بين الحين والآخر، تخرج إيران بتصريحات تتودد بها لمصر، يقرأه المحللون بمثابة "محاولة من طهران لتخفيف الضغط السياسي والدبلوماسي عليها" ويرون أن هناك الكثير من العراقيل التي تواجهه.
التصريحات الأخيرة جاءت على لسان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، الذي أعلن أن بلاده تجري "مفاوضات استشرافية" لتحسين العلاقات مع مصر، و"اتخذنا خطوات مشتركة وسنواصل هذا الطريق".
خبراء أكدوا في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية"، أن "تصريحاته ليست عن قناعة حقيقية، لكنها رهان أخير من إيران على شرق أوسط جديد يعاد ترتيب الأوراق فيه من جديد، وأن الوصول لاتفاق مرهون بحل النقاط الخلافية العالقة بين البلدين".
وكان وزير الخارجية الإيراني قد اجتمع مع نظيره المصري سامح شكري، مؤخرا، على هامش اجتماع منظمة التعاون الإسلامي. وجرى خلال اللقاء بحث آخر تطورات الجهود لتعزيز العلاقات الثنائية.
وحول عراقيل التقارب يقول قال الدكتور بشير عبدالفتاح، الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، أكد أن أبرزها "سياسات إيران الإقليمية، والإصرار على فرض نفوذها في دول عربية".
إضافة إلى "علاقاتها بجماعة الحوثي، وتأثير ذلك على أمن الملاحة في البحر الأحمر وقناة السويس بما يضر بالاقتصاد المصري".
وتابع: "إيران تتبنى مقاربة مغايرة في إدارة الصراع العربي – الإسرائيلي، والقضية الفلسطينية، تعرقل جهود مصر لإرساء السلام، إضافة إلى الاختلاف بينها وبين دول مجلس التعاون الخليجي في مسألة أمن الخليج، الذي يرتبط بالأمن القومي المصري، ومساعيها لتطوير قدراتها التسليحية بشكل يثير مخاوف دول الجوار".
وتدهورت علاقات مصر وإيران عقب الثورة في إيران عام 1979 وتوقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، وجرت الاتصالات عبر مكاتب مصالح، وهى شكل أقل مستوى من التمثيل الدبلوماسي.