الموقع الإخباري الإيراني إلى أنها تأتي بديلاً عن نظيرتها التي قدمتها باريس إلى طهران مؤخراً.
مزاعم العقوبات
وعلى سبيل تفنيد مزاعم تتعلق بالعقوبات، نفى المبعوث الأمريكي الخاص بإيران برايان هوك ما وصفها بالادعاءات الإيرانية المتعلقة بزعم وجود محاذير إزاء واردات الغذاء والدواء وتكنولوجيا الاتصالات ضمن العقوبات التي فرضتها واشنطن على نظام طهران منذ العام الماضي.
وأوضح هوك -في رسالة مصورة بثها حساب وزارة الخارجية الأمريكية عبر "تويتر"- أن النظام في إيران يردد أكاذيب ضد تلك العقوبات التي نفذت على مدار جولتين خلال شهري أغسطس/آب ونوفمبر/تشرين الثاني الماضيين.
ولفت كبير مستشاري وزير الخارجية الأمريكي إلى أن رسالته تهدف إلى إيضاح حقائق أمام الشعب الإيراني في هذا الصدد، مؤكداً أن المواد الغذائية والدوائية والمساعدات الإنسانية غير مشمولة ضمن العقوبات الأمريكية على إيران.
وفي الجزء الثاني من رسالته المصورة، كذب برايان هوك حظر الحاصلات الزراعية الإيرانية، داعياً إلى مراجعة التوجيهات الواردة على الموقع الإلكتروني لمكتب مراقبة الأصول الأجنبية (أوفاك) في وزارة الخرانة الأمريكية.
ودلل المبعوث الأمريكي الخاص بإيران على صحة موقفه بمقابلة أجراها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مع وسائل إعلام أمريكية، داعياً إلى إتاحة فرصة للاستفادة من الصحافة الحرة للشعب الإيراني يوماً ما.
وأكد أن النظام الإيراني رفض أكثر من عرض للحصول على مساعدات إنسانية من أمريكا، لأن تطور أيديولوجيتهم (نظام طهران) أكثر أهمية من رفاهية الشعب، مشيراً إلى أن واشنطن تعاقب اللاعبين السيئين في هذا النظام.
aXA6IDMuMTM3LjE4MC42MiA= جزيرة ام اند امز