محللون غربيون: النظام الإيراني لم يضعف بهذا الشكل منذ 40 عاما
باحث: شعور الإيرانيين بالمعاناة سيقودهم إلى نزع الشرعية من الملالي
المحللون اتفقوا على أنها المرة الأولى التي نرى فيها نظام الملالي بهذا الضعف خلال الـ40 عاماً الماضية.
بعد نحو أسبوع من إعادة فرض العقوبات الأمريكية على إيران، أكد محللون غربيون أن النظام الإيراني أصبح في خطر، وأيامه باتت معدودة، مشيرين إلى أنها المرة الأولى التي نرى فيها نظام الملالي بهذا الضعف خلال الـ40 عاماً الماضية".
في هذا الصدد، أشار موقع "فرانس 24" الفرنسي، أن النظام الإيراني يواجه عقوبات الولايات المتحدة على الصعيد الخارجي، والاحتجاجات في الشارع الإيراني من الداخل، في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد، والارتفاع الجنوني للأسعار، وعدم الاستقرار والتضخم وانهيار العملة، ما جعل الإيرانيين يرون أن مستقبلهم أصبح ضباباً في ظل النظام الحالي".
من جانبه، قال جون فرنسوا سيزنيك، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة "جونز هوبكينز" الأمريكية، إن "شعور الإيرانيين بالمعاناة سيقودهم إلى نزع الشرعية من نظام الملالي بأكمله وليس الحكومة فحسب".
ودلل الموقع الفرنسي أنه علامة على مخاوف النظام الإيراني من فقدان شرعيته، دعوة الرئيس الإيراني حسن روحاني روسيا والصين لمساعدته لاستعادة الاستقرار الاقتصادي قبل إعادة فرض الجزء الثاني من العقوبات في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل".
ووفقا للخبراء والمراقبين للشأن الإيراني، فإن روحاني في موقف صعب لا يحسد عليه، إذ لم يستطع إقناع الشعب بالتضحية من أجل دعم المليشيات في اليمن وحزب الله في لبنان، وتقبل تلك المعاناة، كما أنه مجبر على التفاوض مع الولايات المتحدة وقبول الشروط الأمريكية لرفع العقوبات"، بحسب "فرانس24".
وعلى الصعيد السياسي، فإنه حتى لو قبل روحاني التفاوض، فإنه لا يمكنه ذلك بدون دعم المرشد الأعلى علي خامنئي، إذ إنه له دائماً الكلمة الأخيرة، كما أن المحافظين المعارضين لسياسات روحاني سينضمون إلى صفوف الشعب الساخط، الأمر الذي يمكن أن يكون خطيرا على بقاء النظام بأكمله"، وفقاً للباحث الأمريكي جون فرنسوا سيزنيك.
من جهته، حذر الباحث الإيراني بالمؤسسة الأمريكية للدفاع والديمقراطية، بيهنام طاليبلو، النظام الإيراني، قائلاً: "إنه على القادة الإيرانيين أن يأخذوا تلك المظاهرات التي بدأت شراراتها في ديسمبر/كانون الأول الماضي، على محمل الجد وعدم الاستهانة بها".
بدوره، قال أزاده كيان، أستاذ العلوم السياسية المتخصص في الشأن الإيراني، إنه "لم ير النظام الإيراني بهذا الضعف قبل ذلك، مشيراً إلى أن نظام الملالي في أضعف حالاته منذ نحو 40 عاماً من الثورة الإيرانية"، محذراً من أن تلك العقوبات يمكن أن تؤدي إلى زيادة أعداد المهربين للنفط بطرق غير شرعية".
إلى ذلك، قال معصوم تورفيه، أستاذ العلوم السياسية في جامعة لندن، إن "غياب قيادة لحركات المعارضة في إيران يؤدي إلى خوف الإيرانيين من التعاون مع الولايات المتحدة للإطاحة بالنظام"، موضحاً أنهم يعرفون جيداً أن "أي مبادرة للمطالبة بتغيير النظام سيتم قمعها بطريقة وحشية ودموية".
من جانبه، أشار الباحث الأمريكي في معهد "أوراسيا جروب" في واشنطن، هنري روم، إلى أن تلك المظاهرات علامة واضحة على رفض نظام الملالي بأكمله"، بحسب ما نقلت صحيفة "لوجورنال دو مونتريال" الكندية الناطقة بالفرنسية.