بلومبرج: بتر مليشيات إيران بالمنطقة أهم من معارك سلاحها النووي
التكلفة التي تكبدتها إيران في حربها مع العراق كانت السبب الرئيسي في سعي قادة طهران إلى تجنب الحرب المفتوحة.
بينما تتركز النزاعات بين الغرب وإيران حول برنامجها النووي طيلة السنوات الماضية كانت طهران تدشن سلاحا آخر أقوى تأثيرا وهو توسيع نفوذها بالشرق الأوسط عبر شبكة من المليشيات شكلها قاسم سليماني قائد فيلق القدس الذي قتل في غارة أمريكية قبل أيام.
وفي مقال له على موقع وكالة بلومبرج، قال مارك تشامبيون، محرر الشؤون الدولية في الوكالة، إنه في حال قرر المرشد الإيراني، علي خامنئي، الرد على اغتيال سليماني، فمن المرجح أن تكون مليشيا سليماني في المنطقة السلاح الرئيسي ضد أمريكا وحلفائها الذي يجب أن يكون هدفهم الرئيسي بتر أذرعها.
1. ما هو أصل شبكة إيران؟
وأشار الكاتب إلى أن إيران قامت بتمويل وتسليح المليشيات في الخارج عقب الإطاحة بنظام الشاه عام 1979، حيث سعى نظام الملالي في طهران إلى بناء نفوذ إقليمي واسع في بقية أنحاء المنطقة.
وأوضح أن التكلفة الاقتصادية والبشرية التي تكبدتها إيران في حربها مع العراق في الفترة بين عامي 1980- 1988 كانت السبب الرئيسي في سعي قادة طهران إلى تجنب الحرب المفتوحة مفضلين استخدام العمليات السرية والحروب بالوكالة.
2. من أين بدأت الشبكة؟
بدأ تنفيذ إيران لاستراتيجية المليشيات في لبنان، بدعم حزب الله الذي تشكل عام 1982.
وتشكلت مليشيا "فيلق القدس" الإرهابية التي ينتمي إليها سليماني، وفق تصريح لخامنئي عام 1990، بهدف "تأسيس خلايا حزب الله في جميع أنحاء العالم".
وتوسعت هذه السياسة بشكل كبير بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في عام 2003، والذي أدى إلى نقل نحو 150 ألف جندي أمريكي إلى بغداد فضلاً عن فرصة طال انتظارها للسيطرة على العراق.
وتحت إشراف سليماني، بدأ الحرس الثوري في تنظيم وتسليح المليشيات لمهاجمة القوات الأمريكية في العراق بزعم طردهم منه.
3. ماذا فعل هؤلاء الوكلاء لإيران؟
بدأ دعم إيران للمليشيات الشيعية في العراق عام 2014، عندما صادقت عليها الحكومة العراقية رسميًا، تحت مسمى قوات الحشد الشعبي، كقوة لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي.
وقد ساعدت أسلحتها ومكانتها النظام الإيراني في امتلاك نفوذ واسع لتشكيل الحكومات العراقية.
وانتقل سليماني نفسه من الظل ليظهر في العلن على الخطوط الأمامية مع الوحدات.
وفي اليمن، دعمت إيران مليشيا الحوثي ضد قوات الحكومة المعترف بها دوليا.
يختلف تأثير إيران على هذه المليشيا، حيث يصنف المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية المليشيا المدعومة من إيران بحسب قربها من طهران إلى 3 فئات.
الأولى مثل مليشيا كتائب حزب الله العراقي التي ستتلاشى من الوجود بدون توجيه إيران، وهناك الحليف الأيديولوجي مثل حزب الله والذي يسعى لتحقيق أهداف عامة حتى وإن لم تتقاطع مع المصالح الإيرانية.
وهناك حركة حماس الفلسطينية، شريك المنفعة والتي تتحالف مع إيران طالما كان ذلك يخدم مصالحها المالية والسياسية.
5 – ما تكلفة هذه الشبكة لإيران؟
في عام 2018، قال ناثان سيلز، مسؤول مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية الأمريكية، إن إيران تمول حزب الله بنحو 700 مليون دولار سنويًا وتعطي 100 مليون دولار إضافية للمنظمات الفلسطينية التي تصفها الولايات المتحدة بالإرهابية، بما في ذلك حماس والجهاد الإسلامي.
وتشير التقديرات الأكاديمية إلى أن الإنفاق الإيراني على الحرب في سوريا وحدها تراوح بين 30 مليار دولار إلى أكثر من 100 مليار دولار حتى الآن رغم الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تعيشها طهران ودفعت إلى خروج احتجاجات عنيفة أكثر من مرة رفضا لتردي الأوضاع.
7. ماذا يعني كل هذا بالنسبة للولايات المتحدة؟
البنية التحتية للمليشيا التي أسسها سليماني قبل وفاته تملك القدرة على ضرب المصالح الأمريكية في منطقة يوجد بها عشرات الآلاف من القوات والدبلوماسيين والشركات الأمريكية.
لكن إيران دأبت على التروي في اتخاذ خطوات عدائية ضد الولايات المتحدة، أملا في تجنب الحرب التقليدية المفتوحة التي ستكون الغلبة فيها لأمريكا.
وقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني مع نائب قائد مليشيا الحشد الشعبي العراقي أبومهدي المهندس في ضربة جوية أمريكية قرب مطار بغداد الدولي الجمعة.
وقاسم سليماني هو قائد فيلق القدس، منذ عام 1998، وهي فرقة تابعة للحرس الثوري الإيراني والمسؤولة عن العمليات العسكرية والعمليات السرية خارج الحدود الإقليمية لإيران ويبلغ من العمر 62 عاما.
وأبو مهدي المهندس هو جمال جعفر محمد علي آل إبراهيم، ويتولى منصب نائب رئيس الحشد الشعبي في العراق ويبلغ من العمر 66 عاما.
وكانت عناصر من مليشيا كتائب حزب الله العراقي الموالية لإيران اقتحمت، الثلاثاء، مقر السفارة الأمريكية في العاصمة بغداد، بعد مقتل عشرات المسلحين بينهم قياديون، في ضربات جوية استهدفت منشآت تابعة للمليشيا التابعة لإيران.