"الزينبيات".. كتيبة إيرانية نسائية لمواجهة "المشاغبات"
للمرة الأولى، تنزل قوة نسائية خاصة لمواجهة الاحتجاجات التي عمت إيران على مدى الأسابيع الأربعة الماضية بعد وفاة الشابة مهسا أميني.
فلم تكن لهذه القوة حضور ميداني في أي احتجاجات سابقة شهدتها البلاد منذ عام 2009 والتي عرفت بـ"الحركة الخضراء" وما تلاها بعد ذلك من احتجاجات معيشية اندلعت في يناير/كانون الثاني لعام 2017، أو احتجاجات ثورة البنزين في منتصف نوفمبر/تشرين لعام 2019.
فيما انتشرت مؤخرا قوات نسائية خاصة مدججة بالأسلحة في شوارع المدن الإيرانية برفقة عناصر أمنية من الرجال وقد كان الانتشار الواسع لهذه القوات في العاصمة طهران بسبب كثافة الاحتجاجات فيها.
وعن طبيعة هذه القوات النسائية التي تُعرف بـ"الوحدات الزينبية الخاصة" يتحدث قائد القوات الخاصة التابعة للشرطة الإيرانية حسن كرمي.
وقال كرمي في مقابلة مع وكالة أنباء "فارس نيوز" الإيرانية والتي تابعتها مراسلة "العين الإخبارية"، إنه "بالنظر إلى أنه كان علينا استخدام النساء للامتثال لمعايير الشريعة والقضايا الدينية، فقد اتخذت "الوحدات الزينبية" التابعة للشرطة الخاصة إجراءات في أعمال الشغب الأخيرة، ونفذت نساء الوحدة الخاصة 5 مراحل من العمليات كانت ناجحة للغاية وعوضت عن الضعف الذي كان لدينا في احتجاجات عام 2019 ضد المشاغبات ولم يكن لدينا قوة نسائية".
وأضاف: "خلال الاضطرابات الأخيرة (الاحتجاجات)، لاحظنا أنه في كثير من الحالات كانت النساء والفتيات الصغيرات حاضرات كقائدات ويوجهن أعمال الشغب، فلم يكن بالإمكان أن تقوم الشرطة الرجالية بالقبض عليهن، بسبب وجود موانع شرعية، ما دعانا للاستعانة بهذه القوة النسائية الخاصة".
وتابع: "تتكون هذه الوحدة من النساء اللائي تلقين تدريباً كاملاً كضابطات رتبة ويتم تنظيمهن كوحدة عملياتية قوية في طهران، وعندما تكون النساء في التجمعات أمامنا، وبعد التوجيه والإنذار والتحذير لهن، إذا كان هناك حاجة لاعتقالهن، حتى لو كان هناك عذر ديني فهؤلاء النساء هم وحدة خاصة تدخل حيز التنفيذ".
وأوضح أنه "لحسن الحظ، أدى أداء وحدة النساء لدينا إلى انزعاج شديد للعدو لأن هذه القوة تمكنت من إلقاء القبض على النساء الأساسيات في الاحتجاجات".
وفيما يتعلق بالملابس الضيقة التي ترتديها هذه القوة النسائية الخاصة، أجاب كرمي: "نموذج الملابس النسائية للوحدة الخاصة له مرجع شرعي، وترتدي ملابس مضادة للصدمات ومناسبة للمهمة التي تقوم بها".
وعند سؤاله عن انتشار مقطع فيديو لنساء من القوات الخاصة وهن يرتدين معاطف وسراويل وأقنعة وقبعات عسكرية الأمر الذي أثار انتقادات من بعض رجال الدين: "هذه الشبهة عمل معاد للثورة، لكن بالنظر إلى أن أعواننا يقومون باعتقالات في مكان العملية، فقد استخدمنا هذا الغطاء لهن وفق الاستشهادات الشرعية ومراعاة حدود الشريعة".
وأضاف: "على الرغم من أننا نعتقد أن الحجاب ليس قيدًا وأن الحجاب هو الحجاب المتفوق، إلا أن وكلاؤنا يرتدين ملابس مضادة للصدمات مناسبة للمهمة أثناء مراقبة الحجاب ويرتدين قناعًا وقبعة".
وأشار إلى أن "قوات الوحدات الخاصة يرتدين ملابس كاملة لا تظهر الجسم ومصممة حسب مهمتهم؛ تماماً مثل لاعباتنا في الساحة الرياضية يستخدمن أيضا الملابس التي لا تتعارض مع الحجاب، ولحسن الحظ، كانت وحدة القوات الخاصة للزينبيات ناجحة للغاية في العملية الأخيرة".
ومنذ قرابة الشهر تشهد إيران احتجاجات واسعة النطاق عقب وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاما) بعد ثلاثة أيام من اعتقالها على يد شرطة الأخلاق، وهي الاحتجاجات التي تواجهها السلطات بقمع شديد أدى لسقوط عشرات القتلى ومئات المصابين.
وشهدت الاحتجاجات الحالية في إيران مشاركة واسعة للنساء خصوصاً في جيل الشباب وطلاب الجامعات، الأمر الذي أثار قلق السلطات الحاكمة في طهران.