الطائرة المنكوبة.. "حيلة" إيرانية لتخفيف الضغط الدولي
رغم مرور 7 أشهر على حادث إسقاط الطائرة، لم يتم الإفصاح من جانب طهران عن أي معلومات بشأن الإجراءات القضائية في هذه القضية.
زعم منوتشهر مرادي، السفير الإيراني لدى كييف، أن بلاده وجهت اتهامات لعسكريين في قضية إسقاط الطائرة الأوكرانية التي كانت تقل 176 راكبا، مطلع العام الجاري.
وقال مرادي، في مقابلة مع وكالة الأنباء الأوكرانية، إن "السلطات الإيرانية أوقفت 6 أشخاص لهم صلة بحادث إسقاط الطائرة قبل أن تخلي سبيل 3 منهم بكفالات مالية"، على حد قوله.
ولم يذكر الدبلوماسي الإيراني هويات هؤلاء الأشخاص أو معلومات تخص مناصبهم العسكرية، مدعيا أن الكشف عن الأسماء أو المناصب لهم يعد إفشاء لأسرار القوات المسلحة.
ورغم مرور 7 أشهر على حادث إسقاط الطائرة جراء إصابتها بصاروخين من دفاعات الحرس الثوري الإيراني، ومقتل جميع ركابها، لم يتم الإفصاح من جانب طهران عن أي معلومات بشأن الإجراءات القضائية في هذه القضية.
وكانت السلطات الإيرانية قد ألقت باللوم في الحادث على ما وصفته بـ"خطأ بشري"، لكن تقريرا أوليا بعد تفريغ تسجيلات الصندوقين الأسودين للطائرة يؤكد أنه لم يسمع أي صوت من الركاب إلا بعد 19 ثانية من إطلاق الصاروخ الأول على الطائرة وكان الركاب بصحة جيدة.
وبحسب مسؤولين إيرانيين، أطلق الصاروخ الثاني بعد 25 ثانية من إطلاق الصاروخ الأول على الطائرة الأوكرانية، في 8 يناير/ كانون الثاني 2020.
وقد وصفت عائلات الضحايا، بالإضافة إلى المسؤولين الكنديين والأوكرانيين، مزاعم وقوع الحادث نتيجة خطأ بشري بأنها "غير مقبولة".
وأعلن الدبلوماسي الإيراني عن اقتراح لعقد الجولة المقبلة من المحادثات بين بلاده وأوكرانيا حول قضية التعويضات في حادث الطائرة المنكوبة خلال الفترة من 18 إلى 21 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
ودعا مرادي المسؤولين الأوكرانيين إلى ما وصفه بضبط توقعات الرأي العام في بلادهم بشأن مبالغ التعويضات بدعوى أنها (إيران) خاضعة لظروف اقتصادية غير عادية نتيجة العقوبات الأمريكية.
واعتبر السفير الإيراني في أوكرانيا أن طهران ستدفع التعويضات "طبقا للقواعد الدولية" بهذا الصدد.
في غضون ذلك، صرح مسؤولون أوكرانيون، وكذلك بعض عائلات الضحايا، مؤخرا، أن أولويتهم هي كشف الحقيقة من قبل الحكومة الإيرانية.
وفي هذا الصدد، أصدرت "رابطة عائلات ضحايا الرحلة 752" دعوة عامة قبل عدة أيام لمن لديهم أدلة أو وثائق تتعلق بحادث إسقاط الطائرة.
وقالت الرابطة، التي تتخذ من كندا مقرا لها في بيان، إن "الأمر استغرق 3 دقائق و42 ثانية حتى تحطمت الطائرة بسبب إطلاق الصاروخ، وأهالي الضحايا يبحثون عن أدلة لفهم ما حدث في ذلك الوقت".
جدير بالذكر أن تعويضات حادث الطائرة المنكوبة هي إحدى القضايا المتنازع عليها بين إيران وأوكرانيا، لاسيما بعد تهرب طهران ضمنيا بوقت سابق، وزعمت أن شركات التأمين الأوروبية هي التي يجب أن تدفع ثمن الأضرار التي لحقت بالطائرة.
وتم استهداف الطائرة الأوكرانية بصواريخ الحرس الثوري الإيراني، بينما كان الأخير يشن هجمات صاروخية على قاعدة عسكرية أمريكية في العراق قبل ساعات من حادث إسقاطها.
وجاءت الهجمات الصاروخية عقب مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني في غارة أمريكية بطائرة مسيرة خارج مطار بغداد الدولي، 3 يناير/كانون الثاني الماضي.
على الرغم من هذه الظروف الحربية، لم تحظر إيران حركة الطيران المدني في مجالها الجوي، حيث تكهن بعض المراقبين بأن طهران استخدمت طائرات الركاب كدروع بشرية.
ولم يقدم مسؤولو طهران حتى الآن تفسيرا مقنعا بشأن سبب إبقاء المجال الجوي مفتوحا، ويزعمون أن الطائرة الأوكرانية أسقطت بسبب خطأ بشري.
aXA6IDE4LjExNy43NS42IA== جزيرة ام اند امز