إيران تستقطب الأقليات في العراق بالمعونات رغم أزمتها الاقتصادية
إيران تحاول استمالة الأقليات الدينية في القرى الفقيرة شمالي العراق من خلال تقديم المعونات وترميم المباني.
رغم الأزمة الاقتصادية التي تمر بها إيران والاحتجاجات الشعبية التي تخرج لتحسين الأوضاع؛ فإنها لا تزال تحاول مد نفوذها بالعراق ودول الجوار عبر معونات ومنح على حساب أوضاع مواطنيها المتردية.
- إيران تحتجز مئات المراهقين من معتقلي الاحتجاجات بـ"الإصلاحيات"
- مظاهرات ضد خامنئي تجتاح كرمانشاه غربي إيران
وقالت صحيفة "التايمز" البريطانية، الخميس، إن إيران تحاول استمالة الأقليات الدينية في القرى الفقيرة شمالي العراق من خلال تقديم المعونات وترميم المباني التي طالها الدمار خلال المعارك ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.
وأوضحت الصحيفة، في تقرير نشرته الخميس، أن إحدى هذه القرى تقع في محافظة نينوي (شمال) وتسمى "الخزنة"، وتقطنها في الأساس مجموعة من الأقليات العرقية هم "الشبك"، ومعظم من المسلمين الشيعة.
وأشارت إلى أن "هذه القرية أصبحت محل جدل بعد بناء مدرسة ابتدائية للفتيات عام 2013 بمنحة من جمعية خيرية على صلة بالحكومة الإيرانية".
ولفتت الصحيفة إلى رغبة الجمعية الخيرية في تسمية المدرسة "مدرسة الإمام الخميني"، لكن مجلس المحافظة الذي كان يهيمن عليه أغلبية من العرب السنة رفضوا منحها الإذن.
وقالت "التايمز" إن داعش وصل وسيطر على مدينة الموصل (شمالا) والقرى المحيطة، الشيعية والمسيحية على حد سواء، وتم تحطيم المدرسة، لكن بعد القضاء على التنظيم، كان يتعين التخلص من الألغام والأفخاخ المتفجرة.
وبمزيد من المال الإيراني، أعيد بناء المدرسة وأطلق عليها اسم "الإمام الخميني"، مع وجود مليشيات شيعية تسيطر على مساحات كبيرة من سهل نينوي، إذ لم يعد هناك أي حكومة محلية قوية كفاية لوقف الأمر.
وعندما تم افتتاح مدرسة الإمام الخميني، قاطعها الشبك الشيعة، قائلين إن اسمها قد يجعلها عرضة لهجمات انتقامية من عصابات داعش؛ لذا اضطرت الجمعية الخيرية للتراجع، وستتم تسميتها على اسم أحد الرجال المحليين الذي قتل أثناء قتال التنظيم الإرهابي.
وقال عمدة قرية الخزنة إنه لم يطلب أبدا المساعدة الإيرانية، وإنه دعم قرار تغيير اسم الإمام الخميني، مؤكدا "لا نريد اسما إيرانيا على المدرسة، لا نريد أي صلة بإيران، نحن عراقيون. لأصدقك القول، نريد فقط أن نحيا في سلام، دون أي من تلك الصراعات".
ومنتصف الشهر الماضي، شهدت إيران احتجاجات على رفع أسعار الوقود وتردي الأوضاع في البلاد قابلتها السلطات بأكبر حملة قمع دموية في تاريخ البلاد قبل أن تتجدد الدعوات اليوم لمظاهرات بالبلاد لإحياء ذكرى الأربعين للضحايا.
ويرفض الإيرانيون سلوك النظام الحاكم الذي يهتم بمد نفوذه بدول الجوار والتكلفة العالية لدعم المليشيات بالمنطقة العربية في ظل أوضاع اقتصادية سيئة تمر بها البلاد جراء العقوبات الأمريكية.
aXA6IDMuMTM3LjE5OC4xNDMg جزيرة ام اند امز