بعد فشل جهود الإنقاذ.. إيران تدشن سوقا ثانوية لتعويم الريال "الغارق"
إيران تفتتح رسميا سوقا ثانوية للعملة الصعبة، في خطوة تعكس فشل جهود حكومة طهران، لفرض سعر صرف واحد للريال مقابل الدولار.
دشنت إيران رسميا سوقا ثانوية للعملة الصعبة أمس الثلاثاء، في خطوة تعكس فشل جهود حكومة طهران - والتي استمرت 3 أشهر - لفرض سعر صرف واحد للريال مقابل الدولار مع تعرض العملة الإيرانية لضغوط متزايدة جراء التهديد بفرض عقوبات أمريكية.
وتدهور سعر الريال الإيراني مقابل الدولار الأمريكي في السوق غير الرسمية، مواصلا خسائره مع قرب عودة العقوبات الأمريكية؛ بعد أن انسحب الرئيس دونالد ترامب من اتفاق بشأن البرنامج النووي لطهران.
وستلبي السوق الجديدة حاجة المستوردين والمصدرين الصغار من القطاع الخاص، وفقا لما ذكرته وكالتا تسنيم وفارس للأنباء. وقالت فارس إن العملية الأولى شملت استبدال ريالات إيرانية بدراهم إماراتية بسعر يعادل 75 ألف ريال للدولار.
وقال مسؤول في البنك المركزي الإيراني، إن السوق الثانوية ستسمح لأسعار الصرف بالصعود والهبوط بحرية.
ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (إرنا) عن مهدي كاسرايبور مدير قسم قواعد وسياسات النقد الأجنبي في البنك المركزي قوله يوم الإثنين إن "سعر العملة الأجنبية سيتحدد بناء على العرض والطلب".
كانت السلطات أعلنت أوائل أبريل/نيسان الماضي أنها تعمل على توحيد أسعار السوق الرسمية والسوق الحرة للريال من أجل الوصول إلى سعر واحد يحدده البنك المركزي، وحذرت من أن من سيتداول الدولار بأسعار مختلفة سيواجه الاعتقال.
وكان الإجراء يهدف إلى وقف هبوط الريال الذي هوى إلى مستويات قياسية مقابل الدولار. ومما عزز هبوط الريال قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق الذي أبرمته إيران مع قوى دولية عام 2015 بشأن برنامجها النووي.
وتشهد طهران احتجاجات ومظاهرات بسبب تدهور العملة الإيرانية ووصلت الاحتجاجات إلى أن التجار الإيرانيين هم من قادوا تلك الاحتجاجات بسبب عدم استطاعتهم الحصول على العملات الصعبة، على الرغم من أن العقوبات الأمريكية على إيران لم تدخل حيز التنفيذ بعد.
وتتراجع العملة الإيرانية منذ شهور، بسبب الأداء الاقتصادي الضعيف، والصعوبات المالية في المصارف المحلية، والطلب الكثيف على الدولار بين الإيرانيين القلقين من انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي.
ومن المنتظر إعادة فرض بعض العقوبات الأمريكية على الاقتصاد الإيراني في أغسطس/آب المقبل، فضلا عن مجموعة أخرى من العقوبات في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. وقد أدى ذلك إلى تحويل الإيرانيين لمدخراتهم إلى الدولار.
وفشل نظام السعر الموحد في تحقيق الاستقرار للريال. وفي أواخر يونيو/حزيران الماضي، هوت العملة الإيرانية إلى مستوى قياسي عند نحو 90 ألف ريال للدولار في السوق السوداء، وكان سعر العملة نحو 80 ألف ريال اليوم الثلاثاء، مقارنة مع نحو 43 ألف في نهاية 2017.
وجرى تدشين السوق الثانوية أمس الثلاثاء، من أجل تخفيف النقص في العملة الصعبة، لكن كاسرايبور لم يخض في تفاصيل بشأن كيفية عمل تلك السوق أو ما إذا كان هناك احتمال لتدخل الحكومة إذا هبط الريال بشدة.