كاتب بريطاني: إيران تكثف نشاطها لبناء شبكة إرهابية بأوروبا
إيران تكثف نشاطها لبناء شبكة إرهابية عالمية، مع تزايد الضغوط الاقتصادية والسياسية التي يتعرض لها النظام نتيجة للعقوبات الأمريكية.
قال كاتب بريطاني بارز إن إيران تكثف نشاطها لبناء شبكة إرهابية بأوروبا مع تزايد الضغوط الاقتصادية والسياسية التي يتعرض لها النظام نتيجة للعقوبات الأمريكية.
جاء ذلك في مقال للكاتب البريطاني، كون كوغلين (محرر الدفاع بصحيفة تليجراف)، في الموقع الإلكتروني لمركز "جيتستون" الأمريكي للدراسات.
وأوضح كوغلين أنه في حين يواصل المسؤولون الأمريكيون التحقيق بشأن ضلوع إيران في سلسلة من الهجمات التي استهدفت عددًا من ناقلات النفط العاملة في الخليج، كشف خبراء بمكافحة الإرهاب عن أدلة جديدة تفيد بأن إيران تعمل أيضًا بجد على تطوير البنية الأساسية الإرهابية لما يتجاوز حدود الشرق الأوسط.
- الفقر وتدخلات إيران يشعلان انتفاضة جديدة بالبصرة
- إسقاط طائرة أمريكية مسيرة بصاروخ إيراني فوق مضيق هرمز
وأشار إلى أن مسؤولي الاستخبارات الأمريكية قلقون بصفة خاصة حيال الأنشطة الإيرانية في أوروبا، إذ رصدوا زيادة مؤخرًا في الأنشطة الإرهابية التي ترعاها طهران.
وقال كوغلين إن إيران تريد استخدام أوروبا كتهديد جديد تنفذ من خلاله عملياتها الإرهابية، كما حدث عام 2012 عندما نفذت خلية إرهابية تابعة لحزب الله هجومًا بالقنابل على حافلة سياحية في بلغاريا، مما أسفر عن مقتل 6 أشخاص وإصابة 32 آخرين.
ولفت إلى أن الأدلة التي قدمها مسؤولو الأمن البلغاريون لاحقًا للاتحاد الأوروبي أظهرت أن إرهابيين اثنين تابعين لحزب الله موجودين في لبنان كانا مسؤولين عن الهجوم، مما أسفر عن اتخاذ الاتحاد خطوة غير مسبوقة بتصنيف الذراع العسكري للمليشيا منظمة إرهابية رسميًا (يوليو/تموز 2013).
وخلال الفترة الأخيرة، سجل مسؤولو أمن أوروبيون زيادة كبيرة في النشاط الإرهابي المدعوم من إيران.
ففي يونيو/حزيران من العام الماضي، طُرد دبلوماسيون إيرانيون من هولندا بسبب التخطيط لعمليات اغتيال سياسي داخل البلاد.
وفي نفس الشهر أحبطت الاستخبارات الفرنسية مؤامرة لتفجير تجمع لمجموعات المعارضة في باريس.
ثم في أكتوبر/تشرين الأول، اتهمت السلطات الدنماركية إيران بمؤامرة "خطيرة وغير عادية" لاغتيال رئيس فرع "حركة النضال العربي لتحرير الأحواز" في الدنمارك، وهي حركة أسسها عدد من عرب الأحواز مطالبين بانفصال هذه المنطقة الغنية بالنفط في جنوبي إيران وتأسيس دولة عربية فيها.
وعلاوة على ذلك، جاءت جميع تلك المؤامرات بعد توقيع طهران الاتفاق النووي لعام 2015 مع القوى العظمى، في اتفاق زعمت إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما أنه سيشجع إيران على الاضطلاع بمشاركة أكثر إيجابية في العالم الخارجي.
لكن الكاتب البريطاني قال إن العكس هو ما حدث، مع تكثيف المنظمات الإرهابية المتصلة بإيران مثل "حزب الله" لعملياتها الإرهابية وتوسيع نطاقها لما يتجاوز موطنها الطبيعي داخل الشرق الأوسط، لتصبح أوروبا هي محور تركيز عملياتها.
وأوضح أن أكثر الأمور مدعاة للقلق بشأن الآفاق الإرهابية الإيرانية المتنامية، كان ما كشفت عنه صحيفة "ديلي تلجراف" في وقت سابق من هذا الشهر، حول تخزين خلية إرهابية على صلة بطهران أطنانًا من المواد المتفجرة داخل مصنع سري للقنابل على أطراف لندن.
ولفت إلى أن مسؤولي الاستخبارات البريطانيين خلصوا الآن إلى أن المخزون كان جزءًا من مؤامرة دولية لحزب الله لإرساء الأسس لهجمات إرهابية مستقبلية في أوروبا.
وقال الكاتب إن اكتشاف الخلية الإرهابية في لندن دفع بالتأكيد مسؤولي مكافحة الإرهاب البريطانيين لإعادة النظر في تقييماتهم الخاصة بالتهديدات التي تشكلها إيران على البلاد، مؤكدًا أن النتيجة الإيجابية للنشاط الإرهابي الإيراني المتزايد كانت إقناع حكومة لندن أخيرًا بتصنيف حزب الله بأكمله منظمة إرهابية.
واختتم كوغلين مقاله بقوله إنه مع تحميل إيران مسؤولية التصعيد الأخير في التوترات بالخليج، يجب على بريطانيا والقوى الأوروبية الأخرى إبداء عزمهم على التصدي للرعاية الإيرانية الموثقة جيدًا للإرهاب، من خلال دعم الإدارة الأمريكية في مواجهتها الأخيرة مع النظام الإيراني.