العقوبات تضرب "سوق إيران الكبير" التابع لمليشيا الحرس الثوري
العقوبات الأمريكية تعرقل افتتاح مشروع مركز تجاري ضخم في طهران مالكه على صلة وثيقة بالحرس الثوري.
تتوالى الضربات الاقتصادية على رأس النظام الإيراني مع بدء تطبيق المرحلة الأولى من العقوبات الاقتصادية الأمريكية الجديدة ضد طهران عقب انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، وتمثلت أحدث ضربة في فشل افتتاح مشروع مركز تجاري ضخم جرى تدشينه في العاصمة الإيرانية مؤخراً.
وكشفت صحيفة "كيهان" اللندنية، أن العقوبات الأمريكية عرقلت افتتاح هذا المركز التجاري الضخم المعروف باسم "سوق إيران الكبير" الشهر المقبل، مشيرة إلى أن مالكه رجل أعمال إيراني ثري يدعى "علي أنصاري" مقرب من مسؤولين إيرانيين بارزين، لا سيما مرشد إيران علي خامنئي، ويملك استثمارات واسعة في إيران وخارجها، كما يرتبط بأنشطة اقتصادية مع جنرالات في مليشيات الحرس الثوري الإيراني.
و"سوق إيران الكبير"، بحسب الصحيفة، تم التخطيط لأن يكون أحد أكبر المراكز التجارية في منطقة الشرق الأوسط، حيث يقع على مساحة مليون و700 ألف متر مربع في طهران، ويضم فندق فئة 5 نجوم، ومساحات خضراء، وقاعات للمؤتمرات، وبرجاً إدارياً، وعدة مطاعم ومناطق ترفيهية، لافتة إلى أن أغلب المنتجات والعلامات التجارية التي كان مقررا عرضها وبيعها داخله إيطالية الصنع، من بينها الملابس، وقطع الأثاث، وخطوط الأزياء، والأطعمة الشهيرة، على حد قول الصحيفة.
- إيران.. شركات مليشيا الحرس الثوري تتغول على التنمية
- الحرس الثوري يستثمر "أزمة النووي" في مكاسب اقتصادية خاصة
وأعرب شركاء تجاريون إيطاليون بهذا المركز التجاري الضخم الذي بدأ تدشينه عام 2011 في تصريحات لـ"كيهان" اللندنية، عن خيبة أملهم من فشل افتتاح المشروع وتأجيله حتى إشعار آخر، على خلفية العقوبات الأمريكية وكذلك قرارات مصرفية حكومية إيرانية مؤخرا بحظر استيراد آلاف السلع والبضائع بهدف كبح جماح صعود النقد الأجنبي أمام الريال الإيراني الذي وصل أدنى مستوياته التاريخية.
وذكر "انريكو تاريكي"، أحد العارضين الإيطاليين المشاركين، أنهم قد أنفقوا طوال الفترة الأخيرة قرابة 30 مليون يورو، لاستيراد بضائع ومنتجات إيطالية إلى طهران، واصفاً الأمر بـ"الكارثة الاقتصادية"، على حد تعبيره.
وسلطت الصحيفة الإيرانية المعارضة الضوء على رحلة الصعود المثيرة والغامضة لـ"علي أنصاري" المعروف في الأوساط الإيرانية بـ"سلطان الموبيليا" لكون أغلب استثماراته بتجارة الأثاث، حيث يحتل المرتبة الثامنة ضمن قائمة الأثرياء في البلاد.
وأكدت "كيهان"، أن الشركاء الإيطاليين لـ"أنصاري" لديهم تساؤلات حول سر تحوله لأحد أكبر الأثرياء في غضون 20 عاماً، رغم نشأته المتواضعة ضمن أسرة فقيرة على أطراف طهران، يدير عائلها الوحيد متجرا صغيرا لبيع وشراء قطع الأثاث، في الوقت الذي لم يكن لدى رجل الأعمال الإيراني ثمة رؤوس أموال تمكن له فرصة الثراء السريع على هذا النحو.
وتتخطى ثروة "أنصاري" مليارات الدولارات، حيث يمتلك عدة مكاتب في طهران وكذلك في ميلان الإيطالية يدير من خلالها إمبراطوريته الاقتصادية واسعة النطاق، التي تشمل استيراد الصلب، والإنشاءات، والمصارف التي من بينها بنك إيراني محلي يدعى "تات" الذي جرى دمجه مؤخراً وتحول مسماه إلى "بنك آينده"، في الوقت الذي يستحوذ على استثمارات وثروات ضخمة في كل من إيطاليا وكندا.
وذكر مصدر إيطالي يدير مشروعاً مشتركاً مع رجل الأعمال الإيراني الذي يسكن واحداً من أفخم المباني بطهران، أن الأخير لديه علاقات جيدة للغاية مع بيت المرشد الإيراني وكذلك جنرالات بارزين في الحرس الثوري، حيث نجح من خلال اتصالاته الهاتفية مع مؤسسة "خاتم الأنبياء" الذراع الاقتصادية للحرس الثوري، في إنهاء عقبات استثمارية واجهت الجانب الإيطالي، على حد قوله.
- كيف اخترق هاشمي نجاد عقوبات واشنطن ضد مليشيا الحرس الإيراني؟
- اعتقال إيراني بواشنطن يكشف سبل التحايل على العقوبات من بوابة فنزويلا
وأضاف المصدر الإيطالي، الذي رفض الإفصاح عن اسمه، في تصريحات لصحيفة "كيهان" أن "أنصاري" كان يدير أيضاً نادياً رياضياً إيرانياً يدعى "استقلال طهران" وتولى لفترة مؤقتة رئاسة اتحاد رياضة الدراجات الهوائية الإيراني، كما استولى على منزل فخم تعود ملكيته للمستثمر الإيراني الشهير "حبيب ثابت" في عهد الشاه سابقاً، والمعروف بكونه مؤسس شبكة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، حيث كان المنزل بحوزة وزارة الاستخبارات الإيرانية.
ويرتبط رجل الأعمال الإيراني بشبكة علاقات تجارية مترامية الأطراف في البلاد، سواء مع أعضاء الغرفة التجارية الإيرانية، وأيضاً تجار سوق الهواتف النقالة، كونه يحظى بثقة "خامنئي"، حيث يشترك الأخير برابطة صداقة قديمة مع والد "علي أنصاري"، الأمر الذي أسهم في تعبيد طريق "أنصاري" الابن نحو تدشين إمبراطورية اقتصادية ضخمة، وصلت إلى حد تجريف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية لإقامة مجمع صناعي، بمساعدة الشقيقين علي وصادق لاريجاني رئيسي البرلمان والسلطة القضائية.
واختتمت الصحيفة أن "علي أنصاري" الذي درس الهندسة المعمارية في أذربيجان، كان أحد أبرز داعمي الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد، حيث أنفق قرابة مليار و200 مليون تومان إيراني، لدعم حملة "نجاد" الانتخابية في الفترة الأولى من رئاسته للبلاد، وتلقى نظير هذا الدعم مكأفاة بتأسيس مصرف خاص في بداية أشهر فترة نجاد الرئاسية عام 2005.
aXA6IDMuMTQxLjI5LjkwIA== جزيرة ام اند امز