مسؤول إيراني يقر: الاستخبارات تدير التلفزيون بـ"قوائم سوداء"
الرئيس السابق لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية يكشف النقاب لأول مرة عن وجود تدخلات من قبل وزارة الاستخبارات في عمل هذه المؤسسة
كشف الرئيس السابق لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية محمد سرافراز النقاب عن تدخل وزارة الاستخبارات لحظر عرض سينمائية لفنانين إلى جانب منعهم من العمل بهذه المؤسسة.
وتعد هذه هي المرة الأول التي يقر فيه مسؤول إيراني بارز بتدخل وزارة الاستخبارات بالتلفزيون الرسمي على هذا النحو.
وأوضح سرافراز، الذي استقال من منصبه قبل عامين في مقابلة مع صحيفة شرق (إصلاحية)، أن هناك قائمة سوداء أعدتها وزارة الاستخبارات يمنع بموجبها عمل فنانين وصانعي أفلام محليين، لافتا إلى أن هناك تدخلات أمنية مباشرة في عمل هيئة الإذاعة والتلفزيون التي تخضع لسلطات المرشد الإيراني علي خامنئي والذي يعين رئيسها.
- تلفزيون إيران يغسل أدمغة الأطفال برسوم متحركة تدعو للقتال خارجيا
- المعارضة الإيرانية تدعو واشنطن لفرض عقوبات ضد تلفزيون طهران
وزعم سرافراز المدرج على قوائم العقوبات الدولية أن هذه التدخلات الأمنية كانت وراء استقالته من منصبه بعد 18 شهرا فقط من تعيينه، في الوقت الذي تحظر السلطات الحكومية وجود فنانين بعينهم على قوائم المتحدثين بالبرامج الحوارية عبر التلفزيون الرسمي.
ويتهم العديد من النشطاء الإيرانيين هيئة الإذاعة والتلفزيون في البلاد بالضلوع في انتهاكات حقوقية لدورها في بث اعترافات قسرية لسجناء سياسيين طوال سنوات، بينما يطالب العديد من المعارضين لنظام خامنئي بإدراج تلك المؤسسة على قوائم العقوبات الأمريكية، خاصة وأنها تعمل أيضا على ترويج دعاية سياسية مضللة.
ويعد محمد سرافراز أحد المسؤولين الإيرانيين المدرجين على قوائم العقوبات الدولية بسبب تورطه في انتهاكات لحقوق الإنسان منذ عام 2012، حيث تولى منصبا داخل فضائية "برس تي في" الإخبارية الناطقة بالإنجليزية، بينما كانت تبث اعترافات قسرية لمعتقلين سياسيين.
وأصدر المنظم البريطاني لعمل وسائل الإعلام "أوف كوم"، قبل أكثر من 7 سنوات قرارا بإلغاء تصاريح ممنوحة لفضائية "برس تي في" الموجهة للخارج، لتورطها في بث اعترافات قسرية لمعارضين، بناء على شكوى قدمها مازيار بهاري (مراسل صحفي كندي) جرى اعتقاله لسنوات في سجون طهران.
وتخضع مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية "صدا وسيما"، الناقل التلفزيوني الرسمي الوحيد في إيران، لسلطات المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي يشرف على تعيين رئيسها المباشر؛ فيما تمتلك تلك المؤسسة عدة محطات إذاعية وتلفزيونية ومواقع إنترنت، إضافة إلى شبكات محطات عابرة للحدود، تبث بعدة لغات أجنبية من بينها الإنجليزية والعربية والروسية والتركية والكردية وغيرها، كما تملك حق إصدار عدة مطبوعات صحفية وأكاديمية وثقافية تصدر بشكل دوري.
وأوردت تقارير إخبارية مؤخرا أن التلفزيون الإيراني يبث أفلام رسوم متحركة، تتضمن شخصيات كارتونية بصبغة دينية للترويج لمعارك تخوضها مليشيات مقاتلة في بلدان مجاورة.
وتتعمد طبيعة تلك الرسوم المتحركة الخلط بين شخصيات كارتونية شهيرة مثل "روبين هود" ومقاتلي مليشيات موالية لإيران خارج الحدود، بغرض تبرير التدخلات العسكرية في بلدان مجاورة بدعوى إنقاذ المستضعفين والفقراء، وفق مصطلحات نظام ولاية الفقيه الدعائية.
aXA6IDE4LjExOS4xMTMuNzkg جزيرة ام اند امز