خروج "مرعب" لآلاف الأفغان من إيران بعد تردي الاقتصاد
آلاف اللاجئين الأفغان يفرون من إيران بعد تهاوي اقتصاد طهران وعدم قدرتهم على البقاء طويلا.
سلطت وسائل إعلام إيرانية رسمية الضوء على ظاهرة هجرة آلاف اللاجئين الأفغان لدى طهران إلى بلادهم مؤخرا، بالتزامن مع تهاوي معدلات الاقتصاد الإيراني، وسقوط قيمة العملة المحلية "الريال" إلى أدنى مستوياتها أمام الدولار الأمريكي، وارتفاع معدلات البطالة.
وأفردت وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية، اليوم الثلاثاء، تقريرا مطولا تناولت فيه أوضاع هؤلاء اللاجئين الأفغان، ودوافعهم للهجرة العكسية إلى بلادهم، مشيرة إلى أن أغلبهم بات يعاني ضيق المعيشة في الوقت الراهن، بعد أن أصبحت قيمة رواتبهم الشهرية أقل من دولار ونصف، الأمر الذي لم يعد مجديا بالنسبة لهم.
- "نيويورك تايمز": إيران تستغل جهل اللاجئين الأفغان لصالح الأسد
- "العين الإخبارية" تكشف 6 معسكرات إيرانية لتجنيد الأطفال في سوريا
واستطلعت "تسنيم" آراء عدد من هؤلاء المهاجرين الأفغان خلال تجمعهم في أحد المعسكرات المخصصة لهم شرق العاصمة طهران، حيث أجمع أغلبهم على تردي الوضع الاقتصادي داخل إيران، وعدم قدرتهم على المعيشة في ظل الظروف الراهنة، حيث أغلقت العديد من المصانع أبوابها لعدم قدرتها على دفع رواتب للعمال الإيرانيين.
ووصفت الوكالة الإيرانية مشاهد خروج الأفغان بـ"المرعبة"، حيث وفدوا إلى البلاد كلاجئين قبل سنوات للبحث عن ظروف معيشة وعمل أفضل قليلا من بلادهم الغارقة في الصراعات، غير أن التطورات الأخيرة داخل إيران زادت من أزماتهم المعيشية، حيث يصف عامل لحام أفغاني - رفض الإفصاح عن هويته - الظروف الحالية بـ"الخراب"، معتبرا أن أزمة سوق النقد الأجنبي في البلاد فاقمت تلك الأوضاع.
وأجمعت آراء عدد كبير من المهاجرين الأفغان، بحسب الوكالة، على أنهم كانوا يعملون داخل إيران في مهن شاقة مثل التشييد والبناء، والعتالة، والزراعة وغيرها منذ سنوات، لكن الأمر تغير حاليا حيث لم يحصل أغلبهم على رواتب لعدة أشهر، وأدت حالة الكساد في الأسواق الإيرانية لقلة فرص العمل، وبالتالي زيادة نسب البطالة في صفوفهم.
وأشارت الوكالة، نقلا عنهم، إلى أنهم اعتادوا تحويل مبالغ مالية شهريا إلى أسرهم في أفغانستان، غير أن زيادة تكاليف المعيشة داخل إيران من حيث المأكل، والمشرب، والمسكن قلصت قدرتهم على توفير أدنى متطلباتهم، خاصة مع انخفاض القدرة الشرائية لرواتبهم.
ولخص لاجئ أفغاني آخر الوضع الحالي في إيران، لافتا إلى أن الأمور كانت أفضل كثيرا على مدار 20 عاما قضاها هناك، لكن المواطن الإيراني بات يتذمر هو الآخر، وبالتالي سيكون بقاء اللاجئ أو الأجنبي أمرا في غاية الصعوبة، مشيرا إلى أن وجهته المقبلة ستكون تركيا، من خلال الهرب عبر الحدود.
واستغلت السلطات الإيرانية هؤلاء اللاجئين الأفغان على مدار السنوات الماضية في أهداف عدة داخليا وخارجيا، سواء بالانخراط كأيدي عاملة رخيصة نسبيا في مشروعات مختلفة، فضلا عن تجنيدهم كمرتزقة ضمن مليشيات طائفية خارج الحدود، حيث تشير السجلات الرسمية إلى أن نحو 3 ملايين لاجئ أفغاني متواجدون داخل إيران.
وتشير التقديرات، بحسب تقارير غربية، إلى أن أعداد المقاتلين الأفغان تقدر بنحو 10 آلاف مقاتل، ضمن ما يُعرف بمليشيات "المدافعين عن الحرم"، التي تتذرع طهران بأنها رأس حربة للدفاع عن المراقد الشيعية في سوريا، بهدف مد نفوذها داخل دمشق.
وجرى استغلال أغلب هؤلاء الأفغان في عمليات عسكرية على الأراضي السورية، للقتال إلى جوار نظام بشار الأسد، ضمن ما يُعرف بـ"فيلق فاطميون" الموالي لمليشيا الحرس الثوري الإيراني، بينما يتركز وجود هؤلاء اللاجئين الأفغان في مدن طهران، وقم ومشهد، وساوه، حيث يتعرضون لانتهاكات عدة سواء من جانب السلطات الأمنية، أو المواطنين الإيرانيين على حد سواء.
aXA6IDQ0LjIwMC45NC4xNTAg
جزيرة ام اند امز