الأطفال واحتجاجات إيران.. "غضب المدارس" يؤرق النظام
إلى المدارس والجيل الأصغر، يمتد لهيب الاحتجاجات المستعرة في إيران، في معضلة غير مسبوقة تؤرق النظام.
شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أعدت تقريرًا تحدثت فيه عن المعضلة التي تواجهها إيران حاليا مع الظاهرة "غير المسبوقة" لمشاركة الأطفال في الاحتجاجات.
وقال المحللون المتخصصون في الشأن الإيراني إن الاحتجاجات الحالية المناهضة للنظام والتي تجتاح البلاد، أظهرت أن النظام فشل في قمع الجيل الأصغر بعد أربعين عاما في السلطة.
واندلعت الاحتجاجات بإيران في 17 سبتمبر/ أيلول الماضي، تنديدا بوفاة مهسا أميني (22 عاما)، في المستشفى بعد ثلاثة أيام من إلقاء "شرطة الأخلاق" القبض عليها ونقلها إلى "مركز لإعادة التأهيل".
احتواء صعب
وولد أكثر من نصف الإيرانيين بعد الثورة عام 1979، ولم يعرفوا أي نظام آخر، لكن يعبر كثيرون الآن عن آرائهم.
ويحتج طلاب المدارس على قادتهم على نطاق غير مسبوق في مد قد تثبت صعوبة احتوائه، بحسب خبراء. وفي مقاطع فيديو عبر الشبكات الاجتماعية واطلعت عليها "سي إن إن"، يشارك طلاب المدارس في مزيد من الاحتجاجات الآن.
وقالت تارا سبهري فر، وهي باحثة بقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة "هيومن رايتس ووتش": "هناك طبقة أخرى (للمظاهرات) وهي الاحتجاجات التي نراها في المدارس"، مشيرًا إلى أن هذا "أمر غير مسبوق" لإيران.
فيما قالت الحكومة إنها ترسل المتظاهرين القصر إلى مراكز الصحة العقلية.
وفي حوار مع صحيفة إيرانية إصلاحية، أقر وزير التعليم يوسف نوري الأسبوع الماضي بأن طلاب المدارس كانوا يحتجون بالفعل، وأن الحكومة ترد باحتجازهم وإرسالهم إلى منشآت الصحة العقلية، مشيرًا إلى أن المؤسسات تهدف لـ"إصلاح" الطلاب المحتجين وتخليصهم من سلوكياتهم "المعادية للمجتمع".
وقال حسين رئيسي، محامي حقوقي إيراني وأستاذ مساعد بجامعة كارلتون في أوتاوا، إن مرافق الصحة العقلية تشبه مراكز الاحتجاز.
وأشار إلى أنه داخل المؤسسات يتبع الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين أجندة حكومية صارمة وليس مسموحا لهم العمل بشكل مستقل مع الأطفال.
وأضاف رئيسي لـ"سي إن إن": "لا يقدمون الدعم النفسي والنفسي الاجتماعي للأطفال"، بل "يغسلون أدمغتهم" وغالبا ما يرهبونهم أو يهددونهم، "ويخرجون أسوأ عما كانوا عليه عندما دخلوا."
وفي حين لم يذكر المسؤول الإيراني عدد الطلاب الذين تم احتجازهم حتى الآن، يقول خبراء إن عددا كبيرا من الطلاب معرضون للخطر مع المشاركة الكبيرة للشباب في الاحتجاجات.
وقال العميد علي فدوي، نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، إن متوسط عمر الأفراد الذين ألقي القبض عليهم "في أعمال الشغب الأخيرة" 15 عاما، بحسب وكالة "إرنا"، معزيا الظاهرة إلى "إهمال التعليم".
وتقول الجماعات الحقوقية إن الحملة القمعية على الأطفال كانت وحشية، مع استجابة الحكومة للمحتجين الأطفال بالاعتقالات وحتى العنف.
وبين 20 و30 سبتمبر/ أيلول الماضي، وثقت منظمة العفو الدولية مقتل ما لا يقل عن 23 طفلًا، بحسب ما قاله الأسبوع الماضي، لتدق بذلك ناقوس الخطر بشأن الحملات القمعية العنيفة بالفعل التي تستهدف الأطفال الآن.
وأفادت المنظمة بأنها سجلت حتى الآن مقتل 144 رجلا وامرأة وطفلا على أيدي قوات الأمن الإيرانية، لافتة إلى أن 16% من الوفيات أطفال.
كما أشارت إلى أن العدد الحقيقي يقدر بأنه أعلى، فيما لم تتمكن "سي إن إن" من التحقق بشكل مستقل من حصيلة الضحايا.