إيران تشدد قيودها على المسافرين إلى وجهات خارجية
البرلمان الإيراني وافق على قانون يجبر أي مسافر إلى الخارج سواء جوا أو بحرا أو برا على دفع رسوم ضريبية تودع في حساب الخزانة العامة
شددت الحكومة الإيرانية قيودها على المسافرين إلى وجهات خارجية في ظل ركود كبير تعانيه السياحة داخليا.
وتفاقمت أزمة قطاع السياحة الإيراني بعد حادث إسقاط طائرة ركاب أوكرانية على متنها 176 شخصا، مطلع الشهر الجاري.
وذكرت وكالة أنباء مهر (شبه رسمية)، الأربعاء، أن البرلمان الإيراني وافق على قانون جديد يجبر أي مسافر إلى الخارج سواء جوا أو بحرا أو برا على دفع رسوم ضريبية تودع في حساب الخزانة العامة للبلاد (لم تحدد قيمة الضريبة بعد).
واستثني القانون فئات محددة بينها المرضى، وقاطني المناطق الحدودية، وحاملي تصاريح العبور، ومصابي الحروب من دفع تلك الضرائب.
وقوبل التشريع الذي دخل حيز السريان برد فعل سلبي من جانب إيرانيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ اعتبروا هذه الضرائب محاولة من حكومة طهران لتعويض عجز ميزانيتها.
واعتبر مغردون على موقع تويتر أن هذا الأمر يأتي بعد الخسائر الفادحة التي تعرض لها قطاع السياحة الإيرانية على خلفية حادث إسقاط الطائرة الأوكرانية الذي راح ضحيته مئات الركاب قرب مطار الخميني بالعاصمة طهران، 8 يناير/كانون الثاني الجاري.
وانتقدت صحيفة آفتاب يزد (معتدلة) وضع قيود رسمية على سفر الإيرانيين إلى أنحاء العالم باعتبار أن الرحلات الخارجية أمر طبيعي في بلدان أخرى.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذا التشدد يعكس وجهة نظر سياسة مغلقة تنظر بسلبية لسفر الناس إلى خارج البلاد وتنظر إليه كخطر على الأمن القومي.
وأردفت أن حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني تعوض عجز الميزانية وتراجع احتياطي العملة الصعبة من جيوب الإيرانيين، في إشارة إلى إقرار ضرائب جديدة على السفر للخارج.
ويواجه قطاع السياحة الإيراني ركوداً كبيراً منذ العام الماضي، في ظل تداعيات سلبية اقتصاديا، بسبب العقوبات الأمريكية التي أعيد فرضها على طهران في عام 2018.
ومن المتوقع، حسب تقديرات غرفة التجارة الإيرانية أن يعاني قطاع الفندقة كذلك بسبب انخفاض معدل الإقبال السياحي من وجهات مختلفة إلى البلاد.
ويعد تدني الاستثمارات والصفقات التجارية من أبرز المشكلات التي تواجه قطاع السياحة الإيرانية في الوقت الراهن.
فضلاً عن تعليق ناقلات جوية عالمية مرور رحلاتها في أجواء طهران، لتصنيفها بغير الآمنة بعد سقوط الطائرة الأوكرانية قرب طهران بصاروخين من قبل مليشيا الحرس الثوري الإيراني، 8 يناير/كانون الثاني الجاري.
وألغيت جولات سياحية قادمة إلى إيران من وجهات مثل كندا بنسبة 100%، وأستراليا بنحو 80%، ومن أوروبا وآسيا بنحو 60% على الترتيب.
يشار إلى أن إيران قررت بشكل رسمي في يونيو/حزيران 2019 عدم وضع أختام التأشيرات الإيرانية داخل جوازات سفر السائحين الأجانب لدى زيارتهم للبلاد.
ووصف مراقبون هذا القرار بمحاولة إيرانية يائسة لإنقاذ قطاع السياحة المنهار، إلى جانب التحايل على العقوبات الأمريكية المفروضة على أغلب قطاعات طهران المصرفية والنفطية.
ويعتبر قطاع السياحة الإيراني إحدى الوسائل التي كانت تعول عليها طهران لتأمين العملات الصعبة، في حين تعاني منظمة السياحة الإيرانية (رسمية) مشكلات مالية، بسبب عدم وجود لوائح تنظم عملها، فضلاً عن تدني مستوى خدمات البنية التحتية.
aXA6IDMuMTIuMTYxLjE1MSA= جزيرة ام اند امز