قانون للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة في نيويورك

نيويورك تضع هدفا لها بتقليص التلوث المناخي بنسبة 40% بحلول 2030 بعد الموافقة على أكثر القوانين طموحا لتقليص انبعاثات الغازات الدفيئة.

وافقت ولاية نيويورك الأمريكية، الأربعاء، على أحد أكثر القوانين طموحا في مجال تقليص انبعاثات الغازات الدفيئة، في مواجهة إنكار الرئيس دونالد ترامب، أخطار التغير المناخي ووأده خطة سابقه باراك أوباما لضبط انبعاثات الكربون.

• الغازات الدفيئة في أعلى مستوياتها منذ ملايين السنين

ووضعت بعض الدول وجهات التشريع الرسمية، بينها الاتحاد الأوروبي وفرنسا وبريطانيا والسويد ونيوزيلندا وولاية كاليفورنيا الأمريكية، هدفا لها بتحييد أثر انبعاثات الكربون بحلول منتصف القرن الحالي، غير أن غالبية هذه الجهات لم تقر بعد أي تشريعات ملزمة.

ويلحظ النص الذي أقره برلمان ولاية نيويورك (20 مليون نسمة)، بقيادة الديمقراطيين، تقليصا بنسبة 85% في انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة بحلول 2050 مقارنة بعام 1990.

وبهدف تحييد أثر انبعاثات الكربون، يعتزم المشرعون أيضا تقديم حوافز لتعويض نسبة الـ15% المتبقية من الانبعاثات.

وهذا يعني أنه في غضون 3 عقود، تمنع المحطات الحرارية من حرق الغاز الطبيعي أو الفحم، كما أن غالبية المركبات على الطرق يجب أن تكون كهربائية أو عديمة الانبعاثات، من دون إغفال أنظمة التدفئة المنزلية أو الطاقة المستخدمة من المصانع.

قال السيناتور الديمقراطي تود كامينسكي، أحد أبرز مهندسي هذا القانون: "فيما تقف واشنطن متفرجة، تقدم نيويورك نموذجا يحتذى به".

ووضعت الولاية هدفا انتقاليا لها بتقليص التلوث المناخي بنسبة 40% بحلول 2030 مقارنة بعام 1990.

في 2040، سيكون كامل إنتاج الولاية من الطاقة الكهربائية خاليا من انبعاثات الكربون، وخطت نيويورك خطوات متقدمة في هذا المجال؛ إذ إن قسما كبيرا من الطاقة الكهربائية في الولاية مصدره نووي (28%)، وأيضا من الطاقة المائية (16%)، فيما يمثل الغاز الطبيعي 35%، وحصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ضئيلة في الولاية حاليا.

ويجسد القانون الجديد في نيويورك، الذي جرى التفاوض عليه بين الحاكم أندرو كوومو والبرلمان المحلي بمجلسيه اللذين يهيمن عليهما الديمقراطيون منذ يناير/كانون الثاني، التأييد السريع من كل قوى اليسار الأمريكي، خصوصا المرشحين إلى البيت الأبيض، لمبدأ "الصفقة الخضراء الجديدة"، الهادف إلى دفع الاقتصاد الأمريكي نحو الاستعانة بمصادر طاقة مراعية للبيئة، مع تشجيع استحداث "وظائف جيدة".