الفكر الطائفي يسيطر على منابر الإعلام الإيراني
شاهدت إعلانا لإحدى المحاضرات التي تحمل عنواناً متعلقا بالإعلام الإيراني، وقد عزمت على حضورها فحضرت، وبدأ المحاضر بالحديث عن إيران واستراتيجيتها الإعلامية التي تتبعها، فذكر المحاضر عبارة جعلتني أقف قليلاً عندها وأتأمل بها وهي: هل تعلمون أن الإيرانيين حين يريدون أن يخيفوا أبناءهم يقولون لهم بأن العرب قادمون؟
عبارة لها أفق بعيد، عبارة تحمل معاني كثيرة، بل هي عبارة تحمل حقداً دفينا، فهذه العبارة أساس الطائفية التي يطلقها النظام الإيراني، يؤسس شعبه على كراهية العرب، ونحن على يقين بأن شعب إيران شعب مظلوم مخدوع من قبل هذا النظام.
إننا اليوم نعيش فتنة عظيمة وهي الطائفية التي تفرق الدين وتشتت أهله، فتنة كقطع الليل المظلم، فتن متنوعة، وقد تعاظم اليوم خطرها وتطاير شررها وتنوعت أساليبها، ولقد أصبح العالم اليوم مهدداً منها.
فالطائفية عنوان له أفرع متعددة منها الفتن والصراعات والقتل والتدمير، حارب الإسلام ذلك ونبذ الكراهية والتمييز، وهذا ما حذت به دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث أصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، قانون رقم 2 لسنة 2015 بشأن مكافحة التمييز والكراهية.
حيث أتى القانون لتجريم جميع الأفعال المرتبطة بازدراء الأديان ومقدساتها ومكافحة كافة أوجه التمييز ونبذ الكراهية المبغضة عبر مختلف الطرق والسبل في التعبير .
وقد أشار القانون كذلك إلى حظر الإساءة إلى الذات الإلهية أو الأديان أو الأنبياء أو الرسل أو الكتب السماوية أو دور العبادة وفقاً لأحكام هذا القانون، وهذا دليل واضح على التسامح والاعتدال في مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث نبذ شتى الطرق للتمييز والكراهية ضد الآخرين مهما كانت ديانتهم .
وكذلك أتى القانون مجرماً لنشر الفتن الطائفية والنعرات أو التمييز بين مكونات المجتمع من أفراد أو جماعات، وهذا واقع نلتمسه من خلال التعايش السلمي في المجتمع الإماراتي، حيث تعيش على أرضه اكثر من 200 جنسية من مختلف دول العالم.
فالكراهية ثقافة مبغضة مشينة وجب محاربتها، فمنها اختلقت الفتن والحروب، وبها انتشرت العنصرية المقيتة والنفور بين أفراد المجتمع، وخوفنا أن يصل شرار جحيمها إلى التنافر بين الشعوب و الحضارات.
إن هذا القانون الذي تميزت به دولة الإمارات يعد سدً منيعاً ضد من تسول له نفسه للعبث باستقرا هذا الوطن، فالقانون قوي ويعبّر عن صحيح الإسلام الذي يحث على المحبة والتآخي وينبذ الكراهية و الطائفية، وقد يكون أفضل وسيلة ردع لضبط أي عناصر تهدف لزعزعة أمن واستقرار المجتمع، وأيضاً لوأد الفتن قبل استفحالها ومحاربة الفرقة التي تشبه السرطان في خطرها وتهديدها، الذي إذا ما تسلل إلى أحد الأعضاء امتد شرره إلى بقية أعضاء الجسد الأخرى بسهولة، ومن الجدير ذكره أن القانون دعا في الوقت ذاته إلى التحلي بالحكمة والتسامح وسيادة مبدأ الاحترام بين الأفراد.
ويجب على الجميع أن يعوا بأن الإمارات لها إنجازات حضارية تمثلت في مجتمع متسامح، جعل التنوع والقبول بالآخر من أسسه، ووجب علينا الإشارة هنا بأن السبب في البلاء واختلال الأمن في بعض الشعوب هي النعرات الطائفية.
واعلموا بأنه لا يوجد مجتمع محصّن من الإرهاب، ولكن للتسامح دورا بارزا في محاربته، وهذا ما عملت به دولة الإمارات العربية المتحدة؛ حيث أصدرت قانونا بشأن مكافحة التمييز والكراهية، كما استحدثت وزارة تعنى بالتسامح لها دور بارز في ترسيخ مفهوم التسامح في المجتمع الإماراتي،
وكلي أمل أن تحذو جميع الدول نحو ما اتخذته دولة الإمارات العربية المتحدة من نبذ للتمييز والكراهية والطائفية، فقد سطرت الإمارات اليوم الإنجازات بنبذها للكره والتمييز والطائفية، وألفت بين قلوب جميع من يعيش على أرضها برسالة مفادها أن المظلة الواحدة والقلوب المحبة للوطن هي التي تبنى بها الأوطان.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة