إيران وإرهاب الأجواء.. الطائرة الأوكرانية من الإنكار إلى التسجيل السري
الطائرة الأوكرانية وهي من طراز بوينج 737 تحطمت في الـ8 من يناير الماضي، ما أسفر عن مقتل 176 شخصا كانوا يستقلونها.
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الإثنين، إن تسجيلاً صوتياً مسرباً لطيار إيراني يخاطب برج المراقبة في طهران، يظهر أن إيران علمت على الفور أنها أسقطت طائرة ركاب أوكرانية، الشهر الماضي، على الرغم من نفيها ذلك على مدى أيام.
وبثت قناة تلفزيونية أوكرانية، مساء الأحد، التسجيل الذي سمع فيه طيار طائرة أخرى يقول إنه رأى "ضوء صاروخ" في السماء قبل تحطم طائرة الخطوط الجوية الأوكرانية في رحلتها رقم 752 في انفجار.
وألقت طهران اللوم على السلطات الأوكرانية في تسريب ما وصفته بأنه دليل سري، وقالت إنها لن تشارك مع كييف بعد الآن مواد خاصة بالتحقيق في تحطم الطائرة.
رحلة الإنكار الإيراني
تحطمت الطائرة الأوكرانية، وهي من طراز بوينج 737 بعيد إقلاعها من طهران في الـ8 من يناير/كانون الثاني الماضي، ما أسفر عن مقتل 176 شخصاً كانوا يستقلونها.
وعقب سقوط الطائرة أعلنت طهران أن الحادث نتيجة عطل فني قبل إجراء أي تحقيقات، ما أثار شكوك المجتمع الدولي الذي رجح أن تكون الطائرة أسقطت عن طريق صاروخ أرض جو.
وزادت الشكوك الدولية، وفي الحادي عشر من الشهر الماضي، وتحت عنوان "عن طريق الخطأ"، اعترفت طهران بعد 3 أيام من المماطلة والنفي بإسقاط الطائرة الأوكرانية، وقال بيان عسكري إيراني إن الطائرة كانت تحلق بالقرب من موقع عسكري حساس، وستتم محاسبة المسؤولين.
وبعد الاعتراف بدقائق، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن إسقاط الجيش طائرة الركاب الأوكرانية "مأساة كبيرة وخطأ لا يغتفر"، وأضاف روحاني، عبر تويتر، أن إيران "تأسف بشدة" لإسقاط طائرة الركاب الأوكرانية بشكل غير مقصود.
وفي محاولة لاحتواء الغضب الدولي، قدّم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف "اعتذارات" بلاده عن كارثة طائرة البوينج الأوكرانية، بعد اعتراف القوات المسلحة الإيرانية بأن الطائرة أسقطت خطأ.
وكتب ظريف في تغريدة على تويتر "يوم حزين"، كما أعلنت قيادة الجيش أن "المسؤول" عن الكارثة سيحال "فوراً" على القضاء.
وفي السادس عشر من يناير/كانون الثاني الماضي، ورغم المحاولات الإيرانية لاحتواء الغضب الدولي، طالب كلاً من كندا وأوكرانيا والسويد وأفغانستان وبريطانيا وطهران بدفع تعويضات لعائلات الضحايا.
وشددت الدول الخمس، في بيان مشترك خلال مؤتمر صحفي، على ضرورة إجراء تحقيق شامل ومستقل وشفاف، وتحقيق عدالة الإجراءات القضائية بحق المسؤولين عن إسقاط الطائرة الأوكرانية.
ولفت البيان الصادر عن (كندا وأوكرانيا والسويد وأفغانستان وبريطانيا)، إلى أهمية محاسبة المسؤولين عن الحادث وتقديمهم للمحاكمة في أسرع وقت.
التسجيل السري
بثت شبكة إخبارية أوكرانية تسجيلاً صوتياً يتضمن محادثة بين طيار إيراني وبرج مراقبة جوية تضمنت إشارة إلى علم طهران بإصابة الطائرة المنكوبة بصاروخ منذ البداية.
وتحدث فيه (التسجيل الصوتي) قائد طائرة إيرانية تابعة لشركة آسمان المحلية كانت تحلق من شيراز صوب طهران قرب الطائرة المنكوبة، التي أسقطت بعد دقائق من إقلاعها، عن مشاهدته ضوء صاروخ أطلق قرب مطار بيام (يقع في مدينة كرج على بعد 40 كم من طهران).
وأعقب الضوء حدوث انفجار كبير، وفق محتوى التسجيل الصوتي، قبل أن يبلغ الطيار المراقب الجوي في حينه، ليخبره الأخير بالفارسية بدلا من الإنجليزية التي تحدثا بها في بداية التسجيل (تصل مدته لـ5 دقائق) أن كل شيء على ما يرام وبإمكانه الهبوط بطائرته في طهران.
وذكر رضائي فر أن التسجيل الصوتي سلمته إيران ضمن وثائق أخرى كانت لدى فريق التحقيق المشترك بالحوادث الجوية إلى الخبراء الأوكرانيين، على حد قوله.
وفي نفس سياق الأدلة، ذكرت قناة "إيران إنترناشونال"، في تقرير لها، أن قائد مليشيا الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي اطلع على تفاصيل بشأن إسقاط الطائرة بصاروخ من جانب قائد القوة الجوية فضائية بالمليشيا أمير علي حاجي زادة، لكن الأول حذر الأخير من نشر الخبر والتكتم عليه تماماً.
وأشارت المعلومات، التي حصلت عليها المحطة الناطقة بالفارسية، إلى أن سلامي أبلغ حاجي زادة أن التكتم على إسقاط الطائرة الأوكرانية أمر عسكري من قائد أعلى، وفق قوله.
وأوضح التقرير أن جهاز استخبارات مليشيا الحرس الثوري رفع تقريرا في اليوم التالي لحادث الطائرة المنكوبة مباشرة، إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، تضمن إسقاطها (الطائرة الأوكرانية) بصاروخ.
واستطرد أن اجتماعا عقد داخل مجلس الأمن القومي الإيراني، مساء 10 يناير/كانون الثاني الماضي، بحضور روحاني وقادة الحرس الثوري تمخض عن إعلان نبأ إسقاط الطائرة الأوكرانية بصاروخ من الدفاعات الجوية لمليشيا الحرس الثوري.
aXA6IDMuMTQxLjI5LjE2MiA= جزيرة ام اند امز