الاحتجاجات في إيران.. غضب شعبي تنديدا بالغلاء والفساد
الاحتجاجات الشعبية المتواترة في إيران كشفت وهن النظام وعجزه في عيون شعب رفع بوجهه شعار "ارحل".
الاحتجاجات الاجتماعية المتواترة في إيران، تنديدا بالغلاء والفساء والسياسات الخاطئة، كشفت وهن النظام وعجزه في عيون شعب رفع بوجهه شعار "ارحل".
علي رضا نادر، محلل السياسة الدولية لدى مؤسسة "راند" الأمريكية، اعتبر أن قبضة النظام الإيراني على السلطة لم تعد قوية كما كانت، وإنما غدا النظام نفسه أكثر ضعفاً عما كان عليه منذ ما سمي بثورة 1979.
واستشهد نادر، في مقال نشرته صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية، بمظاهرات الإيرانيين التي اجتاحت شوارع البلاد العام الماضي، تنديدا بالمرشد الأعلى علي خامنئي، والمطالبة بوضع حد للنظام الحاكم الوحشي.
فتواصل الاحتجاجات، وإن بشكل متقطع أو بأعداد أقل، يؤشر على أن حالة الاحتقان في صفوف الشعب الإيراني بدأت تتجه نحو الغليان الذي عادة ما يولد انفجارا يعرف بالحراك الاجتماعي أو الانتفاضة أو الثورة.
ورأى المحلل المختص في الشؤون الإيرانية أن العمال والمدرسين والمزارعين وسائقي الشاحنات، الذين لا يحصلون على رواتبهم، من بين أكثر القوى المناهضة للنظام تنظيماً.
ومثالا على ذلك، شهدت مدينة الأهواز جنوب غربي إيران، الشهر الماضي، احتجاجات عمالية ضد النظام، فيما نفذ سائقو الشاحنات إضرابات على المستوى الوطني، خلال معظم فترات 2018.
أما المزارعون في أصفهان (وسط)، فلم يتوانوا عن الإعلان مباشرة وعلانية أن عدوهم الحقيقي موجود داخل بلدهم وليس خارجها، في إشارة إلى النظام الحاكم في إيران.
وبالمقال نفسه، أوضح نادر أن أسباب الغضب الشعبي في إيران تتنوع بين شح المياه إلى الانهيار الاقتصادي والغضب من القيود الاجتماعية.
غير أن السبب الذي يثير حنق الإيرانيين بشكل كبير، يكمن في إدراكهم أن الإصلاح لم يكن سوى وهم روج له الرئيس الإيراني حسن روحاني، والذي يقدم نفسه على أنه إصلاحي معتدل.
فالشعب الإيراني استوعب أن الخطابات الرنانة لحكامه كانت مجرد ستار للدمار الذي لحق بالبلاد اقتصاديًا واجتماعيًا، ما يعزز التوقعات التي تشير إلى قرب انهيار نظام الملالي.
ولئن تمكن النظام من الإفلات من أزمات سابقة، إلا أن ما يواجهه في الفترة الراهنة يشكل خندقا عميقا من الصعب تجاوزه، وحتى مسؤولين من داخل البلاد مثل الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، يرجحون بقوة أن بلادهم ستواجه قريبا ثورة لتصحيح المسار، وفق نادر.
دور أمريكي
لكن، ورغم ما تقدم، إلا أن خبير الشؤون الإيرانية قال إن خامنئي لايزال يسيطر على أجهزة مثل الحرس الثوري الإيراني ومليشيات الباسيج.
واعتبر أنه في الوقت الذي يقع فيه على عاتق الإيرانيين مهمة إحداث التغيير المنشود داخل بلادهم، إلا أن هناك دور مهم على الولايات المتحدة الأمريكية الاضطلاع به.
ورأى نادر أنه ينبغي على واشنطن التركيز على التصدي للآلية الدعائية للنظام الإيراني، عبر تأسيس وسائل إعلام باللغة الإيرانية فعالة وحديثة، تتخطى الوسائل القديمة وغير الفعالة مثل "فويس أوف أمريكا" و"راديو فردا".
كما أشار إلى ضرورة تقديم مساعدات أمريكية مادية ومعنوية للقوى المحلية التي تتصدى للنظام، مشددا على أن النظام الإيراني لن يتغير للأفضل أبدًا، وأن الشعب مدرك وواع تماما بهذه الحقيقة.
aXA6IDMuMjM1LjE0NS4yNTIg جزيرة ام اند امز