معارضون إيرانيون لـ"العين الإخبارية": عقوبات واشنطن تزيد عثرات الملالي
معارضون إيرانيون يحللون في حديثهم مع "العين الإخبارية" تداعيات العقوبات الأمريكية على سياسات نظام الملالي العدائية بالمنطقة.
أجمع معارضون إيرانيون، في حديثهم لـ"العين الإخبارية"، على أن العقوبات الأمريكية ضد نظام الملالي في طهران على خلفية انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في مايو/أيار الماضي، ستزيد من عثرته في ظل تفاقم الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بالبلاد.
وتشمل الحزمة الأولى من العقوبات الأمريكية التي دخلت حيز التنفيذ، الثلاثاء، تجميد التعاملات المالية وواردات المواد الأولية، كما تستهدف قطاعي السيارات والطيران التجاري، وستعقبها في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، تدابير تطال قطاعي النفط والغاز إضافة إلى البنك المركزي الإيراني.
في البداية، أعرب رضا بارشي زادة، المعارض الإيراني، عن ترحيبه بفرض تلك العقوبات على نظام الملالي مجدداً، مؤكداً أنه كان أحد المعارضين لإبرام الاتفاق النووي مع طهران قبل 3 سنوات، لكونه "معيباً" من الأساس.
وأضاف زادة، المحلل السياسي بجامعة إنديانا بولاية بنسلفانيا الأمريكية، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن لديه يقيناً منذ إبرام الاتفاق النووي بين إيران و6 قوى عالمية عام 2015، بعدم تنفيذ نظام الملالي بنود الاتفاق، مؤكداً أن بنوده كانت تلزم طهران بالتوقف عن تطوير التكنولوجيا النووية لأغراض عسكرية.
وأكد المعارض الإيراني لـ"العين الإخبارية" أن الاتفاق سمح بتمدد مليشيات الملالي بالمنطقة، كما واصل أنشطته الخبيثة، في الوقت الذي تدهورت أوضاع حقوق الإنسان داخل البلاد، مشدداً على أن انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من تلك "الصفقة الكارثية" كان مبرراً، على حد قوله.
ويرى زادة أن النظام الإيراني لا يزال يواصل سياساته العدائية والتوسعية في الشرق الأوسط، مشدداً على أن طهران تريد إطالة أمد المواجهات المسلحة في بلدان عدة بهدف تحقيق أطماعه.
ولفت إلى أن الضغوط الهائلة التي يتعرض لها في الفترة الراهنة ستقلص من قدراته سواء بالاقتصاد أو البنية التحتية.
- توابع العقوبات.. موجة إضرابات جديدة تضرب إيران
- معارض إيراني لـ"العين الإخبارية": الثورة ستنهي 39 عاماً من القمع
واعتبر زادة أن حالة الغضب الشعبي ستكون عامل ضغط إضافي على نظام الملالي، معتبراً أن النظام لا يرى غير القمع إزاء حالة الثورة والتذمر التي تنتاب الإيرانيون بسبب سياساته التخريبية، مطالباً قوى المعارضة في الخارج بالتوافق لإدارة العملية الانتقالية بخطة جاهزة لتطبيق الديمقراطية حال سقوط النظام، بحسب قوله.
بدوره، قال أحمد رحمة الأحوازي، الناشط السياسي المستقل، لـ"العين الإخبارية"، إن "الجزء الأخطر على النظام الإيراني من هذه العقوبات سيكون في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل"، لافتاً إلى أن "عقوبات واشنطن وضعت الملالي في ورطة قد تنهي دوره التخريبي بالمنطقة، والذي يمثل الورقة الرابحة له لإطالة بقائه في السلطة".
وشدد الأحوازي، المقيم في ألمانيا، على أن النظام الإيراني يعيش على اختلاق الأزمات منذ عقود، لافتاً إلى أن تطبيق الحزمة الثانية من العقوبات الأمريكية سيضع طهران في "عنق الزجاجة"، كونها ستمس مصادر تأمين بالغة الحساسية مثل الصادرات النفطية والمصارف.
وأوضح الناشط السياسي المستقل لـ"العين الإخبارية"، أن نظام الملالي يسعى للإمساك بالسلطة تحت أي ثمن بما في ذلك التضحية برفاهية ومعيشة الإيرانيين، مرجحاً لعب إيران في الفترة المقبلة على وتيرة المناورات والخداع لحرف الأنظار عن أزماتها الداخلية.
على صعيد متصل، لفت عماد عماد، الناشط الأحوازي، إلى أن أكثر الأمور قلقاً بالنسبة لإيران هو كون العقوبات الأمريكية لا تقتصر على الحد من برامج التسلح الصاروخية فحسب، بل تستهدف أيضاً وقف الدعم المالي والتسليحي للتنظيمات الإرهابية، وكذلك تصفير الصادرات النفطية.
وأشار عماد، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إلى أن العملة المحلية الإيرانية ستشهد مزيداً من التدهور، إلى جانب ارتفاع وتيرة الاعتصامات والإضرابات العمالية، محذراً من محاولات نظام الملالي تصدير أزماته لدول الجوار مؤخراً، على حد قوله.
واعتبر الناشط الأحوازي أنه حتى الدول الأوروبية التي لا تزال تتمسك بالبقاء ضمن الاتفاق النووي الإيراني، تدرك خطورة استمرار الملالي في إنتاج الصواريخ بعيدة المدى، والتي من بينها مشروع"سيمرغ"، وهو صاروخ قادر على حمل أقمار صناعية إلى المدار، منوهاً إلى أنه مجرد غطاء لاختبار صاروخ باليستي عسكري حال اكتماله، حسب قوله.
وأوضح أن مخاوف الأوروبيين تتمثل في رفع قدرة صواريخ إيران الباليستية إلى حد حمل رؤوس نووية تصل إلى استهداف بلدان في أوروبا الغربية.
aXA6IDE4LjE4OC4xODMuMjEg جزيرة ام اند امز