عبوة التونة بـ18 ألف تومان.. الفقر يسحق الطبقة الوسطى في إيران
بيانات رسمية عن جمعية مصنعي المعلبات تظهر صعوبة بالغة يواجهها المستهلك العادي والأقل دخلا لشراء علبة واحدة من سمك التونة.
في دلالة على تدهور القدرة الشرائية للطبقة الوسطى في إيران، أظهرت بيانات رسمية لجمعية مصنعي المعلبات صعوبة شديدة تواجهها تلك الطبقة في شراء عبوة واحدة من سمك التونة.
وقال صالح أديب زادة، عضو الجمعية الإيرانية للمعلبات، الثلاثاء، إن قيمة علبة التونة تجاوزت نحو 18 ألف تومان إيراني حالياً في الأسواق المحلية ومتاجر التجزئة، حسب وكالة أنباء إيلنا العمالية (رسمية).
وفي حين يسجل سعر بيع الدولار الأمريكي 4200 تومان إيراني (وفقاً لسعر الصرف الحكومي)، أضاف زادة أن القدرة الشرائية بالنسبة للطبقات المتوسطة والفقيرة في بلاده قد انعدمت تماماً إزاء توفير علبة من سمك التونة الذي كان ضمن أكثر البضائع رواجاً محلياً؛ نظراً لرخص ثمنه نسبياً سابقاً.
ولفت المسؤول الإيراني إلى أن التونة كانت بمثابة طعام رخيص الثمن لطبقات مثل الطلاب الجامعيين، والعمال، وغيرهم من ذوي الأجور المتدنية، في حين ألقي باللائمة على سياسات حكومية خاطئة تتعلق بهذا الصدد.
وانخفض معدل بيع معلبات سمك التونة في أسواق إيران الداخلية مؤخراً، بنسبة تراوحت بين 50 إلى 70%، في الوقت الذي باتت الطاقة التشغيلية لمصنعي معلبات التونة في إيران أقل من 50%، حسب أرقام جمعية صناعات المعلبات.
ومن المرجح، بحسب عضو جمعية صناعات المعلبات الإيرانية، استمرار أسعار سمك التونة في الارتفاع رويداً رويداً، نظراً لتكبد المصنعين المحليين نفقات زائدة.
ويبدو تأثير تقلبات سوق النقد الأجنبي واضحاً بشدة على صناعة التعليب في إيران، إضافة إلى العواصف الموسمية التي أثرت أيضاً على معدلات صيد الأسماك محلياً، وفقاً لعضو جمعية المعلبات الإيرانية.
وسخر مستهلكون إيرانيون عبر شبكات التواصل الاجتماعي من غلاء سعر سمك التونة أيضاً باعتباره أحد المكونات الرئيسية في السلال الغذائية لكثير من الطبقات الاجتماعية الفقيرة بالبلاد.
وزادت أسعار العديد من المواد الغذائية على مدار الأشهر الأخيرة بشكل لم يسبق له مثيل تاريخياً، بنسبة زيادة مئوية تجاوزت 30% على الأقل، بنهاية أغسطس/آب الماضي.
ورصد مركز الإحصاء الإيراني (حكومي) البضائع التي ارتفعت أثمانها بشكل ملحوظ خلال الشهر الفائت؛ حيث تصدرتها لحوم الخراف والعجول، والبيضاء (الأسماك والدجاج)، والشاي، والبرتقال على الترتيب.
الأمر المثير للاستغراب بالنسبة للمستهلكين الإيرانيين كان زيادة سعر نخالة القمح بنحو تجاوز 150%، معتبرين أن ارتفاع ثمن تلك السلعة على هذا النحو يعود إلى أسباب غير قانونية، وسط تجاهل حكومي للأمر على الرغم من استخدامها (النخالة) كغذاء رئيسي في تربية الماشية بالبلاد.
aXA6IDMuMTMzLjE0Ni45NCA= جزيرة ام اند امز