الفقر وتدخلات إيران يشعلان انتفاضة جديدة بالبصرة
المئات يتظاهرون أمام محافظة البصرة مطالبين الحكومة العراقية بتوفير الخدمات وفرص العمل، وسط انتشار من قوات الأمن ومليشيا الحشد.
اندلعت بمحافظة البصرة جنوبي العراق، الخميس، انتفاضة شعبية جديدة ضد تدخلات إيران وللمطالبة بتحسين الأحوال المعيشية.
واحتشد المئات من المتظاهرين أمام المبنى الجديد للمحافظة، مطالبين الحكومة العراقية بتوفير الخدمات الرئيسية وفرص العمل، وسط انتشار مكثف من القوات الأمنية العراقية ومليشيات الحشد الشعبي.
- البصرة تترقب انتفاضة جديدة تحت وطأة الفقر واستبداد أدوات طهران
- البصرة تستعد لفصل جديد من المظاهرات ضد النفوذ الإيراني في العراق
وكان ناشطون بصريون قد دعوا في مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية إلى تنظيم مظاهرات واسعة احتجاجا على سوء الأوضاع في المحافظة.
وطالبت تنسيقية مظاهرات البصرة المركزية، أبناء المحافظة، بالخروج في احتجاجات واسعة ضد الحكومة، بعد "الوعود الكاذبة" من قبل الحكومة المحلية والمركزية وسوء الخدمات وتردي الوضع الأمني وتسلط قوة "الأحزاب الفاسدة" على الفقراء، على حد قولها.
وقال نصر الدين الموسوي، أحد المشاركين في مظاهرات البصرة، لـ"العين الإخبارية": "خرجنا اليوم في هذه المظاهرة للمطالبة بالخدمات الرئيسية خصوصا الكهرباء ومياه الشرب وفرص العمل، ونطالب بمنح البصرة حقوقها المشروعة".
وأشار إلى أن "المظاهرات ستستمر خلال الأيام الماضية لحين تنفيذ الحكومة العراقية مطالب المتظاهرين".
وكثفت الحكومة العراقية والأحزاب والمليشيات، خلال الأيام الماضية، مضايقاتها للناشطين والمتظاهرين الذين أسهموا، الصيف الماضي، في تنظيم مظاهرات البصرة التي امتدت إلى غالبية محافظات الجنوب العراقي والعاصمة بغداد.
وقال الناشط المدني، علي المعلم، لـ"العين الإخبارية": إن "من أسباب الاحتجاجات في البصرة عدم وجود برنامج حكومي للقضاء على البطالة أو حتى تقليل نسبتها، علاوة على ذلك ما زالت الشركات تطرد العمال البصريين وتستعين بأشخاص آخرين من المحافظات الأخرى".
وتوقع المعلم أن تكون الاحتجاجات هذا الصيف أقوى وأشد من الصيف السابق، موضحا: "المواطن في البصرة يشعر بالحيف جراء ما يحدث له ولمدينته من تجاهل مستمر سواء من المؤسسة الحكومية أو الدينية أو الأحزاب، وهذا يدفعه إلى أن يكون أكثر إصرارا على التمسك بمطالبه".
وتصاعدت وتيرة الاحتجاجات في البصرة، منذ ٧ سبتمبر/أيلول الماضي، حين اقتحم محتجون مبنى القنصلية الإيرانية في المدينة، وأضرموا النار فيها، تزامنًا مع إشعال متظاهرين النيران في ١٢ مقرا لمليشيا وحزب تابعين لطهران في المدينة.
وأمام ذلك، لجأت القوات الأمنية العراقية إلى إعلان منع التجوال، وشن حملة اعتقالات واسعة طالت المئات من الناشطين.