صحيفة إيرانية تهتك "تابو" الحوزات الدينية.. السر في التمويل
في خطوة غير مسبوقة، زادت صحيفة إيرانية جرعة النقد للمؤسسات التعليمية الدينية، داعية إلى وقف التمويل الحكومي عنها.
ودعت صحيفة "جمهوري إسلامي" المقربة من التيار الأصولي المعتدل في إيران، اليوم الأحد، إلى قطع الميزانية التي تضعها الحكومة للحوزة الدينية الشيعية، في أول موقف صريح وعلني من المعاهد والمدارس الدينية المنتشرة بالبلاد.
وقالت الصحيفة في مقال افتتاحي لها، كسر قدسية المؤسسات الدينية: "للأسف، لم تلتزم الحوزات بتوصية مؤسس النظام الإيراني الراحل روح الله الخميني الصارمة بعدم تلقي تمويل حكومي، وهذا الاعتماد على ميزانية الحكومة، بالإضافة إلى الإضرار باستقلالية المعاهد ورجال الدين، ترك فجوة بينها وبين الناس".
الصحيفة في افتتاحيتها النارية التي اطلعت عليها مراسلة "العين الإخبارية"، قالت أيضا إنه "لا ينبغي أن يعتقد البعض أن اقتراح خفض ميزانية الحكومة للحوزات هو نوع من المعارضة لرجال الدين والمعاهد".
أغراض خفية
ويرى الكثير من الإيرانيين أن الأموال التي تصرفها الحكومة الإيرانية على المؤسسات والمعاهد الدينية لجلب شباب من خارج إيران، ليس الغرض منه دراسة معتقدات المذهب الشيعي فقط، بل لقضايا أمنية واستخباراتية.
وفي هذا السياق تشير تقارير إلى أن "جامعة المصطفى العالمية" المسؤولة عن تعليم الطلاب الأجانب والدعاية الدينية خارج إيران، زادت ميزانيتها للعام الجاري بنسبة 53% عن العام الماضي، حيث بلغت ميزانياتها 308 مليار تومان، فيما توجد هناك ميزانيات خفية لا يتم الكشف عنها.
وإجمالي الميزانية المقترحة للمؤسسات الموازية والمراكز الدينية خلال العام الإيراني الماضي زادت بنسبة 18.9 % في الإيرادات، وفق إحصائيات نشرها الإعلام الإيراني.
يأتي ذلك في وقت لا يزال فيه الجهاز التنفيذي، الذي يواجه بالفعل نقصًا في الائتمان لدفع الرواتب، وتوفير المرافق وأنشطة البناء، يدفع مبالغ طائلة للحوزات الدينية الشيعية.
ويقول مراقبون للشأن الإيراني إن الخطاب الذي يحكم الميزانية الإيرانية بشكل متزايد، تحول إلى المحسوبية تحت راية الأيديولوجية، على النحو الذي تحدده سياسات واستراتيجيات علي خامنئي، المرشد الأعلى للبلاد، والمؤسسات التابعة له.
aXA6IDE4LjExOC4xNTQuMjM3IA== جزيرة ام اند امز