الأرجنتين تعتقل إيرانيين بجوازات إسرائيلية مزورة بشبهة الإرهاب
السلطات تعاملت مع الإيرانيين كمشتبه فيهما محتملين بالإرهاب، ومنذ ذلك الحين تم رفع مستوى التأهب في الأرجنتين.
احتجز ضباط الاستخبارات الأرجنتينية زوجين إيرانيين في العاصمة بوينس آيرس، بعد سفرهما بجوازات سفر إسرائيلية مزورة، والاشتباه في أنهما إرهابيان محتملان، وفقا لوسائل إعلام محلية.
وقالت صحيفة "كلارين" اليومية الأرجنتينية المحلية، إن المتهمين اللذين حددتهما التقارير باسم سجاد ناصراني (27 عامًا)، ومنصورة سبزعلي (30 عاما)، ألقي القبض عليهما الثلاثاء الماضي، أثناء سفرهما بجوازي سفر إسرائيليين مزورين باسم نتانيل وريفكا توليدانو.
- أسعد بركات.. عميل حزب الله الإرهابي في المثلث الحدودي اللاتيني
- اقتصاد إيران الأسود في أمريكا اللاتينية وتمويل الصواريخ الباليستية
وأضافت أن السلطات تعاملت مع الزوجين كمشتبه فيهما محتملين بالإرهاب، ومنذ ذلك الحين رفعت مستوى التأهب في الأرجنتين، لافتة إلى أن أرقام جوازات السفر تم إدراجها من قبل مالكيها على أنها مفقودة أو مسروقة، بأسماء مختلفة.
ولفتت التقارير إلى أن سلطة الحدود الأرجنتينية احتجزت جوازات السفر بعد أن وصل الزوجان اللذان جاءا من إسبانيا إلى مطار إيزيزا الدولي، ما أدى إلى تحقيقات بمشاركة الشرطة الإسرائيلية، والقبض على الإيرانيين من قبل قسم مكافحة الإرهاب في وكالة الاستخبارات الفيدرالية الأرجنتينية التي صادرت هاتفيهما وكاميراتهما.
وكانت السلطات الأرجنتينية تشتبه في البداية بأن جوازات السفر قد سُرقت، لكنها خلصت فيما بعد إلى أنها مزيفة بعد العثور على العديد من الأخطاء الإملائية العبرية في الوثائق الرسمية.
ووفقا للصحيفة، يأتي التحقيق بالتزامن مع ذكرى الهجوم على السفارة الإسرائيلية في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس.
وفي 17 مارس عام 1992، نفذت منظمة "الجهاد الإسلامي" اللبنانية المدعومة من إيران هجوما انتحاريا بسيارة مفخخة، أسفر عن مقتل 29 وجرح 242 غالبيتهم من المدنيين الأرجنتينيين.
وتسعى إيران لتمويل الإرهاب عبر التجارة غير المشروعة في أمريكا اللاتينية، كما أنها تحاول دائما استخدام أراضيها لإخفاء عناصرها الإرهابية، والتي كان آخرها الإرهابي أسعد بركات، أحد كبار ممولي مليشيا "حزب الله" الإرهابية الموالية لإيران.
حيث أعلن مكتب المدعي العام البرازيلي، في سبتمبر الماضي، اعتقال بركات وهو لبناني الجنسية، وذلك في مدينة فوز دو إيجواسو على الحدود المجاورة لمدينة سيوداد ديل إستي في باراجواي، بناء على مذكرة توقيف دولي صادرة بحقه.
وينتمي بركات لعائلة لبنانية، ويدير أنشطة إجرامية في "منطقة الحدود الثلاثية" بين كل من الأرجنتين والبرازيل وباراجواي، وقد فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات عليه عام 2004 لتمويله مليشيا "حزب الله"، ثم فرضت عقوبات على أخويه حمزة وحاتم في 2006.
وكانت الحكومة الأرجنتينية قد بدأت بتضييق الخناق على "منظمة بركات" الإجرامية المرتبطة بحزب الله، في يوليو/ تموز الماضي، عندما جمدت أصول من يُفترض بأنهم يشكلون جزءا من "عشيرة بركات"، وفقا للقانون الجنائي المتعلق بتمويل الإرهاب.
ويعتبر نظام ولاية الفقيه في طهران، أمريكا اللاتينية بوابته لدعم وتمويل أنشطتها غير المشروعة، والتي يرى مراقبون أنها كانت مصدراً أساسياً لتمويل البرنامج الصاروخي خلال فترة الحصار، وذلك عبر "الاقتصاد الأسود"، وهو مصطلح يطلق باختصار على الأنشطة الاقتصادية والتجارية غير القانونية، وتضم أيضاً الأعمال غير الشرعية، مثل تجارة المخدرات وغسل الأموال وتجارة السلاح غير الشرعية.
وكانت وزارة الخزانة الأمريكية كشفت عن عنصر تابع لأحد أذرع إيران الإرهابية "حزب الله" يدعى أيمن جمعة، إلى جانب 9 أفراد إضافيين و19 شركة من شركات أعمال متورطة في أكبر تخطيط لتهريب المخدرات في دول أمريكا اللاتينية طوال تاريخها، وذلك في يناير/كانون الثاني 2011.
وأيمن جمعة، بحسب تحقيقات إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية، متورط في عمليات غسيل أموال بمقدار 200 مليون دولار شهرياً من بيع الكوكايين في أوروبا والشرق الأوسط عبر عمليات جرت في لبنان وبنما وكولومبيا.
شبكة غسل الأموال التي كان يتزعمها "جمعة" لحساب إيران، كانت تتم عبر حسابات في "البنك اللبناني الكندي"، وهو ما أشارت إليه تقارير أمريكية سابقة.
وفي تقريرها الصادر عام 2015، ركزت وزارة الخارجية الأمريكية على شبكات الدعم المالي التي تحتفظ بها إيران عبر حزب الله في أمريكا اللاتينية.
بدوره، فرض الكونجرس الأمريكي عقوبات في ديسمبر/كانون الأول 2015، على المصارف التي تتعامل مع حزب الله، ضمن شبكة مصارف وبنوك أخرى وشركات تتعاون مع إيران، لها أنشطة في مجال تهريب المخدرات بأمريكا اللاتينية.
وكانت الأرجنتين أصدرت في عام 2006، مذكرات تتهم 8 مسؤولين إيرانيين إضافة إلى أحد اللبنانيين، بالتورط في عمليات إرهابية بها.
وفي 2007 أصدر الإنتربول –بطلب من الأرجنتين- مذكرات حمراء لاعتقال 6 من المتهمين، لكن إيران لم تستجب للمذكرات الدولية.
وأخيراً وليس آخر، في يونيو/حزيران 2016، نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن شركات اللحوم والنفط الكبيرة في البرازيل وأوروجواي تستخدم للتغطية على عملاء إيران وجواسيسها.