تنازلات إيران لـ"الصين" من أجل النفط تهدد عرش السجاد
الحرف اليدوية باتت مهددة في إيران أمام الزحف الصيني في ظل تنازلات الملالي بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي.
تواجه الحرف اليدوية في إيران مصيرا غامضا في ظل تنازلات نظام الملالي، خشية تفاقم خسائره في ظل تدهور قيمة العملة المحلية، وارتفاع حدة التذمر الشعبي على أثر قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي، وفرض عقوبات جديدة على طهران، فيما تحتل السلعة الأشهر في البلاد "السجاد" القمة على رأس الصناعات والحرف اليدوية.
"تأمين النفط مقابل البضائع الصينية"، هذا هو الحال الذي وصلت إليه إيران بعد أن أعلنت وكالات أنباء، أن سعيد خوشرو، مدير الشؤون الدولية بشركة النفط الوطنية الإيرانية، عقد اجتماعات منفصلة في بكين، الإثنين الماضي، مع مسؤولين تنفيذيين كبار، في الوحدة التجارية التابعة لشركة النفط الصينية العملاقة سينوبك وشركة تجارة النفط الحكومية تشوهاي تشنرونغ كورب، لبحث إمدادات النفط والحصول على تأكيدات من المشترين الصينيين.
ورافق خوشرو وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف في المحطة الأولى من جولته إلى القوى العالمية قبل السفر إلى أوروبا. وتبذل طهران مسعى أخيرا لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم في عام 2015 الذي انسحبت منه واشنطن مع التخطيط لفرض عقوبات من جانب واحد تشمل قيودا صارمة على صادرات إيران من النفط.
وقال أحد المصادر المطلعة على الاجتماعات: "خلال الاجتماع، نقل خوشرو رسالة ظريف بأن إيران تأمل بأن تحافظ الصين على مستويات الواردات".
واستوردت الصين، أكبر مشترٍ في العالم للنفط الخام، نحو 655 ألف برميل يوميا من النفط في المتوسط من إيران خلال الربع الأول من العام الجاري، وفقا لبيانات الجمارك الصينية الرسمية، بما يعادل أكثر من ربع إجمالي صادرات إيران.
في المقابل، حذر نصرت الله سبهر، المساعد السابق لمنظمة التراث الثقافي والحرف اليدوية، أمس الأربعاء، من أن الأسواق الإيرانية باتت معرضا مفتوحا للبضائع الصينية منخفضة القيمة، لا سيما السجاد الذي يشكل مصدر دخل للعديد من الأسر الإيرانية، في ظل تردي الأوضاع المعيشية، وارتفاع أسعار أغلب السلع الأساسية.
واعترف سبهر، بحسب موقع مرصاد نيوز المحلي، أن منتجات بكين من الخزف والتحف، إضافة إلى الحرف اليدوية، أدت إلى انهيار الصناعات المحلية في محافظة كرمانشاه الواقعة في أقصى غرب البلاد، في الوقت الذي تتواصل فيه تنازلات طهران للصين من أجل النفط، حيث أعلن بيجن زنجنه وزير النفط الإيراني لجوء بلاده صوب الصين مجددا، لشراء حصة شركة "توتال" الفرنسية، التي تتأهب لمغادرة طهران، بعد العقوبات الأمريكية.
وقال زنجنه، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، الخميس: "توتال أكدت أنها إذا لم تحصل على إعفاء من قبل الولايات المتحدة لمواصلة نشاطاتها فستبدأ آلية للخروج من العقد.. وفي هذه الحالة ستحل محلها شركة سي إن بي سي الصينية، وستكون لها حصصها. أما إذا غادرت سي إن بي سي أيضا فهناك شركة بتروبارس الإيرانية".
ويعد السجاد، أحد أشهر الحرف اليدوية، مصدر الدخل الأول للكثير من الأسر الإيرانية التي تعاني أوضاعا معيشية متردية، فضلا عن كونه موروثا حضاريا، فيما تعرف كل منطقة إيرانية بنوع محدد من السجاد، وأبرزها أصفهان وتبريز وكاشان وقم، إضافة إلى طهران، حيث يبدأ تصنيع السجاد اليدوي بإعداد القالب الذي يتضمن نقشا بعينه، وآلة الحياكة اليدوية والخيوط المطلوبة، وهي عادة ما تكون من الصوف أو الحرير الطبيعي.
aXA6IDMuMTQ1LjM4LjY3IA== جزيرة ام اند امز