كل ما تريد معرفته عن جولة الإعادة لانتخابات إيران.. هل تتحقق المفاجأة؟
مرشحان من معسكرين متعارضين يتنافسان على منصب الرئيس بإيران، في جولة ثانية تنطلق الجمعة، وسط توقعات بحدوث مفاجأة في السباق.
من المقرر أن يتواجه إصلاحي ومحافظ متشدد، في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية في إيران، بعد غد الجمعة، وسط إقبال ناخبين منخفض بشكل قياسي، حيث بلغت نسبة المشاركة في الجولة الأولى 40%.
وتأتي هذه الانتخابات إثر وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي في حادث تحطم طائرة هليكوبتر في مايو/أيار الماضي.
ماذا حدث في الجولة الأولى؟
توجه نحو 40 في المائة من الناخبين، إلى صناديق الاقتراع يوم الجمعة الماضي، ولم يحصل أي من المرشحين الأربعة في الاقتراع على نسبة الـ 50% من الأصوات اللازمة للفوز في الانتخابات.
وقد حصل المرشح الإصلاحي، مسعود بزشكيان، وزير الصحة السابق، وسعيد جليلي، المحافظ المتشدد والمفاوض النووي السابق، على أكبر عدد من الأصوات.
ونال بزشكيان في الجولة الأولى 42,4% من الأصوات مقابل 38,6% لجليلي. فيما حل المحافظ محمد باقر قاليباف في المرتبة الثالثة.
من هما المرشحان في الجولة الثانية؟
وبما أن كلا المرشحين (بزشكيان وجليلي) لم يحصلا على نسبة الـ50% من الأصوات المدلى بها، التي ينص عليها القانون الإيراني لحسم الفائز.
وقبل الانتخابات لم يكن بزشكيان معروفا تقريبا، ويقول مراقبون إنه استغل انقسام المحافظين الذين فشلوا في الاتفاق على مرشح واحد.
الطبيب الجرّاح
ومسعود بزشكيان، الطبيب الجراح البالغ 69 عاما، نائب عن تبريز، المدينة الكبرى في شمال غرب إيران، وُلد في مدينة مهاباد الواقعة في محافظة أذربيجان الغربية، ويتحدث الأذرية والكردية والتركية، ما يشكّل حافزا له للدفاع عن الأقليات.
لديه خبرة محدودة في العمل الحكومي تقتصر على شغله منصب وزير للصحة بين 2001 و2005 في حكومة الرئيس محمد خاتمي.
وعُرف بكلامه الصريح، إذ لم يتردد في انتقاد السلطات خلال الحركة الاحتجاجية الواسعة التي هزت إيران إثر وفاة الشابة مهسا أميني في سبتمبر/أيلول 2022.
ومسعود بزشكيان هو رب أسرة تولى بمفرده تربية ثلاثة أولاد بعد وفاة زوجته وأحد أولاده في حادث سير، عام 1993، ويعتبر نفسه "صوت الذين لا صوت لهم".
المفاوض
أما سعيد جليلي المرشح المحافظ، فيُعد معارضا شرسا لأي تقارب بين إيران والغرب.
ويسعى جليلي البالغ 58 عاما والمنخرط في السلك الدبلوماسي، إلى الإقناع بأنه الأجدى بإدارة الحكومة متبعا الخطوط التوجيهية التي يضعها المرشد الأعلى علي خامنئي صاحب الكلمة الفصل في البلاد.
ولد سعيد جليلي في مدينة مشهد، شمال شرق إيران، عام 1965 ونشأ في كنف عائلة من الطبقة الوسطى، وعُرف خصوصا بإدارة المفاوضات حول الملّف النووي بين 2007 و2013.
وتبوّأ لرجل خلال مسيرته مناصب أساسية في إيران نظرا لثقة المرشد الأعلى به.
فرص الفوز
وفي حين دعا قاليباف أنصاره إلى التصويت لصالح جليلي في الدورة الثانية، تسود التوقعات بإقبال أكبر من قبل الناخبين في جولة الإعادة، وتصويت أكبر للمرشح الإصلاحي.
ووفق تقرير طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، قال بعض الإيرانيين إنهم يخشون سياسات جليلي المتشددة وإنهم سيصوتون لبزشكيان.
وتظهر استطلاعات الرأي أن حوالي نصف الأصوات لمنافس جليلي المحافظ في الجولة الأولى، محمد باقر قاليباف، قد أعيد توجيهها إلى بزشكيان.
وفسّرت الصحيفة تقدم بزشكيان في نتائج الجولة الأولى، بانقسام أصوات المحافظين بين جليلي وقاليباف.
وفي هذا الصدد، يقول مراقبون إن بزشكيان من المرجح أن يزيد من إقبال الناخبين بين أنصار الحزب الإصلاحي والأشخاص الذين قاطعوا الانتخابات البرلمانية في مارس/أذار والانتخابات الرئاسية في عام 2021.
وكان بزشكيان قد صرح بأنه سيشارك مع الغرب في المفاوضات النووية لرفع العقوبات الاقتصادية التي تضرب الاقتصاد الإيراني.
وعلى العكس منه، فإن جليلي لديه موقف أكثر صرامة بشأن المفاوضات، وقال في اجتماعات إنه يخطط للتغلب على العقوبات وتعزيز العلاقات الاقتصادية مع الدول الأخرى.
ومع أن السياسات النووية الإيرانية وسياسات الدولة الرئيسية يقررها المرشد الأعلى علي خامنئي، إلا أن الأخير أعطى الضوء الأخضر للحكومة للتعامل بشكل غير مباشر مع الولايات المتحدة لرفع العقوبات.
ومن المرجح أن تستمر تلك المفاوضات بغض النظر عمن هو الرئيس.
لماذا تعتبر هذه الانتخابات مهمة؟
تمثل الانتخابات فرصة للحكومة لإظهار قدرتها على التعامل مع الوفاة غير المتوقعة للرئيس إبراهيم رئيسي، دون الوقوع في الفوضى، وسط احتجاجات داخلية، والتوتر مع الولايات المتحدة وإسرائيل.
وبعد ست سنوات من انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقها النووي مع إيران، لا يزال دور الرئيس الجديد في إدارة البرنامج النووي غير واضح. وهي القضية التي أصبحت ملحة بشكل متزايد بالنسبة للغرب مع تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران. وفق الصحيفة الأمريكية.
القضايا الرئيسية
يعد الاقتصاد المتعثر والعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة وحقوق المرأة من القضايا الرئيسية في هذه الانتخابات..
متى ستعرف نتائج جولة الإعادة؟
وزارة الداخلية كانت قد أعلنت إجراء انتخابات الإعادة في اليوم التالي لانتهاء التصويت في الجولة الأولى.
ومن المرجح أن يصدر المسؤولون النتائج الأولية على الأقل بحلول يوم السبت.