إيران المأزومة تنتهج الفصل التعسفي للعمال بسبب "عجز الرواتب"
شركات إيرانية تتجه لفصل عمالها ومنحهم إجازات إجبارية؛ بسبب عجزها عن دفع رواتبهم، وغلاء يجتاح أسواق الدواجن والبيض.
في خضم الأزمات الاقتصادية التي تضرب إيران بالتزامن مع انهيار قيمة العملة المحلية وزيادة معدلات الركود بالأسواق، باتت أغلب الشركات والمؤسسات الصناعية عاجزة عن دفع رواتب شهرية لموظفيها، الأمر الذي دفعها إلى منحهم عطلات إجبارية، إضافة إلى رفض تمديد عقود العمل الخاصة بهم.
وأوردت صحيفة "كيهان" اللندنية الناطقة بالفارسية، أن مدراء تلك الشركات لجأوا إلى هذه الوسائل لتقليل حجم الخسائر المطردة في الأشهر الأخيرة، مشيرة إلى أنهم بدلا من إغلاق خطوط الإنتاج بشكل نهائي وإعلان الإفلاس رسميا يتجهون لتمديد عطلات العمال إجباريا، وكذلك فصل آخرين منهم بعد رفض تمديد عقودهم السنوية، وفق قولها.
وأوضحت الصحيفة المعارضة أن تلك الأمثلة تكشف عن مدى فداحة أزمة التضخم والركود الاقتصادي في إيران، وكذلك الزيادة المطردة بأسعار النقد الأجنبي وانخفاض قيمة العملة المحلية "الريال" لأدنى مستوياتها، مؤكدة أن أغلب المؤسسات الصناعية والخدمية والإنتاجية تواجه عجزا واضحا في ظل انخفاض الإيرادات الشهرية، وصعوبة توفير المواد الخام والسيولة النقدية بالعملة الصعبة اللازمة للاستيراد.
ونقلت وكالة أنباء "إيلنا" العمالية الإيرانية، مخاوف مئات العمال في عدة شركات مثل "بارس ميلنج" لتصنيع قطع غيار المعدات الثقيلة، وأيضا "تولى برس" الضخمة المتخصصة بإنتاج المنظفات بعد تسريح أعداد منهم مؤخرا وإنهاء عقودهم، الأمر الذي يضعهم في عداد العاطلين بالبلاد.
على صعيد متصل، تشهد أسواق الدواجن والبيض في إيران موجة غلاء حادة، حيث سجل سعر الصندوق الواحد من بيض المائدة بمتاجر التجزئة والسلاسل الكبرى 3000 تومان إيراني؛ فيما يشكو المنتجون والمربون بالمزارع من زيادة مطردة بأسعار الأعلاف وغيرها من المواد المغذية في تلك الصناعات البروتينية.
وأفادت وكالة أنباء "مهر" الإيرانية الحكومية، نقلا عن "ناصر نبي بور" رئيس اتحاد مربي الدجاج البياض في العاصمة طهران، أن المزارع قد اضطرت إلى رفع أسعار منتجاتها من البيض والدواجن لتعويض الخسائر الناجمة عن انهيار سعر الريال الإيراني، وكذلك في ظل موجات الغلاء التي يواجهها المربون، وفق قوله.
وكشفت تصريحات "بور" عن عجز وزارة الصناعة الإيرانية إزاء تلك الأزمات التي تهدد مكاسب أغلب المربين والمنتجين، وتدفع بعضهم لإعلان إفلاسه، لافتا إلى أن الاتحاد قد أرسل العديد من الشكاوى للمسؤولين المختصين دون جدوى، مؤكدا عجزهم عن وضع خطط بالسوق في ظل هذه الفوضى التي تعصف بالأسعار.
أرقام حديثة طبقا لبيانات البنك المركزي الإيراني كشفت أيضا عن زيادة ملحوظة بأسعار 9 سلع أساسية في البلاد خلال أسبوع واحد، خاصة أن أغلبها مشتريات ضرورية على مائدة الأسر الإيرانية اليومية مثل الأرز، والخضراوات، والبقوليات.
وتشير أرقام "المركزي الإيراني" إلى أن السلع الغذائية قد شهدت أسعارها ارتفاعا لافتا مؤخرا، حيث تضاعفت أسعار الألبان بمقدار 2%، والأرز بنحو 6%، وكذلك الخضراوات الطازجة بنحو 4%، فيما زادت قيمة اللحوم الحمراء، 5%، والدواجن 8%.
aXA6IDMuMTQ0LjQzLjE5NCA= جزيرة ام اند امز