شباب إيران يتهربون من الخدمة العسكرية: نرفض الموت من أجل أطماع الملالي
شباب إيران يتهربون من أداء الخدمة العسكرية الآن خوفا من التضحية بهم وإرسالهم إلى سوريا لتحقيق أطماع الملالي
كشفت صحيفة "تسايت" الألمانية عن رفض الكثير من الشباب الإيرانيين أداء الخدمة العسكرية بالجيش الإيراني في الوقت الراهن، خوفا من إرسالهم للقتال في سوريا.
استطلاعات الرأي تبين أن بعض الإيرانيين يتهربون من الخدمة العسكرية الآن خوفا من الموت بحد ذاته، بينما يتهرب البعض الآخر رفضا للموت من اجل دولة أخرى ليست وطنه، أما البعض الثالث فيتهرب رفضا للموت في سبيل تحقيق أطماع ومخططات نظام الملالي في إيران، خاصة أن ذلك يعود بالضرر على إيران والشعب الإيراني، سواء في صورة خسائر اقتصادية مباشرة، أو في صورة تشويه سمعة البلاد ومواطنيها في كل مكان يطأونه في مختلف أنحاء العالم.
كما أن الكثير من المجموعات والصفحات التي يتم تدشينها على وسائل التواصل الاجتماعي، تعبر عن رفض متزايد من جانب الشباب الإيراني لأداء الخدمة العسكرية في الوقت الراهن، مؤكدين أن نظام المرشد الأعلى علي خامنئي سيضحي بهم، كغيرهم، من اجل تحقيق أطماعه التوسعية على حساب الجميع.
الصحيفة الألمانية التقت شابا إيرانيا، اتخذ لنفسه اسما مستعارا يتيح له التحدث في أمان نسبي، وهو "شهاب". فقال، والتوتر يسيطر عليه أثناء جلوسه مع مراسل الصحيفة في ركن مقهى بأحد أحياء وسط طهران، إنه تلقى رسالةً من السلطات العسكرية في إيران للالتحاق بالجيش.
شهاب أقر بأنه، في السنوات الماضية، حاول التهرب من الخدمة العسكرية التي تعد إجبارية في إيران، واعترف بأنه نجح في الحصول على شهادة طبية مزورة سمحت له بالتمتع بإعفاء من الخدمة العسكرية لمدة سنتين. ولكن السلطات الإيرانية رفضت تلك الشهادة الطبية، هذه المرة، بدعوى انقضاء الآجال المحددة لتقديمها، على الرغم من أنها تؤكد عجز شهاب عن حمل السلاح.
وبدا شهاب يائسا وهو يدرك أنه لم يعد بمقدوره التهرب من أداء الخدمة العسكرية أكثر من ذلك، خاصة بعد أن تلقى رسالة من السلطات العسكرية تطلب منه التوجه إلى ثكنة عسكرية في غضون 3 أسابيع، لتسليم نفسه هناك من اجل التدريب، قبل أن يتم لاحقاً إعلامه بالمكان الذي سيرسل إليه بعد أن تبدأ فترة خدمته.
قد لا يعلم الكثيرون أن الخدمة العسكرية في الجيش الإيراني تستغرق 5 سنوات كاملة. ولكن أكثر ما يخيف شهاب هو أن يجد نفسه على متن إحدى الطائرات المدنية التي تنقل القوات الإيرانية إلى سوريا للقتال هناك والحفاظ على بقاء نظام بشار الأسد في سوريا.
ويقول شهاب: "بالتأكيد سيرسلونني للقتال خارج البلاد.. لقد فكرت في أن أصيب نفسي إصابة بليغة حتى أهرب من هذا المصير المحتوم، لكنني لم أملك الشجاعة الكافية للقيام بذلك.. لا أرغب حقاً في قتل أطفال سوريا، لكن يبدو أنني سأكون مجبراً على ذلك".
شهاب، شأن كثيرين، لم يقتنع بالدعاية المكثفة التي تصور القتال في سوريا "جهادا" من اجل حماية الدين والدولة من خطر تنظيم داعش الإرهابي، فقد دأب شهاب على مشاهدة صور القتل والدمار في المدن السورية، ومأساة الأطفال الذين قصفهم النظام السوري بالغاز. ولذلك، يدرك شهاب تماماً حقيقة الوضع هناك.
يضيف شهاب: "عندما أشاهد ما يحدث في حلب وحمص وإدلب، أتساءل في قرارة نفسي عن حقيقة ما يحدث. أنا أعي جيداً أن الحرب فظيعة وأن الإيرانيين متورطون فيها بشكل كبير".
ورغم أن شهاب يفكر بالهرب من تلك الحرب، إلا أنه يخشى في الوقت نفسه من اعتباره خائنا، لأنه سيتم تصويره أمام أهله والمجتمع بأكمله باعتباره إيرانيا رفض الدفاع عن دينه ووطنه.
ويقول شهاب: "أحترم الشهداء الإيرانيين الذين سقطوا في الحرب، لكنني لست مقتنعاً بأنه ينبغي أن أموت من أجل هذه القضية أو أقوم بقتل آخرين.. في الحقيقة، لست على استعداد لخوض هذه الحرب".