إيران تحتج على ترامب برسالة تدين خامنئي
رسالة مندوب طهران في الأمم المتحدة ضد التدخلات الأمريكية تجاهلت التدخلات الإيرانية الصريحة في دول المنطقة بالتقتيل والتخريب
وصف المندوب الإيراني في الأمم المتحدة الدعم الأمريكي للاحتجاجات في إيران بأنه "يتناقض مع القواعد المرعية في القانون الدولي التي تحكم العلاقات الدولية".
ووفق ما نشرته وكالة تسنيم الإيرانية، الخميس، فإن غلام علي خوشرو اعتبر كذلك أن تدخل الإدارة الأمريكية في الشؤون الداخلية لإيران يتناقض مع مبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة، داعيا كافة الدول لعدم التدخل بالتعليق على هذه الاحتجاجات.
ويتجلى التناقض في رسالة مندوب إيران الذي يهاجم "التناقض الأمريكي مع ميثاق الأمم المتحدة"، في أن إيران ذاتها تفاخر بتدخلها بالسلاح والمال والتحريض في شؤون العراق ولبنان واليمن والسعودية والبحرين وسوريا ومصر... إلخ، وتبرر ذلك بأنها تهدف "لنصرة الشعوب المظلومة"، وتتجاهل ميثاق الأمم المتحدة الذي تطالب بقية الدول بالالتزام به.
مظاهرات ضد التدخلات الإيرانية
وتابع خوشرو أن "الإدارة الأمريكية وبتوجيه من الرئيس الأمريكي أقدمت على التدخل في شؤون إيران الداخلية خلال الأيام الماضية بشكل وقح، التدخل الأمريكي في الشؤون الداخلية جاء نتيجة دعم احتجاجات متفرقة انحرف العديد منها باتجاه العنف والتخريب الواسع والقتل الغير مبرر طال في حالة من الحالات طفل يبلغ 12 عاما برفقة والده".
كما اعتبر أن تغريدات ترامب ونائبه التي تدعو الشعب الإيراني لتغيير الوضع في إيران تهدف لنشر "التخريب والاستفزاز"، مستخدمين في ذلك الفيس بوك وتويتر.
وتفجرت الاحتجاجات نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، بادئة بشعارات غاضبة من الغلاء ورفع أسعار الوقود، ثم تطورت إلى التنديد برأس النظام الإيراني ذاته وهو مرشد إيران علي خامنئي الذي وصفوه بـ"الديكتاتور".
ومن اللافت أن الاحتجاجات رفعت شعارات تندد بالتدخل الإيراني في شؤون الدول الأخرى، متهمين حكومتهم بأنها تستنزف مواردهم لإنفاقها على حلم التوسع الإيراني في الخارج.
ومن تلك الشعارات التي رددوها "اترك سوريا وفكر في حالنا"، و"لا لغزة لا للبنان نفدي حياتي لإيران".
إصرار رسمي على دعم المليشيات
كذلك أدلى قادة إيرانيون بتصريحات تفرغ احتجاج المندوب الإيراني في الأمم المتحدة على التدخل الأمريكي في شؤون بلاده من مضمونه؛ حيث قال أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني الثلاثاء الماضي إن "إيران اليوم أقوى من الأمس، ولن تتراجع خطوة عن استراتيجيتها في المنطقة الداعمة للشعوب".
وأضاف في تصريحات لقناة "الميادين" اللبنانية المقربة من مليشيا حزب الله أن إيران "ستستمر في دفاعها عن الشعبين الفلسطيني واللبناني، كذلك سوريا والعراق"، وذلك عبر المليشيات الموالية لإيران في تلك الدول.
وعلى نفس الخطى، قال علي أكبر ولايتي، مستشار مرشد إيران علي خامنئي للشؤون الدولية، إنه "يجب على الأعداء أن يعلموا أن الفتن لن تستمر، وأن نفوذ إيران سيتعزز في المنطقة".
إسقاط "قداسة الملالي"
وهوَّن المندوب الإيراني في رسالته للأمم المتحدة منش شأن المظاهرات التي وصفها بأنها "محدودة" و"متفرقة"، وتديرها أطراف من الخارج "معادية للثورة".
وانتشرت الاحتجاجات في أكثر من 40 مدينة إيرانية، بينها العاصمة طهران، ومدن توصف بالمقدسة مثل قم ومشهد، وشارك فيها محتجون من جميع المستويات الاقتصادية، ووصلت إلى حد إحراق صور الملالي، خاصة خامنئي والخميني، في الشوارع في حدث نادر زلزل القداسة المزعومة الممنوحة لهم منذ عشرات السنين.
وبحسب بعض المحللين، فإنه حتى وإن تم احتواء المظاهرات الحالية في إيران كما حدث عام 2009، فإن وصول سقف المطالب إلى إسقاط نظام خامنئي لأول مرة، ومهاجمته علينا، يعني فتح باب مطالب هذا التغيير الجذري في إيران لتتجدد بين فترة وأخرى.
وحيَّا ترامب في تغريدة له الأربعاء الماضي المحتجين الإيرانيين على نظام الحكم في بلادهم، متعهدا لهم بتوفير الدعم لهم "عندما يحين الوقت".
كما تعهد نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، عبر "تويتر"، بأن الولايات المتحدة لن تكرر ارتكاب خطأ إدارة باراك أوباما عندما تجاهلت المظاهرات التي خرجت ضد نظام الحكم في إيران عام 2009 بتجاهل المظاهرات، وأنها ستدعم المحتجين هذه المرة.
وطلبت مندوب واشنطن في الأمم المتحدة، نيكي هيلي، من مجلس الأمن الدولي ومجلس حقوق الإنسان عقد اجتماعين طارئين لبحث التطورات في إيران.