الضربات الأمريكية على وكلاء إيران.. الدلالة والتوقيت
بين الحين والآخر تشن الولايات المتحدة ضربات جوية في سوريا، كان أحدثها غارة قبل يومين استهدفت مجموعات تابعة للحرس الثوري الإيراني.
الغارة استهدفت منطقة وادي نهر الفرات بمنطقة دير الزور، وقالت واشنطن إنها الغرض منها الدفاع عن القوات الأمريكية بعد الهجمات الأخيرة.
واستشهد بيان للقيادة المركزية الأمريكية بهجوم وقع في 15 أغسطس/آب على القوات الأمريكية كمثال على ذلك، بحسب تحليل نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.
ووفق الصحيفة "تتمثل أهمية الغارة الجوية في أن الولايات المتحدة نادرا ما ردت على عشرات الهجمات التي شنها الحرس الثوري الإيراني ووكلاؤه ضد قواتها على مدار السنوات الماضية".
وزادت تلك الهجمات عام 2019 وأسفرت عن أضرار للقوات الأمريكية في العراق، وفي عهد إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب أدت التوترات المتصاعدة إلى قتل أمريكا لقائد فيلق القدس قاسم سليماني وزعيم مليشيات عراقية يدعى أبومهدي المهندس في غارة قرب مطار بغداد.
وعندما جاءت إدارة الرئيس جو بايدن كان من المتوقع على نطاق واسع أن توقف نهج الإدارة السابقة. على سبيل المثال، في عهد ترامب، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على الحرس الثوري الإيراني والحوثيين في اليمن. ورفعت الإدارة الجديدة العقوبات عن الحوثيين، لكنها أبقتها حتى الآن على الحرس.
وطالبت إيران برفع تلك العقوبات في إطار العودة إلى الاتفاق النووي "تريد إيران المال من الغرب كابتزاز لمنعها من تطوير أسلحة نووية بينما تحتفظ بحق السيطرة على لبنان، والعراق، وسوريا، واليمن، ثم استخدام تلك الدول لمهاجمة الدول المجاورة مثل إسرائيل"، بحسب الصحيفة.
وأضافت: "هذا ليس سرا أو مسألة رأي، حيث تقول إيران صراحة إن هذا ما تفكر فيه؛ حيث تعتقد أن وحداتها في تلك الدول جزء من المقاومة وتقول علانية إنها تريد استخدامهم ضد الولايات المتحدة وإسرائيل وغيرهما من الدول بالمنطقة".
واعتبرت أن "هذا خلق وضعا تعتقد فيه إيران أنها تتمتع بحصانة، وطبقا لتقارير وقعت عشرات الهجمات منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كثير منها لا يتم الإبلاغ عنه ولا يغطي بشكل كاف".
وأشارت إلى أنه "بشكل عام تحاول إيران مراقبة الولايات المتحدة وممارسة الضغط وسط وادي نهر الفرات، المنطقة التي تسميها القوات الأمريكية (ميرف)، وهي منطقة تم تطهيرها من تنظيم داعش بين عامي 2017 و2020. وتربط بلدة القائم الحدودية العراقية بدير الزور في سوريا".
وفي عام 2018، بدأت إيران الاهتمام بشكل كبير بالاستثمار في هذه المنطقة، وفق جيروزاليم بوست، لتحويلها إلى "ممر إلى البحر" حتى تتمكن من نقل الأسلحة عبر البوكمال إلى قاعدة T-4، ثم إلى لبنان، ودمشق، والجولان.
وبنت إيران قاعدة تسمى "إمام علي" لتسهيل تخزين ونقل الأسلحة، والتي استهدفتها الغارات الجوية عدة مرات. وألقت وسائل الإعلام الإيرانية والسورية باللوم على إسرائيل في الغارات الجوية، بحسب الصحيفة.
aXA6IDE4LjE4OC4xMTMuMTg1IA== جزيرة ام اند امز