"الإصلاحي" بميزان متشددي إيران.. "شرطي صالح" بخدمة المرشد
"شرطي صالح" بخدمة مرشد إيران.. هكذا اختصر باحث أمريكي مفهوم "الإصلاحي" بعيون المتشددين في بلد يخضع لسيطرة التيار الأصولي.
الباحث الأمريكي مايكل روبين يرى أن حقيقة عقد إيران لانتخابات يدفع بعض الدبلوماسيين لاعتبار ذلك ديمقراطية، "لكنها ليست كذلك"، مشيرًا إلى أن الإصلاحيين الإيرانيين "لم يكونوا صادقين أبدًا".
وأرجع روبين؛ الكاتب بصحيفة "واشنطن إكزامينر" الأمريكية، والباحث بمعهد "أمريكان إنتربرايز"، ذلك إلى أن مجلس صيانة الدستور غير المنتخب تخلص من حوالي 95% من اللاعبين للقضاء على أولئك الذين لا يتمتعون بالولاء الكافي لـ"الثورة".
واعتبر، في مقال نشرته الصحيفة عبر موقعها الإلكتروني، بأن الأمر شبيه بحالة إجراء الاتحاد السوفيتي انتخابات، لكن أعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي هم فقط من يمكنهم الترشح.
وفي وقت انسحب فيه 3 مرشحين من انتخابات الرئاسية الإيرانية المقامة، اليوم الجمعة، ليتبقى 4 بينهم 3 متشددين، قال روبين إن النقاد والصحافة يعتبرون بعضهم إصلاحيين.
لكنه أشار إلى أن هذا التبني للإصلاحية الإيرانية هو في جزء منه صورة معكوسة ومجرد أمنيات؛ إذ أن المعني الضمني للأسطورة الإصلاحية هو أن أولئك المصنفين بالإصلاحيين يريدون حقًا الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، أو يتشاركون قيما ليبرالية.
ورأى أن هذه الأسطورة أعابت تحليل إيران منذ البداية؛ فبعد ما سمي بثورة 1979، سرعان ما أثبتت أزمة الرهائن وفرق الإعدام الإيرانية وعمليات الاغتيال بالخارج خطأ فكرة وجود معتدلين وتقدميين حول المرشد روح الله الخميني.
وأوضح روبين أن لا إصلاحي إيراني يعترف بحق الطائفة البهائية في الوجود، أو يدين التزام طهران بالإبادة الجماعية ليهود إسرائيل، أو يعتقد أنه يمكن للمرأة شغل منصب الرئيس، أو يرفض إرهاب إيران.
وأشار إلى أن الإصلاحيين، في الحقيقة، "ليسوا سوى الشرطي الصالح لشرطة المرشد الأعلى السيئة"، لافتًا إلى أنهم يسعون لإرباك أو تشتيت الغرب، لكن ليس لديهم الرغبة ولا الشجاعة لتغيير سلوك النظام.
ورغم ظهور آمال في 1997 عندما فاز وزير الثقافة السابق، الإصلاحي محمد خاتمي، بالرئاسة وتحدث عن "حوار الحضارات"، إلا أنه كتب بعدها أن الملالي وآيات الله فقط من يجب أن يشاركوا بشكل كامل في "الديمقراطية"، ووقع على مذبحة السجناء السياسيين عام 1988، بحسب روبين.
وبالنسبة للباحث، فإن البرنامج النووي السري بني إلى حد كبير تحت إشراف خاتمي، كما أن مساعده الخاص رجح أن هدف الحوار كان تشتيت الانتباه عن الأهداف العسكرية لإيران.
وفيما يتعلق بـ"الحركة الخضراء"، قال روبين إن العديد من المدافعين عن طهران يرجحون أن الإيرانيين الذين احتجوا على تزوير انتخابات 2009 أرادوا "الإصلاح" بدلًا من إنهاء الحكم الديني، وتضخيم دور "الإصلاحيين" مثل رئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي في تشكيل الحركة.
و"الحركة الخضراء" قادت احتجاجات شعبية حاشدة قبل 12 عاما ضد فوز الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد بولاية حكم ثانية.
روبين أشار أيضا إلى أنه عندما اصطدمت ناقلة نفط كويتية بلغم إيراني في الخليج العربي، وصف قائد حركة الاحتجاجات في إيران عام 2009، السياسي مير حسين موسوي الحادث بأنه "ضربة لهيبة واشنطن السياسية والعسكرية."
وبحسب الباحث الأمريكي، فإنه حتى الرئيس حسن روحاني، الذي في طريقه لمغادرة المنصب، تلقى المعاملة الإصلاحية، لكن عام 2008، تفاخر بأنه تفوق في المناورة على المفاوضين النوويين من خلال اقتراح قيود طوعية على التخصيب فقط لتجاوز فرض قيود ملزمة.
aXA6IDMuMTM3LjE5MC42IA==
جزيرة ام اند امز