مسؤولون إيرانيون يقرون بخطورة الأوضاع الداخلية وخامنئي يغرد خارج السرب
مسؤولون إيرانيون أدلوا باعترافات كاشفة عن مدى الاضطرابات والاحتجاجات العارمة في البلاد، فيما رأى خامنئي أن الأوضاع لا تزال مطمئنة.
أدلى مسؤولون إيرانيون باعترافات كاشفة عن مدى الاضطرابات والاحتجاجات العارمة التي تمر بها البلاد في الآونة الأخيرة؛ اعتراضا على تفاقم الأزمات المعيشية والاقتصادية والبيئية إلى حد غير مسبوق.
ولكن على النقيض، اعتبر المرشد الإيراني علي خامنئي أن الأوضاع الداخلية لا تزال مطمئنة بعد تطبيق أولى حزم العقوبات الأمريكية، رغم تزايد وتيرة التذمر الشعبي.
واعترف "عبدالرضا رحماني فضلي" وزير الداخلية الإيراني، بارتفاع معدل الاحتجاجات في أنحاء متفرقة من إيران، بسبب أزمة شح وتلوث مياه الشرب طوال 5 أشهر مضت، إلى نحو أكثر من 20 احتجاجا.
ونقلت وكالة أنباء "فارس" شبه الرسمية، عن "فضلي" انتقاده، في لقاء مع عدد من نشطاء منظمات غير حكومية، إهدار الموارد الطبيعية داخل إيران، ولا سيما في مجالي المياه والطاقة، مطالبا بضرورة وجود وسائل حماية شعبية في هذا الصدد، على حد قوله.
- إيران.. أزمة العطش تتفاقم وكارثة تداهم "الفستق" وطهران
- صحفي إيراني: الأحواز على فوهة بركان بسبب قمع الملالي
وانتقدت صحف إيرانية معارضة من بينها "كيهان" اللندنية، جانبا من تصريحات وزير الداخلية حول دور المنظمات الشعبية في التدخل لحل أزمة المياه، في الوقت الذي لم تقدم فيه الحكومة خطوات جدية إزاء التوصل لحلول ناجزة بهذا الصدد.
واعتبرت الصحيفة أن تصريحات "فضلي" تعد هروبا من مسؤولية اعتقال السلطات الإيرانية عددا من نشطاء البيئة، منذ فبراير/شباط الماضي بدعوى تورطهم بالجاسوسية، على خلفية كشفهم انتهاكات بيئية ناجمة عن مشروعات مليشيات الحرس الثوري.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية رسمية، مؤخرا، عن وزير الداخلية، أن أزمة المياه العذبة باتت "أزمة اجتماعية"، محذرا من تفاقم الأوضاع على مدار السنوات المقبلة مع بدء هجرات داخلية كبرى بسبب الجفاف ونقص مياه الشرب إلى حد خروج سكان أقاليم مختلفة في احتجاجات عارمة مؤخرا.
وأدت مواجهات بين المزارعين المحتجين وأجهزة الأمن الإيرانية، مطلع يوليو/تموز الماضي، في إحدى القرى التابعة لمدينة كازرون بمحافظة فارس في جنوب إيران، إلى سقوط قتيل وعدد من الجرحى على خلفية أزمة العطش والجفاف وشح المياه في المنطقة.
- معارضون إيرانيون لـ"العين الإخبارية": عقوبات واشنطن تزيد عثرات الملالي
- مسؤولون أمريكيون يستعرضون عقوبات إيران وتأثيرها في وأد مؤامراتها
وعلى صعيد متصل، حذر "إسحاق جهانجيري" النائب الأول للرئيس الإيراني حسن روحاني، من أن بلاده تواجه "ظروفا خطيرة" هي الأصعب على مدار 4 عقود مضت، على حد قوله.
ونقلت وكالة أنباء "الطلبة" الإيرانية "إيسنا"، عن "جهانجيري" قوله على هامش جلسة حكومية مساء الأربعاء، إن المسؤولين مطالبون بالصدق مع الإيرانيين في ظل هذه الظروف غير المسبوقة، بالتزامن مع اندلاع احتجاجات وإضرابات عمالية وسط تدهور لقيمة العملة المحلية، وتزايد نسب البطالة والتضخم.
وفي تصريحات متناقضة لـ"خامنئي" رغم التداعيات السلبية للعقوبات الأمريكية على الاقتصاد الإيراني، والتي دخلت حيز التنفيذ، الثلاثاء، اعتبر المرشد الإيراني أن الأوضاع الراهنة لبلاده لا تزال مطمئنة، على حد قوله.
ونقلت وكالة أنباء "تسنيم" المقربة من الحرس الثوري، عن "خامنئي" قوله، خلال لقاء مع نشطاء ثقافيين إيرانيين: "لا تقلقوا على أوضاعنا، لن يقدروا على فعل شيء، أخبروا الجميع بهذا".
ودفعت عقوبات واشنطن، عديدا من المصارف، والشركات الدولية إلى إلغاء تعاملاتها مع إيران فعليا، بينما تعهدت الولايات المتحدة بحظر التعامل تجاريا مع ثمة أطراف تجري صفقات مع طهران.