الخارجية الإيرانية: حسن روحاني رفض استقالة ظريف
الاستقالة تأتي بعد ساعات من زيارة الرئيس السوري إلى طهران، وكان جواره الرئيس الإيراني وقائد فيلق القدس قاسم سليماني.
أكدت وزارة الخارجية الإيرانية، الثلاثاء، أن الرئيس حسن روحاني لم يقبل استقالة وزير الخارجية محمد جواد ظريف التي تقدم بها أمس عبر حسابه على الانستقرام.
وجاءت الاستقالة بعد ساعات من زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى طهران، وكان جواره الرئيس الإيراني وقائد فيلق القدس قاسم سليماني.
ومليشيا الحرس الثوري الإيراني التي يتبعها قاسم سليماني باتت ذات أذرع طويلة داخل إيران وخارجها، حيث أصبحت أقوى من هيئات حكومية في ظل ميزانية سنوية تتجاوز 7 مليارات دولار أمريكي، واستحواذها على أكثر من 50% من إجمالي الاقتصاد المحلي في مختلف المجالات.
ويرى مراقبون في أسباب الاستقالة التي أعلنها ظريف، تكشف عن خلافات شديدة مع جنرالات مليشيا الحرس الثوري الإيراني حول كيفية إدارة نفوذ طهران في دول المنطقة التي تتموضع بها مليشيات عسكرية مدعومة من نظام الملالي.
كما ينعت نشطاء إيرانيون ظريف بـ"الكاذب" عبر منصات التواصل الاجتماعي؛ فيما كان من المرتقب أن يقابل بمظاهرة حاشدة لمعارضين إيرانيين، الثلاثاء، أمام أبواب منظمة الأمم المتحدة احتجاجا على حضوره اجتماع أممي حقوقي.
ويعد معارضون إيرانيون أن وزير خارجية طهران المستقيل له دور واضح في تبييض وجه نظام ولاية الفقيه المتورط في حملات قمع واسعة النطاق لنشطاء مدافعين عن حقوق الإنسان على مدار سنوات، فضلا عن دعمه الوجود العسكري الإيراني لتنفيذ خطط تخريبية خارج الحدود.
وجاءت استقالة ظريف على نحو مفاجئ للغاية وسط حديث متواتر في الأوساط الإيرانية أنها ناجمة عن خلافات داخلية في حكومة حسن روحاني، حيث اعتذر وزير الخارجية المستقيل للإيرانيين عما وصفه بأوجه قصور في ملفات السياسة الخارجية الإيرانية.
ويعد جواد ظريف (59 عاما) أحد أبرز وزراء حكومة طهران، حيث تولى حقيبة الخارجية في مطلع الولاية الأولى لحكم الرئيس الإيراني حسن روحاني (2013 - 2017)، قبل أن يعاد تعيينه في منصبه بعد فوز روحاني بولاية ثانية.
ولعب ظريف المعروف بدفاعه المتواصل عن سياسات عدائية تمارسها مليشيات إيران إقليميا ودوليا، دورا حاسما في الحفاظ على مكاسب تلك المليشيات المتمركزة في بلدان مجاورة وذلك على هامش مباحثات دولية حول البرنامج النووي المثير للجدل، في يوليو/تموز عام 2015، باعتباره كبير مفاوضي بلاده حينها.
وواجه محمد جواد ظريف الذي هاجر إلى الولايات المتحدة في عمر 17 عاما للحصول على تعليم راقٍ هناك، انتقادات حادة من معارضين إيرانيين في المهجر بسبب انخراطه لاحقا في الدعاية لأجندة نظام المرشد الإيراني من حيث نهجه المعادي للغرب طوال عقود.